أتمت مطارات دبي ومؤسسة الاتحاد لخدمات الطاقة التابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي، مشروعًا طموحًا لتركيب 15 ألف لوح شمسي في المطار، ليكون بذلك أكبر نظام شمسي من نوعه ضمن مطار على مستوى العالم العربي، ليسهم سنويًا في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 22 ألف طن.
ونشر الحساب الرسمي لمطار دبي في تويتر تغريدة؛ قال فيها إن «مطارات دبي والاتحاد لخدمات الطاقة الاتحاد إسكو تعلنان عن إتمام عملية تركيب نظام للطاقة الشمسية بنجاح بقوة 15 ألف لوحة ضوئية جهدية في المبنى 2 في مطار دبي الدولي.»
ويهدف المشروع الجديد إلى خفض استهلاك الطاقة 5% في أحد أكثر مطارات العالم ازدحامًا بالمسافرين الدوليين، أي ما يعادل تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقيمة 22 ألف طن سنويًا.
وقال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي إن «شراكة مطارات دبي مع الاتحاد لخدمات الطاقة تعكس التزاماتنا نحو تحقيق الاستدامة البيئية. إننا ندعم استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، التي تهدف إلى ترشيد استهلاك دبي للطاقة 30% بحلول العام 2030، ونرى بأن هذه المبادرات تساعد بشكل كبير في الحد من انبعاثات الكربون.»
وتعكف إمارة دبي أيضًا، على بناء أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل بإجمالي استثمار يبلغ 50 مليار درهم (13.6 مليار دولار) بهدف تخفيض أكثر من 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويًا؛ وذكر مكتب دبي الإعلامي في حسابه على تويتر إن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية «سيساهم في بناء مستقبل الطاقة الخضراء في دبي.»
ويتضمن المشروع الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) تشييد أطول برج شمسي في العالم، بارتفاع يصل إلى 260 مترًا؛ ووفقًا للهيئة فإن القدرة الإنتاجية للمجمع ستبلغ 800 ميجاواط بحلول العام 2020، وستصل إلى 5 آلاف ميجاواط بحلول العام 2030.
وتتلخص استراتيجية إمارة دبي للطاقة النظيفة في الدخول إلى العام 2030، وهي قادرة على توفير 25% من الطاقة النظيفة من طاقة الشمس، و7% من الطاقة النووية، و7% من الفحم النظيف، و61% من الغاز، بالإضافة إلى تحويل 80% من نفاياتها إلى طاقة.
وأطلقت إمارة دبي مبادرات عدة للتحول إلى الطاقة النظيفة؛ كان آخرها إطلاق مبادرة ديوا الرقمية في ختام أعمال القمة العالمية للحكومات مطلع العام الماضي، الهادفة لمنح إمارة دبي مزيدًا من الطاقة النظيفة والخدمات الرقمية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وبدخول المبادرة حيز التنفيذ من المقرر أن تسهم في تطوير أربعة قطاعات؛ وهي الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة وتقدم الخدمات الرقمية للمراجعين وتطوير الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وتعمل حكومة دبي على تشجيع أصحاب المنازل والمباني على وضع الألواح الشمسية على الأسطح وربطها بشبكة هيئة كهرباء ومياه دبي، في إطار مبادرة أطلقت عليها اسم «شمس دبي» الرامية إلى ربط الطاقة الشمسية بالمباني لتشكل جزءًا من برنامج إنتاج الطاقة المتجددة المتصلة بشبكة التوزيع في دبي. وتستهلك المباني المُنفِّذة للمبادرة الطاقة المُنتجَة، مع تصدير الفائض إلى شبكة الهيئة.
وشرعت الإمارات العربية المتحدة بالتخطيط للتحول إلى مدنٍ ذكية وخضراء تُحقق التنمية المستدامة لأجيال المستقبل. وأنشأت سلطات أبو ظبي مدينة مصدر الذكية لتكون بمثابة نواة أولى تهدف لاستيعاب التوسع الحضاري السريع، والحد من التلوث بالاعتماد على الطاقة النظيفة وإعادة تدوير المخلفات بالطرق التقنية الحديثة.
وبالإضافة لمدينة مصدر المستدامة، تُعد المدينة المستدامة في دبي، أول مشروع سكني ينتج الطاقة النظيفة في العالم العربي والمنطقة وهي تجسيد عملي للاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وبدأت إمارة دبي بإنشائها في العام 2014، وأنجزت في العام 2017 المرحلة الأولى منها لتضم 500 فيلا سكنية و89 شقة مع حزام أخضر حولها للحفاظ على جودة الهواء، فضلًا عن إنشاء مزرعة مكونة من 11 قبة لمعالجة المناخ وإنتاج النباتات وتوزيعها على السكان وتسويقها تجاريًا.
وتنتج المدينة المستدامة في دبي طاقتها بالكامل من مصادر متجددة، باستثمار الطاقة الشمسية وتحويلها إلى كهرباء والاستفادة من منظومة وفرتها هيئة كهرباء ومياه دبي لتوليد الكهرباء على سطوح الوحدات السكنية والتجارية. بالإضافة لتنفيذ مجموعة من برامج إعادة التدوير والحد من النفايات، وإطلاقها مجموعة من المبادرات البيئية المتنوعة إلى جانب انضمامها لعضوية منظمات بيئية عالمية وتوفيرها فرصًا تعليمية وتدريبية بهدف رفع الوعي وتحويل مفهوم الاستدامة إلى واقع ملموس في المجتمع.