الحكومة الذكية والاقتصاد الأخضر: وجهان لعملة واحدة تضمن المستقبل المستدام

  •  

    بقلم : الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر

     

    مدير عام مكتب دبي الذكية

     

     

     

    لطالما وجدت تقنيات الجيل التالي طريقها إلى عالم القطاع الحكومي. وفي

    محاولة لتوفير خدمات وأنظمة حديثة للجمهور يمكن مقارنتها بما يمكن أن

    تقدمه مؤسسات القطاع الخاص، فلقد شرعت العديد من الحكومات في جميع أنحاء

    العالم في تطبيق ما نسميه الآن الحكومة الذكية.

     

    وفي ظل هذه الظاهرة الشاملة شاهدنا مؤسسات عامة تدمج الابتكارات

    التكنولوجية المتقدمة في عملياتها لتقديم حلول أسرع وأكثر كفاءة. الهدف

    النهائي هو جعل المواطنين أكثر سعادة ورضا وراحة من خلال تقديم خدمات

    حكومية عالية الجودة. وباختصار ينبغي تحقيق مستوى عالٍ من الجودة من خلال

    إنشاء نظام حكومي حديث وفعال.

     

    وفي ظل وجود الإنترنت والتقنيات الحديثة الأخرى، تمكنت الحكومة الذكية من

    تمكين الجمهور من خلال منحهم إمكانية الوصول السهل على مدار الساعة إلى

    الخدمات المختلفة كمنصة فعالة للوصول إلى القطاعات العامة. ولقد مكّن ذلك

    الأمر الهيئات الحكومية من العمل بأفضل ما في وسعها لتلبية احتياجات كل

    من الأفراد والشركات بتكاليف منخفضة.

     

    والجدير بالذكر أن الحكومات التي تعمل في ظل نظام بيئي ذكي أدت إلى تشجيع

    استهلاك أفضل للموارد، وبالتالي المساعدة في معالجة قضايا استدامة

    الموارد والتدهور البيئي. وإن مسألة تسليط الضوء على المكون البيئي

    أمرمهم في ظل الحركة العالمية التي ظهرت في ضوء الآثار المدمرة لتغير

    المناخ.

     

    ففي جميع أنحاء العالم شهدنا دعوات متزايدة للتنمية المستدامة، وجانب

    رئيس لتحقيق هذا التقدم يتمثل في تبني الدول للاقتصاد الأخضر. ويُعرّف

    برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الاقتصاد الأخضر الشامل باعتباره

    نموذجاً اقتصادياً يعمل على "تحسين رفاهية الإنسان ويبني العدالة

    الاجتماعية مع تقليل المخاطر والندرة البيئية".

     

    ومع استمرار الحوارات والنقاشات المحيطة بالاقتصاد الأخضر كما هو مطلوب،

    يجب أن تصاحب هذه النقاشات إجراءات ملموسة وعملية. فمن خلال الحث للتحول

    نحو حكومة ذكية، نحن في الواقع نخطو هذه الخطوة الحيوية نحو التحول إلى

    الاقتصاد الأخضر، حيث سيتم التركيز على تبني التقنيات الخضراء والاستفادة

    من الابتكارات كأداة لتمكين التنمية المستدامة. وبهذه الطريقة تكمل كل من

    الحكومة الذكية والاقتصاد الأخضر بعضهما البعض لبناء مستقبل مستدام

    للجميع.

     

    للحديث أكثر عن هذا الموضوع، تفضلوا بحضور القمة العالمية للاقتصاد

    الأخضر www.wges.ae  يومي 20 و21 أكتوبر 2019 بمركز دبي الدولي للمؤتمرات

    والمعارض.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن