تزداد خطورة كسور العظام مع ازدياد عمر المصاب بها، إذ تكون العظام بعد شفائها عند كبار السن أضعف وقابلة أكثر للكسر.
وجد باحثون من جامعة ديوك الأمريكية -في بحث نُشر في مجلة جي سي أي إنسايت- أن بروتينًا محددًا يؤثر سلبًا على شفاء كسور العظام، ويزداد تركيز هذه البروتين مع ازدياد عمر الإنسان، ويأمل الباحثون أن يساعد هذا الاكتشاف على تطوير علاجات جديدة تساعد على شفاء العظام بعد الإصابات أو العمليات الجراحية.
أكد جوربريت باهت الأستاذ المساعد في قسم جراحة العظام في مشفى الجامعة ورئيس الفريق البحثي أن صميم البروتين الشحمي إيه –والذي يُعرف اختصارًا باسم «أبو إيه»- يوجد عند كبار السن بتركيز أعلى مقارنة بالشباب، ويلعب هذا المركب دورًا في الإصابة بمرض الألزهايمر وأمراض القلب.
وجد فريق الباحثين أن تركيز صميم البروتين الشحمي إيه في الدم عند كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و85 عامًا يبلغ ضعف تركيزه عند مَن تتراوح أعمارهم بين 35 و45 عامًا، ووجدوا النتيجة ذاتها عند الفئران التي يبلغ عمرها 24 شهرًا مقارنة بالفئران البالغة من العمر 4 أشهر.
أراد الباحثون اكتشاف كيفية تأثير صميم البروتين الشحمي على عملية شفاء كسور العظام، والتي تبدأ بإرسال الجسم عبر الدم لإشارات لتجنيد خلايا محددة لإصلاح العظم، ومنها خلايا جذعية هيكلية التي تبني نسيجًا غضروفيًا كدعامة مؤقتة لمنطقة الكسر.
تتحول بعض الخلايا الجذعية الهيكلية إلى خلايا بانية للعظم لبناء نسيج عظمي قوي وكثيف فوق منطقة الدعامة الغضروفية، وفي الوقت ذاته تهدم خلايا مختلفة الدعامة الغضروفية، لتملأ الخلايا البانية للعظم هذه المناطق بنسيج عظمي جديد.
وقال باهت «يستمر امتصاص الدعامة الغضروفية لتحل محلها خلايا عظمية جديدة، ولن يبقى بعد بضعة أشهر من شفاء الكسر أي نسيج غضروفي، ولن تجد بعد خمسة أعوامٍ أي علامة على حدوث أي إصابة.»
وجد الباحثون أن إضافة صميم البروتين الشحمي إيه إلى طبق بتري مع خلايا جذعية هيكلية أدى إلى تطور عدد أقل منها إلى خلايا بانية للعظم، بالإضافة إلى أن العظم الذي بنته هذه الخلايا كان أسوأ مقارنة بالعظم الذي تبنيه الخلايا البانية للعظم عادة.»
حقن الباحثون بعد ذلك الفئران بفيروس يمنع الفئران من تركيب صميم البروتين الشحمي إيه، ما أدى إلى انخفاض تركيزه بنسبة 75%، وإلى بناء عظم أقوى بمرة ونصف من عظام الفئران غير المحقونة بالفيروس.