المضايقات الإلكترونية: ما يجب على المدارس والمعلمين القيام به " 2-2 "

  • بقلم : سيسيليا باستورينو

     الباحثة الأمنية لدى "إسيت" ESET 

    تحدثنا في المقال السابق ، بنفس هذا المكان ، عن كيف يمكن للمدارس والمعلمين معالجة والمساعدة في منع السلوك التعسفي على الإنترنت وأشرنا إلى ضرورة التشجيع لاتباع نهج استباقي في معالجة المضايقات الإلكترونية وغيرها من أنواع التحرش والبلطجة عبر الإنترنت، وأوضحنا أن هناك أربعة مبادئ يمكن لكل مدرسة وطالب التقدم إليها من أجل التعامل مع هذه المشكلة واستعرضنا اثنين من هذه المبادئ ونستكمل اليوم باقي المبادئ .

    حيث يتمثل المبدأ الثالث في " التضامن الجماعي في الإبلاغ عن المضايقات الإلكترونية" إذ وجد تقرير صادر عن مبادرة Safe2Tell أنه في 81٪ من حالات المضايقات في المدرسة، كان بعض الطلاب يعرفون بوجود تعد، لكنهم قرروا عدم الإبلاغ عنه. في معظم هذه الحالات  يرجع الصمت في الأساس إلى الخوف من أن تصبح الضحية التالية أو مواجهة العقاب من قبل البالغين. في هذه الحالات، يحتاج الأطفال إلى معرفة أن المشكلة ليست في التكنولوجيا لكنها في الأشخاص الذين يستخدمونها لتحقيق غايات خاطئة. يساهم تشجيع الحوار الحر في توفير مساحة للاستماع وأيضًا في معرفة الأطفال الذين يواجهون سلوكًا مسيئًا.

    من ناحية أخرى ، من الواجب الإبلاغ عن إساءة الاستخدام عبر الإنترنت على الأنظمة الأساسية نفسها. جميع الشبكات الاجتماعية لديها خيار الإبلاغ عن المشاركات والتعليقات وحتى الملفات الشخصية التي تضر أو تضايق شخصًا ما. هذه هي الطريقة الوحيدة للتخلص من المحتوى المسيء على الشبكات الاجتماعية، لأنه بعد تلقي سلسلة من التقارير، يتم حذف المنشور أو الملف الشخصي. هذه التقارير تبقى مصادرها سرية تمامًا، لذلك لا داعي للخوف من الانتقام. 

    في حين أن المبدأ الرابع والأخير يتمثل في " الحوار: أساس كل الدعم " إذ يحتاج الطلاب إلى معرفة من يمكنهم الوصول إليه قبل نشوء مشكلة. ومن هذه الناحية تبقى الثقة هي المفتاح لفتح حوار. وجد استطلاع حديث (باللغة الإسبانية) أن 25٪ من الأطفال والمراهقين يعتقدون أن الكبار في العمر يعرفون أقل مما يعرفونه عن التكنولوجيا. هذا التصور يجعلهم يشعرون أن مشاكلهم على الإنترنت يتم التقليل من قيمتها وفهمها. ما يحدث على الإنترنت يعتبره الأطفال خطيرًا جدًا. هوياتهم الرقمية هي نفسها بالنسبة لهم مثل هوياتهم في العالم الحقيقي. لهذا السبب، إذا اقترب الطالب من معلم أو أي شخص بالغ مسئول لديه مشكلة على الإنترنت، فيجب على المعلم أن يأخذها على محمل الجد مثل قضية حقيقية في العالم الواقعي والبحث عن الموارد اللازمة للتعامل معها.

    من المهم أن تتذكر أنه بينما يعرف الشباب الكثير عن كيفية استخدام التكنولوجيا وكيف عملها، فإن البالغين يتمتعون بتجربة أكثر واقعية. مع وضع ذلك في الاعتبار، يعد استكشاف موضوعات مثل المخاطر التكنولوجية والسلامة على الإنترنت والسلوك المناسب عبر الإنترنت أمرًا حيويًا لتشجيع الحوار. ومن الضروري كسر الصمت حول البلطجة والتسلط عبر الإنترنت، من خلال التحدث عن الحالات وحلولها. عند القيام بذلك ، يحتاج المعلمون إلى الوضوح والصراحة والاهتمام حين يتواصلون مع طلابهم. 

    في الختام، إذا نظرنا إلى الاتصالات الرقمية كجزء من عالم كل شخص صغير، يمكننا تطبيق هذه الأفكار التي عبرت عنها "إليانور روزفلت": 

    "أين تبدأ حقوق الإنسان العالمية؟ في الأماكن الصغيرة، منزل في قرية صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها على أي خرائط للعالم. ولكنها بالنسبة للشخص هي العالم؛ الحي الذي يعيش فيه والمدرسة أو الكلية التي يرتادها؛ المصنع أو المزرعة أو المكتب الذي يعمل فيه. هذه هي الأماكن التي يبحث فيها كل رجل وامرأة وطفل عن المساواة في الفرص وتكافؤ الفرص وكرامة متساوية دون تمييز. ما لم يكن لهذه الحقوق معنى هناك، فليس لها معنى يذكر في أي مكان. وبدون تحرك المواطن المتضافر لدعمهم على مقربة من الوطن، سنعمل دون جدوى على التقدم في العالم الأكبر ".

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن