بقلم د : حسام رفاعي
كفار قريش عندما أخذوا من كل قبيلة رجلاً .. وذهبوا ليقتلوا النبي ، ظلوا واقفين على باب بيته طوال الليل بانتظار أن يخرج لصلاة الفجر .
رغم أنهم كانوا قادرين على أن يقتحموا البيت من أول لحظة ويهدموه على كل من فيه .. أحدهم حاول أن يقترح الفكرة مجرد اقتراح .
رد عليه أبو جهل بكل عنف : ( وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد !!؟)
كفار قريش كان عندهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة ، كانوا يعرفون إن البيت فيه نساء ، ولايجوز أن يقتحموه ، لايجوز أن يكشفوا سترهم ، أو ينتهكوا خصوصيتهم .
أبو جهل حينما غضب وضرب أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما )على وجهها طيشاً ، ظل يترجاها و يقول لها : (خبئيها عني ، خبئيها عني) ، أي لاتخبري أحداً .. أي : لا تفضحيني ، ويقول الناس أني ضربت إمرأة .
أبو سفيان لما كان كافراً ، خرج مع قافلة من قريش في أرض الروم ، فاستدعاهم هرقل ملك الروم ليسألهم عن رسول الله محمد..
سألهم : هل تتهمونه بالكذب ؟ هل يغدر ؟ هل يقتل ؟
أبو سفيان يقول ( اقسم لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته( .
يعني رفض شتم النبي لأنه خاف إذا رجعوا مكة ، يقال إن أبا سفيان كذب .. خاف على سمعته وهو كافر .
العظمة هنا ليست موقف أبو جهل أو موقف أبو سفيان .. العظمة في المجتمع ..المجتمع الجاهلي اللي كانوا كفار كان عنده أخلاق .. وعزة وإنسانية .
أما الآن إذا اختلفنا مع مسلم وليس مع كافر ، نتراشق معه بالسب ، ونؤلف عنه القصص ، وكلما جاءتنا قصة عمن اختلفنا معه صدقناها
ونشرناها عنه وبنينا عليها المواقف .
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
الدين أخلاق وليس براويز ...وايات تعلق في جدران البيوت بدون عمل .
إنها الأخلاق ياقوم ...