- الميتافيرس سيقدم فرصا اقتصادية باستخدام أنواع جديدة من الأصول الرقمية ونماذج العمل وتبادل القيمة.
- الشركات تستطيع تسخير الميتافيرس للارتقاء بمستوى تجارب العملاء البشر والآليين.
- الميتافيرس يساعد صناع القرار على توسيع آفاق استراتيجيات التحول الرقمي لكن النجاح يعتمد على معرفة الركائز الأساسية لاقتصاد الميتافيرس ونماذجه المالية والتجارية.
كتب : باكينام خالد
استعرضت شركة " جارتنر " gartner " ، وعلى لسان ديفيد فولونجر، نائب الرئيس للتحليلات لدى جارتنر، مجموعة من الإجراءات التي تمكن المؤسسات والأفراد من اغتنام الفرص في الميتافيرس.
وتعتمد الفرص الاقتصادية التي سيقدمها الميتافيرس على استخدام أنواع جديدة من الأصول الرقمية ونماذج العمل وتبادل القيمة، ولذلك يتعين على الشركات الساعية للحفاظ على مواقع متقدمة في مسيرة التحول الرقمي أن تبادر إلى تطوير منتجاتها وتعزيز موقع علاماتها التجارية ومستوى تفاعلها مع العملاء وتدفقاتها المالية ضمن هذا العالم الافتراضي.
وتتاح أمام الشركات التي تقوم اليوم بإجراء تجاربها في الميتافيرس فرصة التواصل مع عملاء بشر وآليين جدد والتفاعل معهم وتقديم المحفزات لهم بهدف إيجاد منصات تبادل وأسواق وإيرادات جديدة. ومن المتوقع أن يكون الميتافيرس الكامل مستقلا عن الأجهزة وليس مملوكا لشركة واحدة، حيث سيتيح الاقتصاد الافتراضي للمشاركين إجراء التفاعلات وعقد صفقات الأعمال باستخدام الأصول الرقمية بما في ذلك تنظيم النقاشات والترفيه والدراسة.
ورغم ما يقدمه الميتافيرس من فرص اقتصادية وتفاعل معزز مع العملاء إلا أن اغتنام الفرص فيه يستدعي الانتباه إلى ثلاث مسائل تتمثل في كيفية إيجاد أسواق جديدة ضمن هذه الاقتصادات الجديدة القابلة للبرمجة، وكيفية تنفيذ النماذج المالية والتجارية، ومدى ملائمة الأصول الرقمية لغرض تعزيز التفاعل مع العملاء.
ويبين الشكل أدناه هذه المسائل الثلاث في سياقها من خلال تقديم مثال عن نموذج عمل الميتافيرس. ويظهر في المثال عملاء الألعاب الإلكترونية الراغبين بعروض اقتصادية تقدم لهم قيمة لا يمكن للعلامات التقليدية في الوقت الراهن تلبيتها ربما بسبب عدم وجود توجه لديها أو مقدرة تقنية. ويتضح أن الطلب الوارد من جانب هؤلاء العملاء يمارس دور المحرك الذي يدفع الشركات التي تعتمد حاليا على الويب 2.0 إلى السعي نحو امتلاك قدرات تقنية الويب 3.0 المتطورة وذلك باستخدام الأصول الرقمية التي تتيحها البلوك تشين.
وفي جانب متصل، لن تؤدي البيئة الناشئة في الميتافيرس إلى استبدال قنوات التفاعل الحالية بالكامل (مواقع الإنترنت والتطبيقات) لكن يتوقع ظهور قنوات تفاعل ونماذج جديدة في عالم الأعمال. وتندرج الميتافيرس ضمن التقنيات الناشئة التي لها تأثير على الابتكارات الاستراتيجية في عالم الأعمال، ولذلك يتعين على الشركات تحديد التقنيات الناشئة ومتابعتها لأجل تطوير منتجات جديدة وإحداث نقلات نوعية في الأعمال. ورغم أن تقنية الميتافيرس تمر اليوم في مرحلة مبكرة من نشأتها إلا أن معدل اعتمادها يتوقع أن يكون كبيرا كما حصل في الماضي عندما حلت التقنيات الرقمية محل التقنيات التناظرية.
أربع أفعال يتعين على أصحاب القرار اتخاذها حيال الميتافيرس
1. مقارنة القيمة المتبادلة عبر منظومات العمل المختلفة وذلك بتقييم الفروقات والمميزات بين تقنيات الويب 2.0 والويب 3.0.
2. التخطيط لكيفية إصدار الأصول الرقمية واستخدامها وشرائها وتبادلها والإشراف عليها في سائر منظومات العمل.
3. معاينة النشاط التسويقي لمنتجات الشركة عبر مختلف القنوات الحالية من ناحية الوتيرة والمدى والتكلفة، ثم مقارنة كيفية تنفيذ هذا النشاط التسويقي وتكلفته ومردوده ضمن اقتصادات الميتافيرس.
4. بناء الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين وتجارب العملاء والمستخدمين وتكوين الأفاتار وسلوكياته (الشخصية الافتراضية في الميتافيرس)، بما في ذلك جمع البيانات وتحليلها.
وقال ديفيد فولونجر، نائب الرئيس للتحليلات لدى جارتنر: "يجدر الانتباه إلى الدور المتزايد الذي سيمارسه العملاء الآليون في تسهيل النشاط الاقتصادي وتعزيزه وتطويره ضمن الميتافيرس. حيث سينتشر العملاء الآليون في أنحاء الميتافيرس بشكل ملحوظ بهدف تنشيط حركة الاستهلاك أو ممارسة أدوار مستقلة، على أن تستفيد منهم أصول الأعمال الرقمية في عمليات تبادل القيمة وإجراء المفاوضات نيابة عن الشركات والأفراد".
وستتمكن الشركات التي تستخدم الميتافيرس بكفاءة من النجاح في التواصل مع العملاء البشر والآليين والتفاعل معهم وتقديم المحفزات لهم لأجل استحداث منصات جديدة لتبادل القيمة وإطلاق أسواق وروافد جديدة من الإيرادات.
