بقلم : ألكا اوتام شانداني

المدير العام لمؤسسة الإمارات للتمريض المنزلي

مع تغير الزمن وتطور ممارسات الرعاية الصحية، تكتسب الرعاية المنزلية أهمية متزايدة. ويشمل التمريض المنزلي رعاية متخصصة تتيح للشخص تلقي العلاج بملاءمة عالية. وبينما تشكل فئة كبار السن الفئة الرئيسية هذا القطاع، فإن الرعاية الصحية المنزلية يستخدمها من يعيشون بمشاكل صحية مزمنة أو للتعافي من انتكاسة صحية، أو أصحاب الهمم. وتقدم الرعاية المنزلية من قبل المحترفين من الممرضين والأطباء والمعالجين حسب احتياجات الأشخاص.

وقد تسبب وباء كوفيد-19، في تزايد الحاجة لخدمات الرعاية المنزلية في السنوات القليلة الماضية، ومن المتوقع ارتفاع الطلب على خدمات الرعاية المنزلية بشكل كبير في السنوات الخمسة المقبلة. أضف إلى ذلك من المتوقع أن ينمو قطاع وظائف الرعاية المنزلية بنسبة 36 بالمائة من 2018 إلى 2028- أسرع من أي قطاع آخر. كما تشير الدراسات الدولية إلى أن وظائف الممرضات العملية والمهنية المرخصة ستنمو بنسبة 11 في المائة.

وتعتمد خدمات الرعاية المنزلية على وضع المريض ويمكن أن تتراوح ما بين خدمات التمريض إلى الخدمات الطبية المتخصصة. وتشمل بعض من أهم خدمات الرعاية المنزلية ما يلي:

 العلاج الطبيعي أو المهني

وقد يحتاج بعض المرضى إلى المساعدة للقيام بواجباتهم اليومية بعد المرض أو الإصابة. ويمكن لمتخصصي الرعاية المنزلية مساعدة المريض في مواجهة التحديات الجسدية أو الاجتماعية أو العاطفية والمساعدة في التعود على أداء الوظائف اليومية. كما يتجه بعض المرضى أيضاً إلى العلاج الطبيعي للتعافي من حالة ما. ويتضمن ذلك مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك الموجات فوق الصوتية، والعلاج الكهربائي، والتحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد، والعلاج الساخن والبارد، والتدريب على الوزن والتمدد والتقوية، وإدارة تخفيف الآلام، والتدريب على المشي وتمارين إعادة التأهيل والتوازن وتمارين التنسيق، مما يساعد المرضى على الاعتماد مرة أخرى على أقدامهم بأقل قدر ممكن التأخير والقلق.

خدمات الرعاية لما قبل الحمل وبعده

وتعتبر خدمات ما قبل الحمل وبعده، بالإضافة إلى خدمات رعاية الأطفال حديثي الولادة، من الخدمات المهمة التي يطلبها الناس من الرعاية المنزلية. وتشمل الخدمات إرشاد الأمهات خلال فترة الحمل، ووضع خطة للولادة، ودعم المواليد الجدد، ورعاية الأطفال، وتدليك الطفل، ونصائح حول الرضاعة الطبيعية ودروس حول كيفية التنقل في الأسابيع الأولى الحرجة من الحياة مع طفل حديث الولادة.

الرعاية السريرية والتخصصية

وتتطلب الأمراض المزمنة وتدهور الصحة والعمليات الجراحية عناية طبية مستمرة لمساعدة المرضى على التعافي وعودتهم للحياة الطبيعية. وتشمل الخدمات الرئيسية في هذه الحالات دعم المرضى الذين يعانون في الحركة وإدارة الأدوية وتضميد الجروح. أما بالنسبة لأصحاب الهمم، يتزايد الطلب على خدمات الرعاية المنزلية بشكل سريع.

خدمات الرفقة ورعاية المسنين

ويعاني بعض المرضى من الوحدة وقد يحتاجون إلى رفقة تقدم لهم الراحة والمراقبة، وهذا في الغالب يشمل المسنين. وبينما يمكن أن يكون احتياجهم لمجرد إدارة الأعمال اليومية وتناول الأدوية. ويحتاج بعض كبار السن الذين يعانون الخرف والزهايمر والتهاب المفاصل والحياة بعد التعرض للإصابة أو الجلطة الدماغية، إلى مساعدة الخبراء لتلبية احتياجاتهم على مدار الساعة. يقدم خبراء الرعاية المنزلية المساعدة في معالجة تقرحات الضغط والألم ومخاطر السقوط وأجهزة التنفس الصناعي والتغذية الأنبوبية من بين خدمات رعاية كبار السن الأخرى التي يتم إعدادها خصيصاً واضعين في الاعتبار رعاية المسنين.

وتقدّم الرعاية المنزلية للمرضى رعاية تامة وهم في أماكنهم المألوفة لهم، مع توافر السلامة والأمن وزيادة الاستقلالية، كما يمكن أن يساعد ذلك في تجنب الاستشفاء داخل المستشفيات للحالات التي لا تتطلب ذلك، وقد يساعد ذلك في سرعة الشفاء، كل ذلك من خلال الرعاية المقدمة للمرضى وهم في راحة تامة داخل منازلهم. والأهم من ذلك، ان الرعاية المنزلية تمتاز بالتكلفة المعقولة ويمكن تحديدها بناءً على حالة وحاجة الشخص، ما يجعلها خياراً مفضلاً للعديد من الأفراد والعائلات لإدارة الأعمال الصحية واليومية.