بقلم : اسلام محفوظ
تختلف معدلات البطالة في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة، وتنتشر أنواع عديدة للبطالة في الدول النامية والعديد من الدول العربية وتختلف أنواع البطالة أيضا فى الدول المتقدمة عنها فى الدول النامية فأغلب أنواع البطالة توجد فى الدول النامية ومنها الدول العربية ولمواجهة مشكلة البطالة كما عرفنا أسبابها يجب معرفة أنواعها لوضع الحلول المناسبة لكل نوع وفيما يلى نستعرض أهم أنواع البطالة كما يلى :
1. البطالة الإحتكاكية: وهي بطالة مؤقتة قصيرة المدى تنتج عن تغيير مكان العمل أو نوع الوظيفة. فقد يترك العامل عمله لينتقل إلى وظيفة أخرى، أو يترك العمل في منطقة لينتقل إلى منطقة أخرى. وتحدث كذلك عندما يبحث الخريجون الجدد عن عمل، أو عندما تقرر ربات البيوت دخول سوق العمل بعد إنقطاع، وقد تحدث كذلك نتيجة لنقص المعلومات لدى كل من الباحثين عن فرص العمل وأصحاب الأعمال، ونتيجة لافتقار بعض العمال إلى المهارة والخبرة اللازمة لتأدية العمل المتاح، أو صعوبة التكيف الوظيفي الناشئ عن تقسيم العمل والتخصص الدقيق، أو التغير المستمر في بيئة الأعمال والمهن المختلفة، الأمر الذي يتطلب اكتساب مهارات متنوعة ومتجددة بإستمرار .
2. البطالة الهيكلية : تعرف البطالة الهيكلية بأنها البطالة التى تنشأ بسبب الإختلاف والتباين القائم بين هيكل توزيع قوة العمل وهيكل الطلب عليها ،وتعرف كذلك على التي أنها البطالة الناتجة عن خلل أو تغير في هيكل الإقتصاد بحيث لا يرافقه تغيرات في هيكل سوق العمل. بمعنى آخر ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة للتحولات الإقتصادية التي تحدث من حين لآخر في هيكل الإقتصاد كاكتشاف موارد جديدة أو إستخدام وسائل إنتاج أكثر كفاءة، أو ظهور سلع جديدة أو التحول من قطاع إلى آخر مثل الإبتعاد عن الزراعة والتوجه للقطاعات الخدمية وقد تكون البطالة الهيكلية بطالة جزئية ، بمعنى أنها تقتصر على قطاع إنتاجي أو صناعي معين، وقد لا تمثل حالة عامة من البطالة في الإقتصاد. وقد يقترن ظهورها بإستخدام تقنيات الإنتاج التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة بدلاً من الأيدي العاملة مما يؤدي إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمال كما أنها تحدث بسبب وقوع تغيرات في قوة العمل كدخول الشباب إلى سوق العمل بأعداد كبيرة.
3- البطالة الدورية: ينشأ هذا النوع نتيجة لتذبذبات الدورة الإقتصادية بين الانتعاش والانكماش وقد يفسر ظهورها بعدم قدرة الطلب الكلي على إستيعاب أو شراء الإنتاج المتاح مما يؤدي إلى ظهور الفجوات الإنكماشية ففي فترات الركود الاقتصادي وانخفاض الإنتاج ينخفض التوظيف وترتفع معدلات البطالة، والعكس في أوقات الرواج والانتعاش.
4- البطالة الموسمية: وهي البطالة التي تصيب فئة معينة من الأيدي العاملة في قطاع معين نتيجة لموسمية عملية الإنتاج أو دورة الإنتاج في هذا القطاع. فعلى سبيل المثال، نرى أن العاملين في القطاع الزراعي أو السياحي أو البناء (جمع البرتقال أو صناعة المثلجات في الصيف مثلاً) قد يضطروا للبقاء بدون عمل لفترة معينة بعد انتهاء الموسم حتى يأتي موسم جديد وقد يخلط البعض بينها وبين البطالة الدورية التي تنتج عن الدورة الإقتصادية.
5- البطالة الإختيارية وهي البطالة الناتجة عن سلوك العامل عندما لا يقبل العمل على الرغم من توفره وتظهر كذلك عندما ينسحب فيها شخص من عمله بمحض إرادته لأسباب مثل ثقافة العيب أو عدم وجود الرضا الوظيفي ، وإن كانت هذا النوع من البطالة لا يمثل مشكلة على مستوى الاقتصاد أو مستوى المجتمع ، فالعمل موجود ولكن العامل لا يريد العمل وهو لن يرفض العمل الا اذا كان لديه من الموارد ما يكفى احتياجاته.
6- البطالة المقنعة : وتعني العمل بأقل من الطاقة الإنتاجية الحقيقية، وعندها يكون الأجر أعلى من قيمة الإنتاج الحدي للعامل وتحدث غالباً في القطاع الحكومي حيث تعمل الحكومة على تشغيل عدد كبير من العمال للقيام بمهام تحتاج إلى عدد أقل من العدد الموجود بكثير ومما ساهم في تفشي ظاهرة البطالة المقنعة في أروقة الأجهزة والمؤسسات الحكومية والعامة نتيجة تلك الأساليب غير الصحيحة في معالجة ظاهرة البطالة وقد اعتمدت هذه الأساليب على زيادة التوظيف في المؤسسات الحكومة مما أثّر سلبياً على أداء هذه المؤسسات وكفاءتها، ويرافق هذا النوع من البطالة وجود حالات من الترهل الإداري وزيادة في العبء المالي على الحكومة ، وينتشر هذا النوع فى كثير من الدول النامية .
7- البطالة المستوردة : وهي البطالة التي يكون مصدرها خارجي أي من خارج الإقتصاد وقد تعرف على أنها البطالة الناتجة عن إحلال العمالة غير المحلية محل جزء من قوة العمل المحلية في قطاع معين ، وقد يواجه الإقتصاد هذا النوع من البطالة في حال إنخفاض الطلب على سلعة معينة مقابل إرتفاع الطلب على سلعة مستوردة وقد تحدث كذلك نتيجة لتطورات إقتصادية أو سياسية خارجية مثل الحروب التي تعاني منها بعض الدول المجاورة أو الحصار الذي قد يفرض من قوى دولية، أو نتيجة لتوقف المساعدات والمنح الخارجية الموجهة للتشغيل أو أية تقلبات أخرى خارجية، وقد ينشأ هذا النوع من البطالة كذلك نتيجة لتوقيع بعض الدول اتفاقيات تعاون مع دول أخرى بحيث تسمح الدولة بدخول بعض الأيدي العاملة الوافدة بأجر أقل لتحل محل العمالة المحلية. فعلى سبيل المثال، فقد أدت الأزمة العالمية إلى التخلي عن أعداد هائلة من الأيدي العاملة مما أدى إلى إرتفاع معدلات البطالة في الكثير من الدول.
8. البطالة الطبيعية :هي البطالة التي يشهدها الإقتصاد على الرغم من الوصول إلى حالة التشغيل الكامل وتشمل البطالة الطبيعية كلا من البطالة الهيكلية والبطالة الاحتكاكية، وعندما يبتعد الإقتصاد عن حالة التوظيف الكامل فإن معدل البطالة السائد يكون أكبر أو أقل من معدل البطالة الطبيعي. ففي مرحلة الانتعاش يكون معدل البطالة السائد أقل من معدل البطالة الطبيعي، أما في الانكماش فإن معدل البطالة السائد يكون أكبر من معدل البطالة الطبيعي، وعندها تظهر البطالة الدورية.
9. شبه البطالة: وهي الحالة التي تحدث عندما يعمل بعض العمال بوظائف بدوام جزئي على الرغم من أنهم يبحثون عن العمل بدوام كامل ولا يجدونه.
إن البطالة بأنواعها المختلفة لها العديد من الآثار منها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية بل والنفسية ، وهذا ما سنتناوله فى المقال القادم بإذن الله ، فإلى لقاء .