بقلم : فريد شوقى
نحن نعيش الآن في عالم يوجد فيه أشخاص يملكون وظائف وليدة حديثًا مثل ” المؤثرين ” على وسائل التواصل الإجتماعي. في الأساس، هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على الشبكات الإجتماعية مثل إنستاجرام، حيث أن الأشياء التي ينشرونها، ويقولونها ويفعلونها، لديها فرصة في ” التأثير ” على المتابعين، مثل حضور حدث، وشراء منتج، وما إلى ذلك.
وبصرف النظر عن مستوى جودة المحتوى الذى يقدمه هؤلاء الا ان غالبيتهم هدفهم الاساسى هو جذب اكبر عدد من المتابعين او المشاهدين ، وذلك لضمان الدخل المادى الذى يحصلون عليه ، وفى سبيل ذلك لديهم الاستعداد للتضحية بالغالى والنفيس من اجل عيون المتابعين لدرجة ان بعضه للاسف لديه الاستعداد لاهانة نفسه بافعال وممارسات غير مقبولة اخلاقيا او مجتمعيا لمجرد تقديم شىء يلفت به الانظار وجذب المشاهدين !!
وفى الحقيقة فان الشبكات العالمية للتواصل الاجتماعى ، سواء عبر الفيديوها او الرسائل المكتوبة ، باتت تستغل هؤلاء كمجرد " عرائس الماريونيت " لبيع خدماتها ومنتجاتها ، والمثلة فى الاعلانات القمية التى ترغب هذه الشبكات فى الترويج لها لصالح عملائها ، وبالتالى فالموضع ليس له علاقة بمستوى جودة ومضمون المحتوى الذى يقدمه هؤلاء والذى باختصار يمكن توصيفه " ادينى فى الهايف وانا احبك يا فننس " حيث لا رقيب على اى محتوى طالما انه يتوافق مع السياسات وأهداف شبكات التواصل الاجتماعى العالمية لجنى مزيد من الارباح .
كذلك فان معظم هؤلاء " المؤثرين " او " المتابعون" على شبكات التواصل الاجتماعى باتت وظيفتهم الاساسية هو تعرية كل من يمكن تعريته من حياتهم الشخصية من اجل جنى مزيد من المزايا او الحصول على هدايا مالية او عينيه من الشركات التى تجد فيهم وسيلة او أداة " رخيصة التكلفة" للاعلانات عن منتجاتهم باستخدامهم مقارنة بالاعلانات فى الوسائل الاخرى التقليدية او الالكترونية !!
ووفقا لتقرير جديد صدر مؤخرًا من موقع The Hollywood Reporter، فيبدو أن شبكة "إنستاجرام" تختبر ميزات خصيصا لهؤلاء المؤثرين. وحاليا، تقوم إنستاجرام فعلاً بفصل الحسابات العادية عن الحسابات التجارية، فهذه الأخيرة تحصل على أدوات خاصة للمساعدة في تكوين فكرة أفضل عن عملائها.
سينطبق نفس المفهوم على منشئي المحتوى البارزين، حيث تمنحهم إنستاجرام إمكانية الوصول إلى أدوات مختلفة للمساعدة في تتبع نموهم، مثل البيانات المتعلقة بعدد المتابعين وغير المتابعين، ونظام الفلترة لفصل الرسائل المباشرة من العلامات التجارية عن تلك التي تردهم من الأصدقاء، وتقديم معلومات أكثر عن كيفية التواصل معهم، والمزيد. يتم إختبار هذه الأدوات مع عدد صغير من منشئي المحتوى قبل طرحها للمزيد من المؤثرين.
ووفقا لمديرة المنتجات في "إنستاجرام"، قالت نريد أن نتأكد من أن "إنستاجرام" هو أفضل مكان، وأسهل مكان لبناء مجتمعات المعجبين وأيضاً بناء العلامات التجارية الشخصية للمبدعين “. ومن غير الواضح كيف ستفصل إنستاجرام بين المؤثرين والمستخدمين العاديين، لذلك فلا يزال من غير المؤكد كيفية الوصول إلى هذه الأدوات في الوقت الراهن.
كذلك فى النهاية اذا كان المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام يفرض سلطته على المحتوى الالكترونى كل من المواقع الالكترونية الخبرية او الجرائر والمجلات المطبوعة فما هو موقفه ايضا من المحتوى الذى يتم تقديمه على شبكات التواصل الاجتماعى العالمية والذى اعتقد انه من قبيل العادلة ان يخضع لنفس المعايير فى التراخيص والالتزام بالقواعد المهنية والعقوبات التى تفرض على منتجى المحتوى الخبرى " الالكترونى والورقى " الا اذا كنا نعتبر هؤلاء المؤثرين مجرد ممثلين كوميديا يقدمون محتوى ترفيهه للضخك والتسلية فقط !!