بقلم : فريد شوقى
على مدار الشهور الماضية لاحظت قيام عدد غير قليل من اصدقائى على شبكة التواصل الاجتماعى العالمية " الفيسبوك " اعلانهم على صفحتهم الشخصية التوقف نهائيا او لفترة زمنية ،غير محددة ، عن استخدام الفيسبوك على حين اعلن البعض الاخر عن غلق حسابهم بصورة نهائيه رغبة منهم فى التخلص من كم الضغوط التى بات يسببها لهم الفيسبوك وما ينجم عن اضطرابات اجتماعية باتت تعصف بقوة بجياة الكثيرون .
كذلك أعلم الكثير من المستخدمين الحاليين للفيسبوك ، ممن لديهم صفحات ، توقفوا نهائيا استخدامها او حتى متابعتها وتفضيلهم التعامل مع اليات الواقع الفعل والهروب نهائيا من العالم الافتراضى والذى ياخذ كثيرا من حياتهم الشخصية والاسرية بصورة غير ايجابية بات الكثير من الاباء يطالبون ابنائهم بالحد من استخدامهم لكافة شبكات التواصل الاجتماعى العالمية مع فرض مزيد من المتابعة والمراقبة تطبيقات الدردشة .
وخلال عام 2018 وبعد فضائح الخصوصية التي وجدت الفيسبوك متورطة فيها بدأت حملة تدعى " #DeleteFacebook " والتي شجعت المستخدمين على حذف حساباتهم على الفيسبوك ليظهروا للشركة أن الجمهور هو الحجر الأساس لأعمال الشركة. ومع ذلك، إستنادًا إلى إحصائيات الفيسبوك، فيبدو أن هذه الحركة لم تفعل الكثير للتأثير على النتيجة النهائية.
وأصبح السؤال المنطقى الذى يتردد على السنة الكثيرون هل السبب في ذلك هو إعتمادنا أو إدماننا على وسائل التواصل الإجتماعي لدرجة أن إنتهاك خصوصيتنا لا يكفي للتخلي عنها؟ حسنًا، وفقا لدراسة حديثة، فيبدو أن هذا هو الحال، وأن هناك قيمة مادية تفسر ما سيتطلبه الأمر في النهاية للتخلي عن الفيسبوك.
ووفقا للدراسة، فقد وجدت أنه في حالة الدفع للأشخاص للتوقف عن إستخدام الفيسبوك، فهم سيكونون سعداء جدًا بالقيام بذلك. كشفت نتائج الدراسة انه في المتوسط فأن دفع مبلغ 4.17 دولار في اليوم سيسمح لهم بالتخلي عن الفيسبوك، ونحو 37 دولار لأسبوع، ووجدت الدراسة أن هذا المبلغ يتراوح بين 1000- 2000 دولاؤ لسنة كاملة. وعندما يتعلق الأمر بالفئات، فقد وجدت الدراسة أن الطلاب يحتاجون إلى المزيد من الأموال للتخلي عن الفيسبوك، ويبدو أن 1000دولار هو الحد الأدنى بالنسبة لهم .
وبالطبع ، بصرف النظر عن هذه الدراسة، فنحن نعلم انه ليس هناك جهة ستدفع لك اموال للتخلي عن وسائل التواصل الإجتماعية الخاصة بك، ولكن هذه الدراسة توضع كم يمكن أن يكلف الناس ترك منصة التواصل الاجتماعى الاولى فى العالم الافتراضى على حين ان هنام انباء بحث " الفيسبوك " إطلاق نسخة مدفوعة من شبكتها الإجتماعية تتضمن مجموعة من المزايا الإضافية لمستخدميها.
وتوصلت دراسة حديثة إلى أن الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك، ربما يجعل مستخدميه يتخذون قرارات سيئة مثل إدمان المخدرات، حيث قال المؤلف الرئيسى للدراسة ، دار ميشى وهو أستاذ مساعد فى جامعة ولاية ميشيغان فى الولايات لمتحدة ، نحو ثلث البشر على هذا الكوكب يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية وبعض هؤلاء الناس يظهرون سوء استخدام مفرط لهذه المواقع . وأعتقد أن وسائل الإعلام الاجتماعية لها فوائد هائلة للأفراد، لكن هناك أيضًا جانب مظلم عندما لا يستطيع الناس سحب أنفسهم منه، فنحن بحاجة إلى فهم أفضل لمحرك البحث هذا حتى نتمكن من تحديد ما إذا كان استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية المفرط يجب اعتباره إدمانًا.
فى النهاية نؤكد استخدام شبكات التواصل الاجتماعى العالمية بات فى حاجة الى عملية تتظيم ذاتى ، من قبل المستخدمين انفسهم ، حتى لا يتحول من نعمة الى نقمه على مستخدميه ويقضى على نمط حياتهم الطبيعية وذلك من خلال التوعية السليمة بطريقة التعامل المثلى مع هذه الشبكات .