بقلم : فريد شوقى
تحدثنا كثيرا – فى نفس هذا المكان - عن تزايد أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى عملية التنمية الاقتصادية وزيادة الناتج المحلى وجذب استثمارات مالية جديدة " سواء محلية أو أجنبية " بجانب قدرته على خلق الآلاف من فرص العمل لكوادر البشرية المؤهلة بما يسمح بتحسين مستوى معيشة قاعدة كبيرة من الشباب وليس خافيا على أحد أن الرواتب فى هذا القطاع تعد واحدة من أعلى الأجور على مستوى باقى القطاعات الاقتصادية .
وحرص وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت منذ توليه مهام الوزارة على القيام بجولات ميدانية فى مختلف محافظات مصر للبحث عن كيفية توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية فى هذه المجتمعات وذلك بهدف رسم ملامح الاستعداد التكنولوجى خارج محافظة القاهرة الكبرى وأفاق تفاعله مع قطاع " CIT" والتعرف ، على الطبيعة ، ما هى التحديات التى تواجه بناء مجتمع المعلومات وأستطيع أن أؤكد أن غالبية المحافظات ، التى شملتها جولات الوزير " الاسكندرية ودمياط واسوان ، مازالت تمثل كنزا لم يكتشف بعد لما تتضمنه من كوادر بشرية قادرة على تحقيق طفرة حقيقة فى مجال خدمات المعلومات وبصفة خاصة صناعة المحتوى الرقمى و مراكز الاتصالات و PBO .
وفى الحقيقة كان استكمال البنية التحتية للاتصالات وشبكة الانترنت ، وبصفه خاصة تقديم خدمات البرود باند ، يشكل مطلبا محوريا للكثير من المعنيين بالتنمية التكنولوجية فى المحافظات وهو ما طالبنا بضرورة مراجعته اذا كنا جادين فى الحد من هجرة العقول التكنولوجية من المحافظات الى القاهرة ومن ثمة فان طالب بتفعيل ما سبق واعلنته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، بالتوسع فى تقديم خدمات البرود باند بالمحافظات يمكن أن يشكل قفزة نوعية وكمية كبيرة فى طريق سد الفجوة التكنولوجية بين القاهرة وباقى المحافظات .
وأتصور أننا إذا كنا نبحث عن تنمية محافظات والعمل على معالجة المشاكل الاقتصادية التى تعانى منها هذه المحافظات فبالتأكيد فان قطاع الاتصالات والتكنولوجيا يمكن أن يكون له دور كبير فى تقديم بعض الحلول الجدية والمناسبة لظروف والمقومات الإنتاجية المتوفرة فى هذه المحافظات وعلى رأسها الكوادر البشرية الرخيصة " من خريجى الجامعات والمعاهد العليا " من خلال بحث إمكانية إقامة ونشر مراكز الاتصالات فى كافة محافظات بما يتح فرصة العمل لأبنائها كذلك أعلنت بعض الكيانات المدنية المهتمة بدعم ونشر صناعة الكمبيوتر عن برنامج لنشر عدد كبير من مراكز الصيانة لأجهزة الكمبيوتر فى كل قرية لتلبية احتياجات المواطنين .
كذلك من المهم البحث عن الحوافر المطلوبة لتشجيع شركات البرمجيات للذهاب للمحافظات– كأن يتم دعم 50 % من أجور العاملين أو منح إعفاء ضريبى لكل فرصة عمل جديدة " والعمل على التعرف على المشكلات التى يوجها المجتمع هناك مع تشجيع الشباب والمشروعات التكنولوجية الصغيرة بالمحافظات على تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة تتناسب مع احتياجات مجتمعهم المحلى سواء على مستوى الخدمات فى مجال تقديم التعليم أو الصحة أو البنوك أو على مستوى القطاع المؤسسات الصناعية والتجارية – وهذا ما نأمله من خلال سلسلة الندوات التى ننظمها بالتعاون مع مجموعة من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكليات الهندسة والحاسبات فى المحافظات - .
أخيرا ...أوكد أن ما تحتاج إلية المحافظات لمعالجة العديد من مشكلاتها هو تنمية العملية الإنتاجية فى شتى المجالات وخلق فرص للعمالة بعد إعادة تأهيله وتنمية مهارتها التكنولوجية وفقا لاحتياجات جميع القطاعات .نتوقع أيضا مع تزايد دور قطاع " ICT " فى التنمية الاقتصادية بصورة عامة أن يكون له دور ملموس فى تنمية المحافظات وطرح رؤية مدعومة بمشروعات ومطالب محددة تتيح تعظيم الاستفادة من الإمكانيات الموارد المتوفرة فى هذه المحافظات لتكون على قدم المساواة مع التطورات التى تشهدها العاصمة .