بقلم / فريد شوقى
خلال زارتى الاخيرة الى فاعليات معرض " اسبوع جيتكس دبى للتقنية 2018 " كان من المواضح مدى تغلل الروبوتات والذكاء الاصطناعى فما من ان تقع قدمك اى قاعة من قاعات المعرض الا وتفاجىء نوعية ابتكارية من الروبوتات التى تم تطويرها وتعمل بصورة متميزة وليس مجرد " رويوت تجريبى " .
ولعلنا ننعيش حاليا عصر الحلال الروبوتات محل الموارد البشرية فى الكثير من الصناعات الشاقة ، والتى تعتمد على المجهود العضلى اكثر من المجهود الذهنى " اذ تؤكد الدراسات العالمية المتخصصة اننا سنفقد نحو 50 % من الوظائف التلقليدية الحالية لصالح الروبوتات ولكن ظل الامل يروادنا بان الروبوتات لن تستطيع غزو العديد من المجالات التى تعتمد على الفن والمشاعر والتفاعل وان الوظائف فى هذه المجالات ستظل محتكرة من جانب الكفاءات البشرية التى تتمير بالكفاءة والجودة مقارنة باداء الجيل الاول والثانى للروبوتات .
الا انه وما دخول حلول الذكاء الاصطناعى وتعلم الالة بقوة الى الروبوتات فيبدوا اننا امام اجيال جديدة من الانسان الالى التى يمكنها محاكاة الانسان البشربة فى كافة المجالات حتى التى كنا نظن فى الماضى القريب انها فى مأمن من غزو الروبوتات فمثلا فى مجال الفن والغناء قامت شركة " شركة “ROBOTIKWORLD ” ، خلال مشاركتها فى المعرض ، بعرض روبوت يمكنه غناء الالاف من القطع الموسيقيى الاجنبية والعربية ، مع اعادة ضبط الالحان وفقا لرغبة المستمعين كذلك قامت احد الشركات بعرض روبوت اخرى يمكنه رسم اى لوحة وتصميمها بمجرد امداده بكافة المعلومات والبيانات التى تحتاج اليها ليخرج لك مجموعة من التصميمات المتنوعة وعليك اختيار احدهم ليبدأ تنفيذها فى الحال وفى وقت اقل بكثير مما يحتاج اليه العنصر البشرى .
وبالطبع وجودما الكثير من الروبوتات الخدمية التفاعلية التى يمكن الاستعانة بها فى ممجتلف الاجهزة والجهات الحكومية سواء للرد على استفسارات بالمواطنيين ، بالصوت والصورة ، والبعض منها يمكنه مساعدتك لانهاء الخدمة بصورة كاملة وكذلك بعض الرويوتات التى تعمل كرجل شرطة ويغنيك عن التواصل مع اقسام الشرطة لتلبية احتياجات وبعض الروبوتات التى تعمل كرجل مرور لتنظيم اشارات المرورة بصورة الكترونية والحيلولة دون حدوث حالة تكدس مرورى .
ولا شك ان جهود المطوريين للروبوت لن تتوقف عن هذه الحدود وانما يسعون الى تطوير روتوت قادرة على محاكاة التواصل الاجتماعى للبشر بكل ما فيها من مشاعر وذلك اعتمادا على تقنيات تعلم الالة وتزويدها بقاعة كبيرة من البيانات والمعلومات والتى يمكن من خلال التعلم والتفاعل والرد بصورة اجتماعية وليس الية ، وذلك على غرار الرويوت صوفيا والتى قامت المملكة العربية السعودية مؤخرا بمنحه الجنسية السعودية ، ومن ثمة فان عصر الروبوتات بدا وعلى مواردنا البشرية تاهيل نفسها للتعامل مع التحدى المستقبلى من عصر التكنولوجيا .
ومؤخرا كشفت شركة " ABB " ، السويسرية واحدة من أكبر شركات تصنيع الروبوتات الصناعية ـ عن خططها لإنشاء مصنع جديد في الصين باستثمارات 150 مليون دولار. وسيكون هذا المصنع حديثًا ومجهزًا بروبوتات متطورة ستستخدم في تصنيع مجموعة من الروبوتات أخرى ، لتصنيع الأجهزة الإلكترونية وصولاً إلى تجميع السيارات " اذ سيبدء الإنتاج بحلول العام 2020 وسيتم إنتاج الروبوتات للعملاء في الصين في هذا المصنع الجديد بالإضافة إلى تلك الروبوتات المعدة للتصدير للأسواق الأخرى في جميع أنحاء آسيا اذ هناك إرتفاع في الطلب على الروبوتات الصناعية في الصين بسبب التخلص التدريجي للشركات المصنعة من العاملين البشريين بسبب ارتفاع الأجور وتعويضهم بالروبوتات. كما ستمكّنهم الميكنة المتزايدة من التنافس مع البلدان ذات تكلفة التصنيع المنخفضة.
وحتى لا تكون الصورة مظلمة بصورة تمامة حول فرص العمل المتحة بالسوق العالمى فى المستقبل كشفت شركة " كوجنيزانت" المتخصصة بتقنية المعلومات ، ان هناك خمسين وظيفة مستقبلية يتوقع لها الازدهار في المستقبل وذلك من خلال تتبعها لهذه الوظائف الواعدة عن طريق نظام تتبع وتحليل الطلب على الوظائف الخاص بمؤسسات الاعمال ومنها خمس وأربعون وظيفة موجودة اليوم، على سبيل المثال عالم بيانات ومهندس فضاء، أما الوظائف الخمس الباقية فهي وظائف يتوقع الخبراء ظهورها في الأعوام المقبلة .
ووفقًا لتوجه الوظائف في شركة كوجنيزانت، سيكون الشخص آمنًا تمامًا في وظيفته إن كان متمكنًا من العمل مع الخوارزميات والأتمتة والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن القطاعات الصحية والمالية والخدمات القانونية والوظائف المتعلقة باللياقة البدنية ولا ريب في أن أكثر الروبوتات مهارة تعجز عن التنبؤ بالمستقبل بدقة تصل نسبتها إلى 100%، لكن تتبع شركة كوجنيزانت لتلك الوظائف يمنحنا على الأقل توقعًا عامًا عما سيطلبه سوق العمل في المستقبل.
كذلك يشير الخراء ان تزايد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعى فى مختلف نواخى الحياة سيؤدة الى خلق نحو 10 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم وهنا نكرر اهمية تاهيل واعداد مورادنا البشرية فى مجال برمجة تقنيات الذكاء الاصطناعى لضمان وجود فرصة عمل فى ظل التحول الرقمى الذى نحياه جميعا .