طور ديفيد داو عالم الحاسوب خوارزميات ذكية تستخدم صور الغابات المطرية التي التقطتها الأقمار الاصطناعية والطائرات دون طيار للتنبؤ بالمواقع التي يحتمل تعرضها لعمليات إزالة الغابات. ويقدم داو ملخصًا عن أبحاثه في مؤتمر المناخ في العاصمية الإسبانية مدريد، ويبدأ مشروعًا رائدًا في تشيلي في هذا المجال خلال شهر يناير/كانون الثاني 2020.
تركت صور الغابات المطرية في منطقة الأمازون أثرًا في نفوس كثير من الناس وطرحت سؤالًا مهمًا عن عدد الغابات التي فقدناها حتى الآن. ويعمل ديفيد داو عالم الحاسوب وطالب الدكتوراه في المعهد الفدرالي السويسري للتقنية في مدينة زيورخ على الإجابة عن هذا السؤال.
داو ألماني الجنسية وهو متخصص في تقنية تعلم الآلة، ويطور خوارزميات ذكية تحلل ذاتيًا صور الأقمار الاصطناعية وصور الطائرات دون طيار للكشف عن الأماكن المغطاة بغطاء خفيف من الأشجار، ما يساعد على التنبؤ بالأماكن التي ستنحسر فيها الغابات في المستقبل القريب.
تلتقط الأقمار الاصطناعية والطائرات دون طيار عددًا هائلًا من الصور للغابات المطرية من ارتفاعات متنوعة وبدقات مختلفة، لكنها لا تصنف المناطق التي تصورها ولا تظهر أسماءها –خلافًا للخرائط- ما يصعّب عملية التعرف على الغابات والأنهار والطرق التي لا تحتوي على علامات تسهل التعرف عليها، وهذا يعني عدم قدرة خوارزميات الحاسوب التقليدية على تمييز المناطق المغطاة بالغابات من غيرها
تقرأ الخوارزميات –وفقًا لداو- صورًا متسلسلة لتحديد المناطق المغطاة بالأشجار ومعرفة إن كانت هذه المناطق تتقلص أم لا، وتترتب هذه الصور المتسلسلة زمنيًا، فعندما يُبنى طريق جديد عبر الغابات مثلًا، تظهر الصور خطوات حفر الطريق مع مرور الوقت وتأثر الغابات نتيجة ذلك.
يشبه النمط الذي ترسمه الخوارزميات لتطور حفر الطريق الهيكل العظمي للسمك، ولذلك تُسمى هذه التقنية باسم «عظام السمك» وتستطيع الخوارزميات تحديد تأثير أنظمة الطرق على الغابات مع مرور الوقت عن طريق مقارنة صور زمنيًا.
لا تحتاج الخوارزميات الذكية إلى تسميات المناطق لتنتج صورة شاملة عن أماكن تقلص الغابات الممطرة، إذ تستطيع التنبؤ بالأماكن التي تسبب فيها عمليات إزالة الغابات بأضرار أعمق من غيرها، ويشمل ذلك الغابات القريبة من الأنهار والغابات المحيطة بالمناطق الزراعية.