"البلوكتشين" والحل الثورى لتمويل وتسويق المشاريع الناشئة

  •        بقلم محمد حنفى

    تعرف نظرة الدهشة التي قد تبدو على وجه طفل صغير عند انبهاره بضخامة الهرم عند رؤيته للمرة الأولى، هذا ما كان يصيبنى يومياً وأنا أتعمق فى عالم البلوكتشين Blockchain وبشكل خاص تمويل وتسويق المشروعات المعتمدة عليه، وذلك عندما طلب منى صديقي المصري المقيم بأمريكا فى أواخر سنة  2017 مساعدته فى إعداد خطة التسويق لمشروعه القائم على تكنولوجيا البلوكتشين.

    فالبلوكتشين بداية ثورة حيث قدم حلول جديدة وعبقرية فى العديد من المجالات، منها معمارية تطبيقات مواقع الانترنت والموبايل واقتصاديات وتمويل وتسويق المشروعات.

    ومع أن تلك التكنولوجيا هى التكنولوجيا التي تعمل عليها العملات الرقمية وأشهرها البيتكوين، إلا أن تكنولوجيا الـBlockchain  يمكن استخدامها فى العديد والعديد من المجالات، وقد تم استخدامها بالفعل فى مجالات مثل التجارة الالكترونية، العقارات، الذكاء الصناعى، التعليم، الصحة، الخدمات، العقود القانونية، الألعاب الإلكترونية، شبكات التواصل الاجتماعى، المحتوى الرقمي وغير ذلك.

    ومن أشهر المشاريع فى مجال شبكات التواصل الاجتماعي موقع Steemit  المعتمد على Steem Blockchain الذى يكافئ المستخدم عن المحتوى الذى يضعه على حسب الإعجابات   Upvoteالتي يحصل عليها، فقد دفع الموقع حتى الآن تقريباً 40 مليون دولار لمستخدميه، فعدد زوارالموقع حالياً تقريباً 30 مليون زائر شهرياً، وفى هذا المقال سيتضح من أين تاتى تلك الأموال؟ وكيف يعمل نموذج العمل هذا؟

    التمويل عن طريق طرح العملة الرقمية الأولى

    أكبر تحدي يواجه أصحاب الأفكار والشركات الناشئة هو إيجاد تمويل لفكرتهم أو مشروعهم الناشئ، وبرغم وجود شركات رأس المال المغامر والمستثمرين والجهات الداعمة، إلا أن أصحاب المشاريع الناشئة يناضلون من أجل الحصول على التمويل.

    وظهر فى عام 2014 حل عبقري لتمويل وتسويق المشاريع الناشئة وهو طرح العملة الرقمية الأولى.

    في أول 3 شهور من 2018 فاق حجم الأموال التي تم جمعها لتمويل المشروعات كل مع ما تم جمعه في 2017، فكان حجم تمويل المشروعات عن طريق عروض العملات الأولية 11.8 مليار دولار هذا العام حتى شهر مايو، أي أكثر من ضعف العروض التي جمعت في عام 2017 والذى يقدر بـ  5.5 مليار دولار، وفقاً لتحليل وول ستريت جورنال لما يقرب من 900 طرح مبدئى. وبذلك يصبح التمويل من خلال طرح العملات الرقمية أكبر من إجمالى التمويل الذى تم جمعه من خلال شركات رأس المال المغامر و التمويل الجماعى.

    ولتوضيح الموضوع دعنا أولاً نناقش التمويل من خلال الاكتتاب العام في البورصة، أي طرح جزء من الشركة في هيئة أسهم، فكل بورصة لها شروط لإدراج الشركات أهمها أن تكون الشركة قائمة بالفعل وليست مجرد فكرة.

    البورصة المصرية أنشأت بورصة خاصة تنتمي إليها خاصة بالشركات الناشئة تسمى بورصة النيل، شروطها أبسط، فلا يوجد قيود على رأس المال، فمثلاً البورصة المصرية لا تسمح لإدراج شركة رأس مالها أقل من 20 مليون جنيه في حين أن بورصة النيل تسمح بإدراج شركة رأس مالها أقل من 50 مليون جنيه.

    فالشركات التي تنطبق عليها شروط التسجيل في البورصة، يتم تقييمها ويطرح جزء منها في هيئة أسهم - وهذا ما يسمى الاكتتاب العام الأولي - يشتريها المستثمرون ثم يتم التداول بين المستثمرين وبعض من خلال كيان مركزى (البورصة) وكلما زادت قيمة الشركة زادت قيمة السهم.

    التمويل اعتماداً على العملات الرقمية هو عبارة عن مزيج من حملة الاكتتاب العام الأولي وحملة التمويل الجماعي. تنشئ الشركات رموزًا رقمية Token يطلق عليها أحيانا عملات رقمية – ولكن هناك فرق جوهري بين الرموز الرقمية والعملات الرقمية سنبينه فيما بعد - تلك الرموز الرقمية تعمل كالعملة المعتمدة للتعامل مع المشروع، فصاحب المشروع الناشئ يحدد الحد الأدنى والحد الأقصى للميزانية المالية اللازمة لتنفيذ المشروع، ويحدد القيمة المالية للرموز الرقمية للمشروع، ثم يتم طرح تلك الرموز الرقمية للبيع الأولي فيقوم المستثمرون بشراء الرموز المطروحة بقيمة أقل من قيمتها تقريبا بـ 30 % من قيمتها.

    وبذلك يصبح للشركة الناشئة التمويل المالي اللازم لإنشاء وتسويق المشروع، وبعد إطلاق المشروع يتم تداول الرموز الرقمية للمشروع كرموز رقمية على منصات التداول.

    الرموز الرقمية التى يحصل عليها المستثمرون قد تعمل كأسهم فى الشركة، يحصل بموجبها على أرباح كما فى الاكتتاب العام، فبعض الرموز الرقمية عند طرحها تمثل حصة فى المشروع والبعض الآخر لا، وفى تلك الحالة يكون المكسب أو الخسارة على الاستثمار فى تلك الرموز الرقيمة فقط هو التغير فى قيمة الرموز الرقمية عند تداولها. وهنا يراهن المستثمرون على أن تلك الرموزالرقمية سوف ترتفع قيمتها إذا نجح المشروع.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن