توقعت مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر، حديثًا، أن تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تذليل العقبات أمام الموهوبين من أصحاب الهمم، وزيادة فرص حصولهم على وظائف تتناسب وأوضاعهم الصحية إلى ثلاثة أضعاف بحلول العام 2023.
وتسجل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة؛ مثل المساعد الشخصي الافتراضي وبرامج المحادثة الآلية انتشارًا متسارعًا في عالم الأعمال. وأصبحت التطبيقات التي تركز على الابتكار والذكاء الاصطناعي مسؤولة عن تحسين تجربة فريق العمل، وتطوير مهاراتهم، وتعزيز الكفاءة التنظيمية في الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
وقالت هيلين بويتيفن، نائب الرئيس للأبحاث لدى جارتنر، في بيان تلقى مرصد المستقبل نسخة منه، إن «بعض المؤسسات نجحت في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لجعل بيئة العمل أكثر ملاءمة لأصحاب الهمم، فمثلًا، تجري بعض المطاعم تجارب أولية باستخدام تقنية روبوتات الذكاء الاصطناعي للسماح للموظفين المقعدين بالتحكم عن بعد بروبوت آلي يقوم بعمل النادل. وباستخدام تقنيات أخرى مثل قارئ بريل والواقع الافتراضي، باتت المؤسسات قادرة على توظيف فريق عمل أكثر تنوعًا. وبحلول العام 2022، سيكون من الصعب على المؤسسات مواكبة المنافسين إذا لم تنجح في استقطاب موظفين من أصحاب الهمم.»
وأضافت «سيحتاج مطورو هذه التطبيقات إلى دعم الانتقال التدريجي لمزيد من أتمتة المهام الإدارية، لا سيما مع انتشار هذه الوظائف في عدد متزايد من تطبيقات قطاع المشاريع.»
نقص المواهب
ويرى غالبية المسؤولين عن التوظيف في الشركات، أن نقص الكفاءات سيكون له بالغ الأثر على المؤسسات، إذ يعاني قطاع المشروعات التجارية من نقص حاد في المواهب، ما يحتم إعادة النظر في توظيف أصحاب الهمم، الذين يتمتعون بمواهب وكفاءات متنوعة، في ظل التسهيلات التي سيوفرها الذكاء الاصطناعي.
ورجحت جارتنر أن تصبح المؤسسات التي تحث الخطى لتوظيف كفاءات من أصحاب الهمم، الأقدر على الاحتفاظ بهذه الكفاءات بنسبة 89%، وتسجل زيادة في إنتاجية فريق العمل بنسبة تصل إلى 72%، وزيادة في الأرباح تصل إلى 29%.
بوادر رفاهية
وعلى الرغم من أن كثيرًا من خبراء الذكاء الاصطناعي لا يخفون مخاوفهم من تنامي اعتماد البشرية على خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتطوير التعلم العميق للآلات ووصوله إلى قدرات غير مسبوقة من السيطرة والتلاعب بالمجتمعات أو أخذ مكان البشر في الوظائف، إلا أن علماء وصناع قرار عالميين يرون أن اختفاء قدر كبير من الوظائف يقابله بوادر ومؤشرات على رفاهية الإنسانية ورخاء المجتمعات، إذ من المرجح أن يستحدث الذكاء الاصطناعي مئات الملايين من الوظائف الجديدة في الاقتصادات الناشئة، وقطاعات التطوير التقني، ومجالات الخدمات التخصصية، ما سيخلصنا من مهام عبودية تهيمن على حياتنا، ويفتح المجال أمام الموهوبين من أصحاب الهمم للانخراط في سوق العمل، فضلًا عن إيجابيات الذكاء الاصطناعي المتطور في مجالات تحسين العالم ومكافحة الأمراض ورفع مستويات الرعاية الصحية.