أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة حديثًا، مبادرة رائدة لتوظيف بيانات الطقس في مكافحة الأمراض المعدية التي تنتقل بواسطة البعوض، بالتعاون مع مجموعة من منظمات الصحة والتقنية.
وتهدف مبادرة «التنبؤ بمستقبل صحي» إلى تحسين المخرجات الصحية وتسريع وتيرة التقدم في مكافحة الأمراض الفتاكة، من خلال وضع الاستراتيجيات والسياسات المستنيرة القائمة على بيانات الطقس، لتحديد التوقيت الأفضل لاستهداف المرض، بالتدخلات الصحية الفعالة، في ظل أنماط الطقس المتغيرة وزيادة وتيرة الأحداث المناخية القاسية.
وينقل البعوض أمراض معدية عدة؛ منها الملاريا وحمى الضنك وشيكونجونيا والحمى الصفراء وزيكا، وتشكل تلك الأمراض تحديًا صحيًا عالميًا يؤثر على 340 مليون شخص كل عام، وتتصف بحساسيتها لأنماط الطقس المتغيرة.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات، عن الدكتورة منى حمامي، مدير أول بمكتب الشؤون الاستراتيجية في ديوان ولي عهد أبوظبي، إن «استخدام بيانات الطقس سيحدث نقلة نوعية في مكافحة أمراض ينقلها البعوض وحماية أضعف الفئات السكانية في العالم؛ النساء الحوامل والأطفال، من الأمراض الفتاكة؛ مثل الملاريا وحمى الضنك. يجب التركيز على ابتكارات تتبع نهجًا متعدد التخصصات، والاستفادة من التقاطعات بين الصحة ومجالات؛ مثل التقنية وتغير المناخ من أجل حشد الدعم واستقطاب أصوات جديدة إلى هذا الحوار.»
وحصلت المبادرة على دعم قدره 1.5 مليون دولار، من برنامج «بلوغ الميل الأخير» الحكومي، وستوفر المبادرة، كذلك، الخبرة الفنية والدعم من خلال شبكة شركائها؛ ومنهم منظمة «لا ملاريا بعد الآن» العالمية ومنظمة «باث» ومعهد «المقاييس الصحية والتقييم» وستقدم مؤسسة «تابلو» الدعم المالي ورخص البرمجيات والتدريب لتعزيز قدرات تحليلات وعرض البيانات، في حين ستقدم شركة «ذا ويذر كومبني» التابعة لشركة آي بي إم، مجموعات بيانات الأحوال الجوية المرتبطة بنشاط البعوض وانتشاره.
وقال مارتن إدلند، الرئيس التنفيذي لمنظمة لا ملاريا بعد الآن «نتطلع للقضاء على الملاريا في غضون جيل كامل، ما يدفعنا إلى تحويل التحديات المرتبطة بالطقس إلى فرص، ومكافحة تأثيرات تغير المناخ على انتشار أمراض ينقلها البعوض، وتسخير بيانات واستراتيجيات الطقس لتسريع وتيرة التقدم في مكافحة الملاريا وأمراض أخرى ينقلها البعوض.»
وتسعى المبادرة إلى تحسين مخرجات الصحة العامة، من خلال تطوير أنظمة واستراتيجيات جديدة للبيانات، ودمج مجموعات البيانات المتعلقة بالطقس ونشاط البعوض وانتشاره، بمجموعات البيانات المتعلقة بالمخاطر القائمة، ومدى تغطية التدخلات، وسلسلة الإمدادات ومجموعات البيانات الوبائية.
وتعمل المبادرة على توثيق أفضل الممارسات، وتبادلها لتوجيه القرارات، بشأن السياسات العالمية والسياسة والتمويل، وتعزيز تبادل المعلومات والتعاون بين العاملين في مجالات البيانات والطقس والصحة؛ في القطاعين الحكومي والخاص، وتوجيه الحوار لتسليط الضوء على التقاطع بين سياسات مكافحة الأمراض المعدية، وتغير أنماط الطقس، وتغير المناخ.
التقنية في خدمة الصحة
وأطلقت دولة الإمارات، في الأعوام الأخيرة، سلسلة مبادرات تهدف إلى تسخير التقنية في خدمة وتطوير قطاع الصحة؛ ومنها التوجه الطموح لتعزيز الخدمات الطبية الرقمية، واستثمار الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاع الطبي ورفد المرافق الصحية بالتقنيات الحديثة.