اكتشف بحاثة المركز الدولي لأبحاث الفلك الراديوي أضخم انفجار في الكون منذ الانفجار العظيم.
انبثق الانفجار من ثقب أسود هائل عند مركز عنقود أورفيوكس المجري على بعد 390 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وصرحت ميلاني جونسوت هوليت، أستاذة جامعة كيرتن وباحثة المركز الدولي لأبحاث الفلك الراديوي «شاهدنا الكثير من الانفجارات عند مراكز المجراتسابقًا، غير أن هذا الانفجار بالغ الضخامة، ولا نعلم السبب حقًا.» وشاركت ميلاني في نشر ورقة علمية عن هذا الاكتشاف في مطلع هذا الشهر على أرشيف مسودات الأوراق العلمية الإلكتروني أرخايف.
لتحقيق هذا الاكتشاف، استعان الباحثون بأربعة تلسكوبات حول العالم، منها مرصد تشاندرا الفضائي للأشعة السينية لوكالة ناسا ومرصد إكس إم إم-نيوتن الفضائي للأشعة السينية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.
وكان الانفجار من الضخامة والعنف حتى أن تلسكوبات الأشعة السينية رصدت ثقبًا صنعه الانفجار في بلازما العنقود؛ وهي غازات ساخنة تحيط بالثقوب السوداء.
وقارنت سيمونا جاتشينتوتشي من معمل أبحاث البحرية الأمريكية في واشنطن العاصمة والباحثة الرئيسة هذا الانفجار بانفجار بركان سانت هيلين – أحد أكثر الانفجارات البركانية ضخامة في تاريخ الولايات الأمريكية المتحدة. فقالت «لندرك الفرق بينهما، علينا أن نضع 15 مجرة درب تبانة داخل فوهة البركان وننتظر إلى أن يثور البركان ويحدث ثقبًا في غاز العنقود المجري الساخن.»
لم يكن الانفجار بالغ الضخامة فقط، بل بالغ البطء كذلك. إذ صرحت ميلاني «حدث الانفجار ببطء شديد، تمامًا كمشاهدة انفجار بالعرض البطيء على مدار مئات ملايين الأعوام.»
وأكد علماء ناسا حدوث هذا الانفجار، إذ قال ماكسيم ماركفتش المؤلف المشارك للورقة العلمية من مركز غودارد لرحلات الفضاء في ناسا «تتسق هذه البيانات الراديوية مع الأشعة السينية كاليد في القفاز، ما يؤكد حدوث انفجار بحجم غير مسبوق في ذلك المكان.»
وقد يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا لمزيد من الاكتشافات المشابهة. قالت ميلاني «على نحو شبيه بعلم الآثار، أصبحت لدينا الأدوات للحفر على عمق أكبر بفضل التلسكوبات الراديوية منخفضة التردد، ومن المفترض أن نكون قادرين على رصد المزيد من الانفجارات المماثلة.»
ووفقًا لميلاني، يتطلع الفريق حاليًا لرصد المزيد من الاستكشافات بمضاعفة عدد الهوائيات، ما يزيد حساسية التلسكوبات عشرة أضعاف.