استقبلت مصر يوم الأربعاء الماضي، للمرة الأولى في تاريخها، أطول رحلة طيران مُسيَّرة بوقود حيوي مستدام صديق للبيئة، قادمة من مدينة سياتل الأمريكية.
وغادرت طائرة جديدة من طراز بوينج 787 في الرحلة رقم إم إس 3330 مركز تسليم الطائرات في مقر مصنع إيفريت في سياتل، مستعينة بوقود حيوي صنَّعته شركة آبيك؛ وقالت مؤسسة مصر للطيران، في بيان صحافي، إنها احتفلت باستلام طائرة من طراز B9-787Dreamliner، تشغل لأول مرة باستخدام الوقود الحيوي، وتعد هذه الرحلة أطول رحلة طيران في تاريخ الطيران المدني المصري.
وتخدم هذه الطائرات حاليًا أكثر من وجهة ضمن شبكة خطوط الشركة الدولية؛ أهمها واشنطن وفرانكفورت وباريس والكويت ودبي، ومن المقرر تشغيلها على خطوط أخرى الفترة المقبلة.
طائرات الوقود الحيوي تدخل العالم العربي
وليست المرة الأولى التي تدخل فيها طائرات مُسيَّرة بالوقود الحيوي إلى العالم العربي، إذ سيَّرت مؤسسة الاتحاد الإماراتية للطيران، منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أول رحلة طيران تجارية في العالم باستخدام وقود حيوي مستدام مُنتَج محليًا في الإمارات العربية المتحدة ومستخلص من النباتات المزروعة في المياه المالحة، بإشراف من جامعة خليفة للعلوم والتقنية.
وزودت المؤسسة طائرة من طراز بوينج787 ذات محركات جنرال إلكتريك من فئة «GEnx-1B» بالوقود الحيوي المحلي، لتنطلق في رحلة من أبوظبي إلى العاصمة الهولندية أمستردام، لتمثل إنجازًا مهمًا في مسيرة تطوير وقود طائرات بديل ونظيف بيئيًا بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية، والتصدي للاحترار العالمي.
وأعلن اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة -وهو مؤسسة بحثية غير ربحية أسسها معهد مصدر التابع لجامعة خليفة للعلوم والتقنية- عن انطلاق الرحلة، الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات، من خلال تربية الأحياء المائية. واعتمدت المؤسسة في مشروعها على إنشاء نظام متكامل للطاقة والزراعة في مياه البحر، ليكون المشروع بمثابة منصة تعاونية بين صناعات عدة، تدعم قطاع الطيران وصناعة النفط والغاز والإنتاج الغذائي، بالإضافة إلى إيجاد بدائل زراعية جديدة في الإمارات.
واستخرجت المؤسسة الوقود المستدام المستخدم في الرحلة، من الزيوت الموجودة في نباتات الساليكورنيا، المزروعة في منشأة «النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر» الممتدة على مساحة هكتارين في مدينة مصدر في أبوظبي.