من أعوام بدا التصنيع بالإضافة –والطباعة ثلاثية الأبعاد– خيالًا علميًّا، لكنه اليوم واقع له مكانته الخاصة في مجال الصناعة؛ لكن ربما ظن قارئ أنْ لا مكان لهذا التصنيع في مجال الإلكترونيات الدقيقة تحديدًا، والحق أنْ صار في هذا المجال بالفعل عدة طرائق متنافسة معتمِدة على التصنيع بالإضافة.
توجد طوابع تَصنع ألواح الدوائر الإلكترونية تصنيعًا إضافيًّا، بطباعة المواد الموصِّلة كهربائيًّا على أسطح مسطحة طباعة ثنائية الأبعاد، تتيح سرعة الإنتاج، ولا سيما الألواح الخصوصية التي يُراد صنع نسخة واحدة من كل منها.
وتوجد طوابع تعتمد على أسنان باثقة، ترصّ حبيبات من المواد الموصِّلة أو اللاحمة في طبقات؛ ويمكن الجمع بين تلك الأسنان وأسنان أخرى تُخرج مواد ثانوية، فتتيح إنتاج ألواح ذات دوائر معقدة ثلاثية الأبعاد، لا يُتقيد فيها بالسطح المسطح كالمعتاد، وإنما يُطبَع ما يُرام من مختلف البِنى والتصاميم.
وعادة ما تعتمد الطوابع الثنائية الأبعاد على أسنان تَنفث حبرًا موصِّلًا كهربائيًّا، من الفضة غالبًا؛ وأما الطوابع الثلاثية الأبعاد فتُستعمل فيها جِلَّات أو سُلَيْكات نحاسية أو ركيزة الجرافين أو حتى الجِّل الهوائي الموصِّل.
صحيح أن مجال الطباعة هذا كله ما زال وليدًا، ولن يحل كل المشكلات، لكن كلًّا من التقنيتين خاضع لدراسات مستفيضة وتُبحث تطبيقاته العملية، والجمع بينهما قد يغير نظرة المهندسين إلى تصميم الدوائر الإلكترونية.
لكن ليس المهندسون المستفيدين الوحيدين، فالاستفادة الكبرى من نصيب المصنِّعين عمومًا، لأن الطوابع التي تتيح نمذجة دوائر إلكترونية ثلاثية الأبعاد هكذا ستسهِّل كثيرًا للمصنِّعين والهواة، بل حتى المهندسين الذين يريدون صنع تصاميمهم بأنفسهم، لأنها ستجنّبهم تعقُّد تفاصيل المواد الكيميائية الموصِّلة.
وبازدياد اندماج التصنيع بالإضافة في مجال الإلكترونيات سيزداد الإقبال عليه، وسيزداد تطوُّره وقدرة الناس على نَمْذجة أي دائرة إلكترونية نمذجة سريعة، حتى تحدث طفرة تؤثر في طرائق التعليم والعمل والهوايات.