يرغب إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس وكبير المهندسين فيها بتحقيق حلمه بالذهاب إلى المريخ. ولتحقيق تلك الغاية، سخر جيشًا من المهندسين للعمل في منشآت شركته الفضائية في بوكا تشيكا في تكساس ومواصلة إنتاج نماذج أولية لمركبة ستارشيب؛ الصاروخ الهائل المصمم من الصلب الذي لا يصدأ، والذي يصل ارتفاعه إلى 150 مترًا. ويخطط ماسك لاستخدامه يومًا لإيصال 100 راكب إلى الكواكب البعيدة.
لكن الفشل يبقى دائمًا احتمالًا واردًا أثناء الاختبار، خاصة بعد توظيف مئات العمال في شركته بين عشية وضحاها. إذ عقدت شركة سبيس إكس يوم خاصًا للتوظيف الشهر الماضي لتضاعف قوتها العاملة في موقع الإطلاق جنوب تكساس إلى أكثر من 500 موظف، وفقاً لشركة آرس تكنيكا. وقد يتسبب هذا النوع من التحول الهائل في قوة العمل في إلقاء عبء ضخم على كاهل الانسجام في العمل، وفقًا لإريك بيرغر، كبير المحررين في موقع آرس تكنيكا، الذي وجهت إليه دعوة شخصية لإلقاء نظرة على مقر شركة سبيس إكس في تكساس.
وأصبحت المشاكل جلية في وقت مبكر من صباح الإثنين الماضي، عندما نشر ماسك مقطع فيديو لانفجار النموذج الأولي لمركبة ستارشيب والذي أطلق عليه اسم «إس إن1،» ضمن سحابة هائلة من الغاز في منشآت بوكا تشيكا التابعة للشركة. وعلق ماسك في تغريدة له قائلًا، «لا بأس، سنصلح الخلل.»
ووفقًا لمقابلة بيرغر مع ماسك، كان الأخير غاضبًا ومستاءً جدًا من الفشل الذي لحق مركبة ستارشيب. قال ماسك «أرسلنا إلى الفريق ملاحظة مفادها أن المركبة صممت بشكل سيء ونفذت بشكل سيء وفحصت أيضًا بشكل سيء.»
وحث ماسك مهندسيه على أن يكونوا أكثر حذرًا. وقال في لقائه مع برغر، «أخبرتهم أن يتعاملوا في المستقبل مع هذا الصاروخ وكأنهم يعاملون طفلًا لهم، وأن لا يرسلوه إلى موقع الاختبار إلا إن كانوا يعتقدون بأن الطفل سيكون على ما يرام.»
وقال ماسك إنه توقع أن يكون مهندسوه أكثر صدقًا معه، فلم يكن الهدف بناء صاروخ من المعروف سلفًا أنه سيسحق مثل علبة معدنية تحت الضغط. وأضاف «المشكلة أنهم لم يكونوا واثقين من فعالية اللحام وجودته، ولم يطلعوني على ذلك، وبدلًا من ذلك، نقلوه إلى المنصة وفجروه. والآن أقولها بكل وضوح، سأسامح دائمًا الأخطاء التي أطلع عليها وأتحمل مسؤوليتها بنفسي، والا فلن أتسامح أو أتهاون أبدًا.»
ووفقًا لتقرير بيرجر، فإن سخط ماسك شمل تصميم لمخروط مقلوب، سمي «ثرست باك؛» حيث تلتصق ثلاثة محركات ضخمة من طراز رابتور بهيكل المركبة الفضائية ذاته. وقال مسك لبرغر، «إنه تصميم غبي، بل إنه أحد أغبى الأشياء في الصاروخ بأكمله؛ فهو ثقيل ومكلف ولا يمكن الاعتماد عليه.»
كانت حادثة إس إن1 بمثابة عائق بسيط في طريق تنفيذ المخطط للرؤية الأكبر، لكن الحادث محبط لماسك الذي عقد آماله على رؤية وتصور أعظم بكثير. إذ لا ينوي الملياردير الشهير تصنيع مركبة ستارشيب واحدة فقط، بل يطمح أن تتمكن شركته في النهاية من تصنيع عدد كبير من هذا الطراز.