وسط فشل التكنولوجيا للكشف عن الوروم : مرض السكري من النوع الثاني يرفع مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس

  • يعد معدل انتشار سرطان البنكرياس بين النساء في الإمارات الأعلى في العالم حيث يبلغ 10.1 حالة لكل 100.000 من السكان

     

     

    كتب : نيللي علي

    مرضى السكري الذين تم تشخيصهم حديثًا ممن تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، خاصة أولئك الذين لا يعانون من زيادة الوزن لديهم خطر الإصابة بسرطان البنكرياس من 4 إلى 7 أضعاف مقارنةً ببقية السكان عمومًا.

    ففي الإمارات العربية المتحدة أفاد الاتحاد الدولي للسكري (IDF) أن 17.3% من السكان البالغين في الإمارات العربية المتحدة أي ما يعادل أكثر من مليون شخص يعانون من داء السكري من النوع الثاني، مما يضع الدولة في المرتبة الـ 15 على مستوى العالم في الإصابة. وأفادوا أن انتشار مرض السكري يزداد في الإمارات بشكل أسرع من أي جزء آخر من العالم، ومن المحتمل أن يتضاعف بحلول عام 2040 بسبب نمط الحياة المرفهة المريحة وارتفاع معدل انتشار السمنة في المنطقة.

    ويعتبر سرطان البنكرياس عاشر أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت ذاته يعد خامس أكثر أسباب الوفاة بسبب السرطان. حيث يشكل ما يقرب من 1 ٪ من جميع أنواع السرطان في المنطقة. وبالرغم من هذا فإن معدل انتشار هذا السرطان بين النساء في الإمارات العربية المتحدة هو الأعلى في العالم حيث يبلغ 10.1 حالة لكل 100.000 من السكان. حتى مع أفضل علاج متاح يبقى معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في المرضى الذين يعانون من سرطان البنكرياس أقل من 5%، ولم يتحسن بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الماضية.

    من جهته قال الدكتور سانجاي جوفيل من مستشفيات أبولو في بنغالور: "تعد العلاقة بين الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر وسرطان البنكرياس علاقة معقدة. فعلى الرغم من أن عوامل مثل: السمنة ومقاومة الأنسولين وأسلوب الحياة المريح المليء بالرفاهية تعد من عوامل الخطر الشائعة لكلا المرضين، إلا أن النوع الثاني من مرض السكر طويل الأمد يزيد بشكل مستقل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 1.5 إلى 2 مرة على عموم التعداد السكاني".

    أضاف يبدأ انتشارداء السكري من النوع الثاني في المرضى الذين يعانون من سرطان البنكرياس في الارتفاع من 2 إلى 3 سنوات قبل تشخيص السرطان وهو أكبر في المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بـ بداء السكري من النوع الثاني خلال العام الماضي، وهو أكثر شيوعًا بين 4 إلى 7 مرات بين المرضى المصابين بسرطان البنكرياس في عموم السكان. ولقد تم تشخيص مرضى السكري حديثًا بأن أكثر من نصف المرضى الذين يعانون من تشخيص متزامن لداء السكري وسرطان البنكرياس.

    أشارهي تختلف عن مريض السكري "الطبيعي" من حيث أنه عادة ما يزيد عمره عن 50 عامًا، وإما أنه لا يعاني من زيادة الوزن أو فقد الوزن في الستة أشهر السابقة لتشخيصه بداء السكري. غالبًا ما يزول مرض السكري في هؤلاء المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بعد استئصال البنكرياس، مما يشير إلى أنه ناتج عن مادة ينتجها السرطان نفسه، وهي واحدة من المواد المسببة لمرض السكري التي تنتجها هذه السرطانات هي Islet Amyloid Polyppeptide (IAPP).

    ونظرًا لأن تشخيص داء السكري يسبق تشخيص سرطان البنكرياس، فإن العلماء يحاولون إيجاد طرق فعالة من حيث التكلفة لفحص مرضى السكري الذين تم تشخيصهم حديثًا بحثًا عن هذا السرطان قبل ظهور الأعراض. وبكل أسف لا تستطيع الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي اكتشاف سرطانات البنكرياس حتى 6 أشهر تقريبًا قبل ظهور الأعراض لأنها صغيرة جدًا بحيث لا يمكن اكتشافها بهذه الأساليب. قد يتطلب إجراء التشخيص المبكر إجراءات جراحية مثل الموجات فوق الصوتية بالمنظار. ولا يمكن أن ننصح بمثل هذه الاختبارات بالنسبة لشرائح كبيرة من الناس، لذلك يحاول العلماء تقليص مرضى السكري المشخصين حديثًا المعرضين لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس من خلال تحديد علامة الورم في الدم، وعلامات الورم المتاحة حاليًا مثل CA 19/9 ليست مفيدة في هذا الصدد، ولايزال البحث مستمراً عن علامة مفيدة سريريًا.

    وحتى يتم العثور على علامة الورم التي تساعدنا في التشخيص المبكر للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة فإن أفضل طريقة للوقاية من DM وسرطان البنكرياس هي تناول الطعام بشكل معتدل وصحي، والبقاء نشطًا، وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التدخين.

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن