بقلم : د . حسام رفاعي
يقول إنه حصل له ذات ليلة ضيق شديد لا يعلم سببه .. فنادى على رئيس الحرس ، وكان من عادته تفقد أحوال رعيته متخفيا .. وطلب من قائد الحرس مرافقته ليخرجا ويتمشيا قليلآ بين الناس.- فسارا حتى وصلا لحارة متطرفة على مشارف المدينة .. فوجدا رجلآ مرميآ على الأرض .. فحركه السلطان يمينآ ويسارآ فإذا هو ميت والناس تمر من حوله ولا أحد يهتم به ..- فنادى عليهم وهم لا يعرفونه وقال لهم : ويحكم ايها الناس .. اتتركون رجلآ ميتآ ولا أحد منكم يحمله لأهله ؟- فقالوا له : هذا فلان الفاجر الداعر شارب الخمر والزاني ...- فقال لهم : أليس هو من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ...- قالوا : نعم- فقال لهم : اذن احملوه معى الى بيته .. ففعلوا- ولما رأته زوجته .. وكانت لم تعلم بعد بخبر وفاته .. أخذت تبكى بشدة .. ثم ذهب الناس وبقى السلطان ورئيس الحرس .- وأثناء بكاء الزوجة حزنا على زوجها المتوفى كانت تقول "" رحمك الله يا ولى الله .. أشهد أنك من الصالحين ""- فتعجب السلطان وقال لها : كيف يكون زوجك من الأولياء الصالحين .. والناس تقول عنه إنه شارب للخمر وزان .. حتى أنهم لم يكترثوا لموته .- قالت : كنت أتوقع هذا ..
- ان زوجي كان يذهب كل ليلة للخمارة يشتري ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه فى المرحاض ويقول : أخفف عن المسلمين ..- وكان يذهب الى من تفعل الفاحشة ليعطيها المال ويقول لها : هذه الليلة على حسابي .. أغلقي بابك عليك حتى الصباح ... ثم يرجع إلى البيت ويقول : الحمد لله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليلة .. فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة العاهرة فيتكلمون فيه .. حتى أننى قلت له مرة إنك لو مت لن تجد من يغسلك ويصلى عليك ويدفنك من المسلمين .. فكان يضحك ويقول لي : لا تخافي سيصلي علي سلطان المسلمين ، والعلماء ، والأولياء الصالحين .- فبكى السلطان وقال : والله قد صدق ... أنا سلطان المسلمين سأقوم بنفسي بغسله وأصلي عليه وأدفنه ..- وبالفعل كان ذلك وشهد على جنازته مع السلطان العلماء ، والمشايخ ، والناس ...- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ صدق الله العظيم "
يمكنك الإشتراك لتحصل علي أخر الأخبار
حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن
تحميل
متجر بلاى
متجر أبل