خالد حسن لـ " BBC " :
العمل عن بعد " خطة مارشال " لمواجهة العالم للتهديدات والخسائر
الاقتصادية لفيروس "كورونا "
كتبت " شيماء حسن
أكد الكاتب الصحفي خالد حسن رئيس تحرير جريدة " عالم رقمي " أن التحسن
الكبير في شبكات الإنترنت والاتصالات سيشكل دفعة قوية وقفزة نوعية كبيرة
في الاستفادة من مفهوم " العمل عن بعد " وإتاحة الملايين من فرص العمل
للكوادر البشرية التي تمتلك المهارات اللازمة لتقديم خدماتهم " أون لاين
" عبر الإنترنت لاسيما في ظل الحظر الذي تفرضه الكثير من دول العالم على
انتقالات العمالة وتعرض ما يتراوح بين 5.3 مليون وهو سيناريو "متفائل"
و25 مليون للسيناريو "المتشائم" لفقدان وظيفتهم وزيادة أعداد العاطلين ،
وفقا لإحصائيات منظمة العمل الدولية ، بسبب الإجراءات الاحترازية في حرب
العالم على فيروس كورونا " المستجد " ومن ثمة فإن وسط التحديات التي
يواجهها العالم مع الفيروس فإن هناك أيضا فرصا حقيقية للعمل وتحسين بيئة
العمل .
جاء ذلك في تعليقه على إذاعة بي بي سي " BBC " على كيفية الاستفادة من
مفهوم " العمل عن بعد " للتغلب على تحديات فيروس كورونا " المستجد "
وأزمة فقدان الوظائف المتوقعة لاسيما تحذير لجنة الأمم المتحدة
الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا" من أنّ فيروس كورونا"
المستجد" يمكن أن يتسبب بخسارة أكثر من 1.7 مليون وظيفة في العالم
العربي، مع ارتفاع معدل البطالة بمقدار 1.2 % وتوقعت اللجنة أن يتراجع
الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية بما لا يقل عن 42 مليار دولار" هذا
العام، على خلفية تراجع أسعار النفط وتداعيات تفشي الفيروس وأكدت اللجنة
أن "قطاع الخدمات، وهو المصدر الرئيسي لفرص العمل في المنطقة العربية،
سيكون أكثر القطاعات تعرضاً لآثار التباعد الاجتماعي.
أضاف هناك العديد من الإيجابيات للعمل عن بعد، سواء بالنسبة للموظف أو
بالنسبة للمؤسسات والشركات الاقتصادية حيث أظهرت الدراسات التي أجريت في
السنوات الأخيرة الماضية أن الأشخاص الذين يعملون من المنزل يكونون أكثر
حبا وتعلقا بوظائفهم من أولئك الذين يعملون في المكاتب كما أن الموظفين
الذين سُمح لهم بالعمل من المنزل بساعات مرنة، زادت إنتاجيتهم بنسبة 13 %
وانخفض عدد أيام إجازاتهم المرضية علاوة على أن 30 % من موظفي الشركات في
بريطانيا يكونون أكثر إنتاجية إذا عملوا من خارج المؤسسة التي ينتمون
إليها.
أوضح حسن أن الحياة المهنية للكثيرين أصبحت تعتمد وبشكل ملحوظ على عقود
عمل قصيرة الأجل، بدلا من الوظائف الدائمة، فيما بات النجاح المهني ليس
مرادفا للوصول إلى مرتبة عليا في السلم الوظيفي لكن رغم أن الوظائف
المؤقتة والمرنة تعد فرصة مهمة للكثير من العاطلين عن العمل غير أن مخاوف
عديدة أثيرت بشأن انعدام الأمان الوظيفي لهؤلاء العمال، الذين قد لا
يتمتعون بأيّ حماية قانونية واجتماعية إلا أن المشكلة تكمن في أن الوظائف
المؤقتة والمستقلة لا تتيح للعمال الترقي والتطور المهني، ومن ثم تجعلهم
عرضة لتقلبات سوق الشغل ومتطلباتها.
أشار رئيس تحرير جريدة " عالم رقمي " أن من أهم الوظائف التي يتيحها "
العمل عن بعد " في مجال تكنولوجيا المعلومات تتمثل في خدمات تطوير وتصميم
الويب بجانب البرمجيات وكذلك خدمات مراكز الاتصالات والتسويق الإلكتروني
وإدارة صفحات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى خدمات التصوير والترجمة
وإدخال البيانات على الكمبيوتر ، سواء تسجيل البيانات الصحية للمستشفيات
أو مكاتب المحاسب أو مكاتب المحامين ، علاوة على خدمات وكيل السفر .
وعن متوسط الأجور التي تتقاضاه تلك العمالة " للعمل من المنزل " قال
الكاتب خالد حسن إن قيمة هذه الوظائف تتراوح بين 15 – 80 دولارا في الساعة
وفقا للدولة التي يعمل بها الموظف نوعية الوظيفة التي يعملون بها موضحا
أن هناك الكثير من المنصات الإلكترونية التي تتيح فرص العمل من المنزل ومن
أشهرها " Upwork.com " ، " Zirtual.com " ، "Freelancer.com " ،" Media
Bistro " ، " Monster.com "، " really.com " ،" Guru.com " بالإضافة "
iFreelance.com " .
وعن أهم المكاسب التي ستتحقق من التوسع في تطبيق " العمل عن بعد " قال
إنه يتيح إيجاد فرص عمل كافية وملائمة لقدرات وظروف بعض الأسر كما ستتمكن
المرأة من الجمع بين الوظيفة وبين رعاية شئون بيتها وأسرتها وتحقيق دخل
إضافي للأسرة يمكنها من مواجهة الالتزامات المالية بالإضافة إلى استفادة
الجميع من هذه الفرص، رجالاً ونساءً سواء كانوا متعلمين ومتعلمات أو
موظفات أو غير ذلك والكبار والصغار والمتزوجات وغير المتزوجات، بل حتى
ذوي الاحتياجات الخاصة.