بقلم : خالد حسن
تأتى الدورة الرابعة والعشرين لمعرض ومؤتمر 2020Cairo ICT " فى ظروف ، أري أنها رغم ما تحمله من تحديات كبيرة فى ظل تداعيات جائحه فيروس " كوفيد – 19 " الا أنها فى نفس الوقت تتيح فرصة ربما تكون أفضل بكثير من الدورات الماضية فى ظل تنبى الحكومة المصرية لمفهوم التحول الرقمي بدعم كبير من اعلى القيادات السياسية ممثله فى الرئيس عبد الفتاح السيسيى الذى يضع المعرض تحت رعايته كما يشرفه بافتتاح خلال دوراته الاربعة الماضية وعلمنا ان الدورة القادمةمن 22- 25 نوفمبر القادم، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية ، ستكون برعاية الرئيس السيسي ايضا ونتطلع ان يفتتحها ايضا .
حيث يعد المعرض هو المرآة التى تكشف حجم الانجازات التى تمت على مدار عام فى تطبيق التحول الرقمي وتكشف ايضا عن ثمرة التعاون الايجابي بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وباقى قطاعات الدولة فى مجال رقمنة خدماتها التى تقدمها للمواطنيين والشركات كما يسلط المعرض الضوء على مدي اهتمامنا بزيادة القاعدة المحلية من الكوادر البشرية التى تم تأهيلها فى احدث التخصصات بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتركيز على كيفية دعم الابداع والابتكار لأصحاب الأفكار والشركات الناشئه والشركات الصغيرة والمتوسطة .
كذلك مع استمرار صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في النمو والتطور، يبرز " كايرو آى سى تى" كأهم حدث سنوي متجدد ومتفاعل مع الابتكارات الجديدة كما يقدم تجربة عرض غير معتادة تستوعب أحدث التقنيات الجديدة ويعمل على ربط أطراف الصناعة وتمكين العارضين من النمو في مصر والمنطقة عبر تطوير شراكات تجارية وإيصال منتجاتهم لأكثر من مليون زائر اهتموا بالمعرض خلال دوراته الماضية.
ولاستيضاح الصورة يجب ان نشير الى انه وفقا للتقارير مؤسسة "جارتنر" للأبحاث العالمية ، ورغم التحديات الاقتصادية الحالية، فاننا تتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم إلى 3.9 تريليون دولار خلال عام 2020 ، بزيادة 3.4 % عن 2019 ، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق 4 تريليونات دولار في العام 2021 حيث مع تراجع حالة عدم اليقين وتزايد الاعتماد على مفهوم العمل عن بعد والتعليم الالكترونيى ضاعفت الشركات استثماراتها في تكنولوجيا المعلومات لأنها تتوقع نمو الإيرادات ناهيك عن كونها كانت الوسيلة الاكثر امانا للتباعد الاجتماعي لاسيما مع انتشار فيروس " كورونا " .
وبالنسبة لسوق تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط تمكنت من تسجيل معدلات نمو أعلى من أسواق رئيسية أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان والمتوقع أن تتجاوز قيمة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمنطقة حاجز الـ 160 مليار دولار فى عام 2020 ما يمثّل زيادة بمعدّل 2.4% عن عام 2019 ومن المتوقع ان تصل الي 165 مليار دولار فى عام 2021 .
وفى أعتقادى أن مثل هذه المؤشرات تدلل بقوة على الفرص المتنوعة التى مازالت تذخر بها منطقة الشرق الاوسط فى جميع القطاعات وبصفة خاصة قطاع تكنولوجبا والاتصالات ، والذى اتحفظ فى مقولة البعض انه سيواجه مشاكل وأزمات اقتصادية كبيرة ربما تصبه بالشلل التام ، إلا أنه من الضرورى مراعاة العامل النفسى الذى يؤثر بالسلب الان على بيئة ومناخ الحياة الاقتصادية ، اذ علينا استغلال ما لدينا من مقومات تكنولوجية وامكانيات تقنية لتحقيق قفزات نوعية وكمية نحو مستقبل أفضل وتنمية شاملة .
وإذا كات الغاليية العظمى تتفق على أن معرض " Cairo ICT " بات أكبر تجمع للعاملين في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في مصر بل وفى منطقة شمال افريقيا ودول الشام ، ومنصة مهمة توفر لنا فرصاً ممتازة للتفاعل مع العملاء وبناء وتعزيز العلاقات أكثر مع العملاء الحاليين وغيرهم من شركاء الأعمال الجدد أيضاً فان علينا أن نتساءل كيف يمكن أن يتحول المعرض الى الاقليمية ليكون معرض افريقيا للتكنولوجيا ،فى نقله استراتيجية للمعرض، وان يمثل المعرض فرص لكثير من شركات التكنولوجيا والاتصالات الافريقية لتبادل وجهات النظر والخبرات حول أكثر قضايا هذا القطاع أهمية وإلحاحاً والتنمية التكنولوجية المشتركة والقاء الضوء على أحدث التطورات التقنية واتجاهات السوق في القارة والفرص المتاحة للتطور والتوسع فيها .
فى تصورى أن المعرض ، وما يتزامن معه من 4 معارض اخرى و مؤتمر ، سيكون له دور ايجابى في تقديم الحلول التكنولوجية التى تتناسب مع عملية التحول الرقمي لجميع القطاعات الاقتصادية فى مصر و منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اذ بحلول عام 2021 اكدت مؤسسة " IDC " ان حجم الانفاق على عمليات التحول الرقمي بالمنطقة سيترتفع إلى 38 مليار دولار ، وتعد مصر هي رابع أكبر دولة إنفاقا على تكنولوجيا المعلومات في المنطقة، بعد الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، كما تعد مصر الأسرع نمواً في المنطقة بنسبة 6٪.".
ولعله نتفق انه ليس من المتوقع أن يحمل " كايرو اى سى تى " عصا سحرية لكل التحديات التى تواجه قطاع " CIT " ولكن على الاقل يؤكد رسالة اننا نمتلك صناعة للتكنولوجيا ولدينا فرص على الجميع استغلالها لاسيما واننا فى حاجة ماسة الأن لمعرفة المعلومات الصحيحة التى تساعده على اتخاذ قرارات سليمة بعيدا عن مفهوم المجازفة والمخاطرة غير المحسوبة ، والتى كانت عنوانا رئيسيا لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مدار السنوات الخمس الماضية ، .
نؤكد أننا اذا كنا جادين فى تنمية الصادارت التكنولوجية خلال المرحلة الحالية و الاتجاه الي أسواق جديدة بما يتناسب مع المتغيرات التي تحدث في المنطقة العربية والافريقية ، اذ مع قرب انتهاء النزاعات الحربية فى العديد من دول المنطقة وبدء مرحلة اعادة التعمير فسوف توجد العديد من الفرص التصديرية في اسواق ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان والعديد من الدول الأفريقية ، فأنه من المهم ان تتاكد مؤسسات الاعمال فى هذه الدول ،من خلال المشاهدة الواقعية وفى مكان واحد وعبر معرض متخصص للتكنولوجيا ، ان هناك مئات الشركات المصرية التى لديها الحلول والتطبيقات المتنوعة والقادرة على المنافسة مع نظيراتها العالمية ، باسعار أقل ، وبالتالى فكلما كان هناك تواجد قوى لشركاتنا تعطى انطباع ايجابى للزائر عن مستوى تطور هذا الصناعة ومسقبلها .