بقلم : خالد حسن
يأتي انعقاد الدورة الرابعة والعشرين من معرض القاهرة لتكنولوجيا المعلومات " Cairo ICT 2020 " حيث يراها البعض صعبة، وغير مواتية إلا أنني أرى أنها الظروف المثالية التي يمكن أن نرسخ من خلال مدى أهمية دور التكنولوجيا في أحدث تغيير إيجابي ملموس في مختلف نواحي حياتنا كإفادة ونمط وآليات عمل المؤسسات والتأكيد على عملية التحول الرقمي التي تتبناها الدولة المصرية منذ سنوات لمواكبة التطورات العالمية .
ومع التسليم بأهمية اتخاذ كل التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية للحد من انتشار جائحة " كوفيد – 19 " فإن مثل هذه القيود تدفعنا للتساؤل كيف يمكن إيقاف الخسائر الاقتصادية الناجمة عن فيروس " كورونا " ؟ وما هو دور طبيعة قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مساعدة العالم لتجنب المزيد من الاستنزاف لكل موارده ؟ وكيف يمكننا التوسع في تبني مؤسسات الأعمال ، سواء الحكومية أو الخاصة .. مفهوم التحول الرقمي ؟
وفي تصوري فإن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن أن يكون هو "المفتاح السحري " في حرب العالم مع فيروس " كورونا " من خلال ما يتيحه من حلول ابتكارية سواء لتعزيز مفهوم " العمل عن بعد " في جميع مؤسسات الأعمال ، سواء حكومية أو خاصة ، بالإضافة إلى ميكنة ورقمنة كل الخدمات التي يحتاج إليها المواطن والحصول عليها من أي مكان وفي أي وقت.
ولعلنا نتفق أن سرعة عملية التحول الرقمي والتنمية التكنولوجية تتوقف لدرجة كبيرة على مدى قدراتنا على توفير الموارد المالية اللازمة لدعم متطلبات هذه العملية والانتقال إلى الاقتصاد الرقمي إذ لا يمكن الحديث عن ميكنة نظم العمل وبناء شبكات المعلومات والاتصالات سواء بالمؤسسات الخاصة أو الحكومية دون وجود النفقات المالية اللازمة لذلك .
وعلى مدار الأعوام الماضية فإن الكثير من مؤسسات الأعمال تجد نفسها مطالبة بقوة لترشيد نفقاتها والعمل في نفس الوقت على زيادة قدراتها التنافسية في الأسواق وبالطبع ربما تبدو هذه المعادلة صعبة التحقق إلا أن الكثير من شركات التكنولوجيا بدأت في تطوير مجموعة من الحلول التقنية التي تجمع بين التكلفة المنخفضة وفي نفس الوقت منح مؤسسات الأعمال الفرصة للنمو وتحسين الأداء وتحقيق الأرباح وهذا ما بات يعرف بحلول الحوسبة السحابية أو بمعنى آخر أن يتم تعامل مؤسسات الأعمال من جميع الحلول التكنولوحية على أساس أنها خدمات يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت.
ولعل الدعوة إلى " الاستمرار في الاستثمار في الإبداع والتطوير " يشكل نواة أساسية لهذه المعادلة الصعبة والذي حاولت شركات التكنولوجيا تقديمه على مدار العام الماضي ويبدو أنها ستستمر في طرحه على مدار السنوات القادمة لتشجيع طلب مؤسسات الأعمال بمختلف فئاتها " صغيرة ، متوسطة ، كبيرة " على الحلول التكنولوجية .
ومن ثمة فإنه من المهم أن نشير لمخاوف معظم أصحاب الأعمال حول التكنولوجيا والتى يمكن حصرها في ثلاثة محاور أساسية أولها أن قادة الأعمال في معظم مناطق العالم يطالبون بتكنولوجيا أقل تكلفة، وأعتقد أن هذا مطلب عادل، وأظن أن كل صناعة يجب أن تشعر بحجم الضغوط لتقدم المزيد في مقابل التكلفة، وتتمحور النقطة الثانية حول طول الوقت الذي يستغرقه نشر حلول المعلومات الجديدة، ولذا فنحن في صناعة التكنولوجيا يجب أن نهتم بتوفير الإمكانية للأعمال لتكون تكنولوجية بالفعل, وثالثا تأتي قضية توافر المعلومات إذ يعاني قادة أعمال من عدم امتلاكه المعلومات التي تسمح له باتخاذ القرارات ، وهنا ما نقصده بالإبداع هو ما يسمح للقيادة باتخاذ أفضل القرارات ، لتحسين خدمات العملاء، لتقليل التكلفة، ولأن الوقت هو المال بالنسبة للمنتجات الجديدة، فنحن نرغب في تقديم التكنولوجيا التي تساعد لتقليل تكلفة استخدام التقنيات الحديثة.
نؤكد أن الفائز الوحيد من هذه الأزمة هو الذي سيبقي على معدلات استثماراته الحالية في البحث والتطوير ليتمكن من قيادة السوق بعد انتهاء الأزمة لاسيما أن صناعة البرمجيات ستشهد خلال الأعوام العشر المقبلة ابتكارات جديدة ستعادل في قوتها قوة اختراع الحاسبات والإنترنت والهواتف المحمولة وعلى رأسها مفهوم الحوسبة السحابية، الذي يمكن أن يكون حلا تكنولوجيا منقذا لكثير من مؤسسات الأعمال التي تريد إقامة بنيتها التحتية للمعلومات , كما أن مهمة المبرمجين خاصة في الدول النامية سيكون كيفية تصميم برامج تعمل على هذه الأجهزة وتجعلها أيضا بسيطة أمام المستخدم .
في النهاية نؤكد أن الانتكاسات الاقتصادية الحالية تسببت بتراجع معدّل نمو الأعمال، مما فرض تحديات جديدة أمام شركات التصنيع التي تتطلع للمنافسة على الساحة العالمية ورغم أهمية الإدارة الفعالة للتكاليف والنفقات، إلا أن الشركات لا تتميز عن بعضها عمليا إلا من خلال الابتكار في المنتجات والخدمات التي توفرها وأن الإجراءات الأسرع وأنظمة تقنية المعلومات الجيدة تمثل قاعدة مهمة للتوفير في التكاليف وتحقيق التميز والمرونة في العمل، بما يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة المرتكزة على المعلومات، وإرساء أسس قوية لتشجيع الابتكار حيث تلتقي الشركة بعملائها ومن هنا تأتي أهمية معرض " Cairo ICT 2020 " في عرض أحدث حلول التكنولوجيا لمساعدة مؤسسات الأعمال على التحول الرقمي .