بقلم : خالد حسن
لطالما تغني الكثيرون ، وانا واحد منهم ، بالدور الايجابى الذى تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي العالمية " الفيسبوك وتوتير واليوتيوب " ومنصات الدردشة " الواتساب والماسنجر وفايبر " بوصفها واحة للحرية والتعبير عن الرأي بدون ممارسة اى نوع من القيود او المعايير والضوابط التى تتطلبها الكثير من زسائل الاتصال والاعلام التقليدية والمتعارف عليها منذ قرون طويلة .
بل وزايد البعض فى ان ثورة الانترنت والمحتوي الرقمي تم اختصارها فى وجود شبكات التواصل الاجتماعي العالمية ، مما دفع الكثير من مستخدمي الانترنت الى هجرة متابعة وزيارة المواقع الالكترونية المنتجه للمحتوي ذو القيمة المضافة والتى كانت تشكل بالفعل رونقا للانترنت كوسيلة لنقل وتبادل المعلومات بين البشر .
ولكن يبدوا أن دوام الحال من المحال فكما صعدت شبكات التواصل الاجتماعى العالمية الى القمة فى سنوات معددودة وجنت ارباحا تتجاوز مئات المليارات من الدولارات فها هي تضع نفسها بنفسها فى اختبار وتحدي يمكن ان يؤدي الى موتها ببطىء وتتراجع شعبيتها ومستخدميها فى جميع دول العالم لاسيما من جانب مؤيدي حقوق حرية الراي ومناصى التعبير عن كافة الاراء وذلك بعد ان بدات تتحول هذه المنضات من مجرد منصة الكترونية للتواصل الى وسيلة اعلامية لها خطوط سياسية وضوايط تحريرية تقوم بموجبها بممارسة حق السماح او عدم السماح بنشر مستخدميه لاى مادة .
بل والاكثر من ذلك ان جميع شبكات التواصل لا تكتفى بالسيطرة الكاملة على بيانات مستخدميها بل وتسمح لنفسها بكل وقاحة ان تستخدم هذه البيانات فى اغراض تجارية تدر عليها مليارات الدورلات سنويا والاغرب انها باتت تتبجح بمهذه الممارسات وانها من حقها ان تفعيل مع تشاء يالبيانات التى تجمعها والمعلومات التى تحللها عن مستخدميها ، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطماعي وتحليل البيانات الضخمة وتعلم الالة ، والامر الذى استفز مئات الملايين من مستخدمى شبكات التمواصل وتبطبقات الدردشة العالمية انها أصبحت تهدد مستخدميها اذا لم ينصاعوا ويرضخوا لمطالبها ، وضرب عرض الحائط بميادي وحقوق خصوصية بيانات المستخدمين ، فانها سوق تقوم بطردهم من ق استخدام المنصة !
فما هذا الكم من الهراء والتبجح والتغاضي عن ابسط حقوق المستخدمين !
وفمنذ سنوات كانت هذه المنصات تستعطف المستخدمين حول العالم للدخول على منصاتها وعمل حساب او فتح صفحة حتي يمكنه ان تحقق نجاح وبناء قاعدة كبيرة من المستخدمين ، وهو ما كان يترجم فى صورة تدفق مئات الملاييين من الدولارات كأستثمارات مالية فى هذه المنصات ، ليس لكونها قادرة على تحقيق ارباح ولكن فقط لانها كانت تجمع بيانات المزيد من المستخدمين استعدادا لبدء أكبر عملية للمتاجرة بهذه البيانات من خلال اطلاق منظومة رقمية اعلانية عالمية كان بموجيها يتم التجسس بكافة الوسائل ، سواء بوستات او رسائل قصيرة او حتى مكاملة الهاتف المحمول، على مستخمي هذه المنصات للتعرف على انماط سلوكهم واحتياجاتهم من مختلف السلع والمنتجات والخدمات وترجمتها فى صورة اعلانات تصل" بشكل اجباري " على صفحات جميع المستخدمين بدون استاذن او حتى أخطارهم بصورة مسبقه .
وبالطبع كان الموقف الموحد الذي اتخذته شبكات التواصل الاجتماعي العالمية " بداية بتويتر ثم الفيسبوك ثم اليوتيوب ، ضد الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، المنتهي ولايته فى ال20 من ياير الحالي ، بجانب ما اعلنه تطبيق التراسل والدردشة عبر الهواتف المحمول " الواتساب " من استعداده لتطبيق سياسية جديدة لخصوصية بيانات المستخدمين تيتح لها الحق فى الوصول تقريبا الى كافة بيانات المستخدمين واستخدامها فى اى اغراض يراها ومن يعترض يكون مصيره لق حسابه علي الواتساب ..بهذه البساطة والسهولة وبدون حتى حق ابداء الراى او القيام باجراء مناقشة مجتمعية مع مئات الملايين التى وثقت فى هذا التطبيق عبر مدار السنوات الماضية حيث كان التطبيق يقدم نفسه على انه التطبيق الاكثر تامنيا وجماية لبيانات المستخدمين وتشفيرا لمعلوماتهم حتى لا تتعرض للاختراق من اى جهة .
فى تصورى وبصرف النظر عن الاسباب التى دفعت شبكات التواصل الاجتماعي لاتخاذ هذا الموقف وفرص صار " الكتر ونى " على ترامب ، ومنها طبعا توقيعه منذ اكثر من 6 شهور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا يهدف إلى إلغاء بعض جوانب الحماية القانونية الممنوحة لشركات التواصل الاجتماعي اذ تتيح هذه الخطوة للجهات التنظيمية سلطة الملاحقة القضائية لشركات مثل فيسبوك وتويتر والتوتيوب بسبب سياسة مراقبة المحتوى على منصاتها مؤكدا ان هذا منصات وسائل التواصل الاجتماعي تتمتع بـ "سلطة لا حدود لها" فان ما حدث مع ترامب ، وهو من هو حيث لديه متابعين ومشجعين يتجاوز عددهم 80 مليون متابع كل كل منصة بجانب انه رئيس اكبر دولة فى العالم تتبني قيم الديمقراطية وحرية التعبير والرأي ، وبالتالى فان ما حدث يمكن ان يتكرر بسهولة مع الالاف من مستخدمى هذه الشبكات والذين بما يكون لهم رأي مخالف عما تتبناه شبكات التواصل الاجتماعي العالمية لاسيما بعد ان تحولت من مجرد منصات " الكترونية " للتواصل بين المستخدمين الى منصات " اعلامية " يطلق عليها منصات الاعلام الالكترونى او السويشال ميديا لها سياسة تحريرية " استيال بوك " على غرار وسائل الاعلام التقليدية .
فى اعتقادي ان مثل هذه التوجهات الحالية لمنصات التواصل الاجتماعي العالمي هي بداية النهاية لها فكما عدد لها انفجار فى عدد المستخدمين وهجر البشر وسائل الاتصال والاعلام التقليدية ، نتيجة التزام بهذه الوسائل بسياسات معينة للتحرير والعمل وتقديم المحتوي ، فاننا نشهد الان تكرار هذه النموذج من جانب منصات التواصل الاجتماعي العالمى بل والاخطر هو قيام هذه المنصات بالتجسس على المستخدمين واستغلال بياناتهم وتحويلها الى معلومات مفيدة يتم ترجمته فى صورة حملات اعلانية رقمية تثمر فى النهاية عن جنيها عشرات المليارات من الدورات لصالح هذه الشبكات وفى النهاية تهدد المستخدمين اذا لم تلتزم بكل ما اريده منكم فسوف تقوم بطردهم خارج جنة العالم الافتراضي الملىء بالاكاذيب والتضليل والاستغلال .
فى النهاية اؤكد ان منصات التواصل الاجتماعي العالمية تسير بسرعة الى مصيرها المحتوم وهو الاندثار والتراجع ، فدوام الحال من المحال ، لاسيما فى هذا الدور الاحتكاري السلبي الذى تمارسه هذه المنصات لؤد وموت اى افكار ابتكارية جديدة تسعي الى ان ترى النور فيكون مصيرها ا الاستحواذ عليها من قبل هذه الكيانات الضخمة او استخدام امكانيات المالية والفنية لعدم خروج هذه الافكار الى منصات جديدة منافسة الامر الذى يثي الكثير من التساؤلات المشروعة حول مستقبل هذه المنصات ... وما سوف نتناوله بالتحليل فى الاسبوع المقبل .