امي.. انشودة الحياة


  •  أمي ..إنشودة الحياة
    §

     

    بقلم : خالد حسن

    فى الاحتفال السنوي بعيد الام كنت أحرص دائما على الاعتراف بفضل أمي " علي وعلي أخوتى " وأنها القلب النابض لإسرتنا وكانت هذه الكلمات هى أحد الأدوات لتى اسعي للتعبير بها عن أمتناني وحبي لها وما قدمته من تضحيات جمة من أجل أبنائها وتفانيها فى رعاية أسرتها .

    ولكن مع انتقال أمي الى جوار ربها ، فى الفردوس الاعلى من الجنة باذن الله ، فى يوليو الماضي وفى الذكرى الاولى لاحتفالية عيد الام، بدون أمي ، لم أستطيع أن أكتب كلمة واحدة عن هذه الروح النقية والحلم الجميل الذى كنت أعيشه معاها ومع سماعي لصوتها يوميا وجلوسي بجوارها والاستمتاع بالنظر الي عينها وتأملها ملامج الرضا والسعادة على وجهها ونحن حولها .

    فكلما شرعت فى بداية الكتابة تتوه مني الكلمات ولا أستطيع استكمال جملة واحدة لذلك أسمحي لي القاريء العزيز ان أعيد كتابة المقال الذى نعيت فيه أمي رحمها الله هى وجميع أمواتنا ..

    سبحان الذي كتب على نفسه الرحمة والخلود وكتب على عباده وجميع خلائقه الفناء " كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " وسمي نفسه " ٱلْحَىِّ ٱلَّذِى لَا يَمُوتُ " وأختص لنفسه بالملك السرمدي " لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ ٱلْوَٰحِدِ ٱلْقَهَّارِ " وأوصى سيدنا وحبيبنا المصطفى محمد صلي علي الله عليه وسلم فقال له "يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه " .

    فالموت هوَ الوقتُ المعلوم، والأجل المحدود، فإذا جاءَ أجلُ الإنسان فقد دنت ساعته، وحانت منيته ، وصدق الله " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" ولكن من يرد على ذهني مطلقا أن يأتى اليوم الذى أكتب فيه كلمات لأنعي وفاة أمي وصعود روحها الطاهرة الى ربها..

    يا الهي تتسابق دموع قلبي وعيني أفكار عقلي وخواطر نفسي اللهم الهمنى الثبات والصبر الجميل .

    ومع رحيل أمي أدركت أن لله حكمة ، لا يعلمها الا هو ، فى كل أقدراه حيث أقتضت مشيئته سبحانه وتعالي ان يكتب عليها المعاناه من المرض علي مدار ربع قرن وأن يزداد الألم عليها فى أخر عامين بصورة كبيرة جدا ، تفوق قدرات غالبية البشر ، ولكنها كانت صابرة ومحتسبه وطامعه فى رحمة ربها وتدعوه بنفس راضية ليس أن ينعم عليها بالشفاء ولكن أن يبارك لها فى أولادها وأن تراهم فى أفضل حال .

    أمي ... ما هذا الكم من الرضي وإنكار الذات إذ لم تعيشي يوما لنفسك وإنما عشتي دائما لغيرك وفي خدمة أولادك وأسرتك " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فمن عاش لنفسه يعيش صغيرا ويموت صغيرا، أما من عاش لغيره فإنه يعيش كبيرا ويموت كبيرا ووستظل ذكرى أعمالك الطبية فى قلوبنا وعقولنا الى ان يرث الله الارض ومن عليها .

    أمي ...وأنت الان فى دار الحق انا متأكد أن صبرك فى الحياة الدنيا لن يضيع " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " وان الخير الذى عشتي من أجله طوال عمرك سيكون له مقابل " وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ " .

    أمي ... ما سر هذا الفيضان من الحب الذى كنت تحمليه للغير وتنثرينه علي كل من حولك فما هو الا كنزا من الرضي الذي أنعم به ربك عليك " وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ  أَجْرًا "

    أمي ...أشهد انك كنت تتحرى الحلال ووجه الله فى جميع أفعالك ومختلف شؤون حياتك " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ " ولقيت ربك وأنت صائمة شهادة له بالوحدانية .

    أمي ... أوكد لك أن الموت لن يغيب محاسنك وأعاهدك على الحفاظ على كل من كنت تحبينه من الأعمال الصالحة الطيبة يقينا بقول رَسُولَنا الكريم ، صلى الله عليه وسلم ،"إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ ، انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ ، إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أوْ وَلَدٍ صَالحٍ يَدْعُو لَهُ " والا يطوي الموت صحف أعمالك الطيبة وان تستمر الى ما شاء الله .

    أمي ... يا خليلة النفس ويافرحة القلب ويا متعة العين ويا نبع الحنان اللهم أفض عليها من أنوارك وأفتح لها بابا من نسائم جناتك وأنزلها منزلا مباركا مع الصديقين والشهداء والصالحي والنبين وحسن أولئك رفيقا.

      أمي .. رحمك الله كنتي أجمل ما في دنيانا وبحق ما أمتلئت روحك من جمال وما تركته لنا من أشواق ادعو الله لك أن يرحمك رحمة واسعة بما شاء وكيفما شاء اللهم كما جعلت الجنّة تحت قدميها أجعل الجنّة دارها ومثواها وأذقها حلاوة الجنّة وريح الجنّة وطيب الجنّة ومسك الجنّة و لاتحرمها من نعيم الجنّة واجعل لقائنا بها فى الجنّة وأسكنها الفردوس الاعلى من الجنة مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .

    فيا رب السماء كما أسعدتنا وهي معنا فأسعدها وهي عندك في الجنة.. وأجعل دعاء أمي لنا من نصيبنا، واهدنا به إلى طريق الخير يا رب ..

    ونعاهدك يا أمي أننا لن ننساكِ وسنستمر علي كما كنت تحبينه من صالح الاعمال والافعال وسنبقي على محاسنك وذكراكِ بالدعوات والصدقة لروحك الطاهرة .

    وسيظل لساني يردد .. اللهم بأسمك الأعظم وجميع أسمائك الحسنى أعفو و أغفر لها وأرحم امي وجميع أمواتنا وأجمعنا بهم في جنة عرضها السماوات والأرض عند حوض نبيك العدنان المصطفي " محمد " صلي الله عليه وسلم .

    فى النهاية .. ارجوا من كل من قراء هذه الكلمات الدعوة بالرحمة والمغفرة والعفو لأمي وجميع أمواتنا ، فهم فى دار الحق ، ولا نملك لهم سوي الدعاء والعمل الصالح .  

     

    إختارنا لك

    القاهرة تشهد الإطلاق الرسمي لمنصة 2MD Opinion ومشروعات Heal’n وNOTA لتعزيز التعاون الكندي المصري في الرعاية الصحية القاهرة: سبتمبر 2025 شهدت القاهرة إطلاقاً رسمياً لثلاثة مشروعات مبتكرة في مجال الرعاية الصحية وذلك خلال مؤتمر دولي استضافه فندق رويال ماكسيم بالاس كمبنسكي بحضور أكثر من 150 من قادة القطاع الصحي من مصر وكندا إلى جانب شخصيات بارزة في مقدمتهم السفير الكندي لدى مصر أولريك شانون. جاء الحدث ثمرة شراكة إستراتيجية بين شركتي NTG Clarity و TCE Group الكنديتين بهدف تعزيز التعاون بين مصر وكندا في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية وتيسير خدماتها عبر حلول مبتكرة وقد سلطت الفعالية الضوء على مشروعات رائدة في مقدمتها منصة 2MD Opinion التي توفر للمرضى استشارات طبية ثانية عبر الحدود بما يسهم في تقليل احتمالات التشخيص الخاطئ ويعزز ثقة المرضى في قراراتهم الصحية في اللحظات الحرجة. كما جرى استعراض مشروع Heal’n الذي يقدم نموذجاً شاملاً للسياحة العلاجية يحول رحلة العلاج إلى تجربة متكاملة تشمل الإستقبال بالمطار التنقلات الإقامة المرافقة الطبية البرامج السياحية والتغطية التأمينية بما يعزز مكانة مصر كوجهة إقليمية ودولية موثوقة للرعاية الصحية المتكاملة. أما أداة NOTA فقد طرحت كحلول ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتبسيط عمليات التوثيق الطبي وتخفيف الأعباء الإدارية عن الأطباء بما يمنحهم وقتاً أكبر للتركيز على المرضى ويقلل من فترات الإنتظار. وقد أكد المتحدثون أن المبادرة تأتي ثمرة خبرة طويلة للشركتين الكنديتين إذ تعمل NTG Clarity منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً في تقديم الحلول التقنية والتحول الرقمي في مجالات متنوعة كالصحة والبنوك والإتصالات ويعمل ضمن فريقها نحو ألف وأربعمائة متخصص في إحدى عشرة دولة فيما تأسست TCE Group عام 1992 لتطوير حلول الرعاية الصحية والتطبيب عن بعد. وتميزت الفعالية بحضور شخصيات بارزة أدلت بتصريحاتها حيث قال السفير الكندي أولريك شانون الإبتكار الكندي والخبرة المصرية يفتحان معاً أبواباً جديدة للمرضى حيث تلتقي التكنولوجيا بالثقة ويستطيع كل مريض أينما كان الوصول إلى الرعاية التي يستحقها . وأكد المهندس جمال متولي نائب الرئيس التنفيذي لشركة NTG Clarity ما نطلقه اليوم ليس مجرد منصات بل هو وعد بأن تكون الرعاية الصحية أوضح وأكثر إنسانية وأن تتجاوز الحدود لتصل إلى كل مريض في أي مكان. وأشار الدكتور كريم بنيّس مؤسس منصة 2MD Opinion رؤيتنا هي توفير الوضوح في اللحظات التي يحتاج فيها المرضى إلى الثقة والاطمئنان 2MD Opinion تضمن وصول المريض إلى خبرات عالمية بلا قيود. كما قال الدكتور محمد عجاج رئيس شبكة مصر للسرطان بكندا إطلاق هذه المنصات يبرهن على أن التعاون الدولي قادر على سد الفجوات الحقيقية في الرعاية الصحية سواء من حيث الوصول إلى الخبرات أو تحسين تجربة المريض مصر تمتلك أطباء على مستوى عالمي وعبر هذه الشراكات يمكن إيصال خبرتهم إلى مرضى في أي مكان. وأضافت الدكتورة رانيا علواني عضو اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية الدولية الرعاية الصحية الناجحة لا تقاس فقط بالتكنولوجيا بل بقدرتها على وضع المريض في قلب المنظومة ما شهدناه اليوم يؤكد أن الابتكار عندما يوجه بالتعاطف يمكن أن يغير حياة الناس ويمنحهم فرصاً جديدة للتعافي . وإختتم المؤتمر فعالياته بتأكيد دور كندا كدولة رائدة في الابتكار ومكانة مصر كمركز عالمي للرعاية الطبية المتقدمة مع فتح آفاق جديدة أمام التعاون الثنائي من أجل مستقبل أكثر استدامة للقطاع الصحي .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن