يا ربي منذ عامان شاءت قدرتك أن تفيض روح أمي الطاهرة الى بارئها وكان آخر عهدها بالدنيا صيام شهر رمضان الكريم .
يا رب ما زال صوتها ودعواتها ونظراتها وأنفاسها تشعل ذاكرتي ولا تفارقني أينما كنت، فرحمة الله عليك يا أمي وطيب الله ثراكي وأكرم مثواكي .
يارب كما أسعدتني في حياتها وأسعدتنا بحنانها قدرني على أن أظل الابن الصالح وتقبل دعائي لها واجعله لا يفارق لساني ـ مصداقا لقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " اذا مات ابن آدم انقطع عمله في الدنيا إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له " .
يا رب كما احتضنتني وأنا صغير وأفرحتنا في دنياها اغفر لها واكتب لي حضنا معها يوم اللقاء ، عند نهر الكوثر ، ينزع عنى ألم الفراق ونحن ننظر إلى وجهك الكريم .
فحتي تى وبعد أن أنتهي آجل كل من أمهاتنا وآبائنا ، وانتقلوا إلى الرفيق الاعلى ويصبحا تحت الثري ، إلا أنهم يظلون يمثلون لنا شمعة الأمل والسعادة والنجاة في حياتنا نحن .
فالولد الصالح ليس من يرعى والديه في حياتهم ويقوم على شئونهم ويعاملهم بالإحسان , كما أمرنا رب العالمين فحسب ولكن إذا دعا لوالديه أو قام بعمل باب من أبواب الخير ووهب ثوابه إلى والديه او أحدهما ، بعد مماتهما ، فهو بنص الحديث الشريف " ولد صالح " ..
فالدعاء هو افضل هدية يمكن ان تقدمها لوالديك بعد مماتهما ودليل الحب والإحسان والحرص على برهما كما حرصا على تربيتنا في حياتهما ولم يبخلا علينا بالغالي والنفيس .
ولذلك أسمح لي أيها القارئ العزيز أن أخصص السطور التالية للدعاء إلى أمي وجميع آبائنا وأمهاتنا والذين انتقلوا إلى جوار ربهم ..
عامان كاملان لم أسمع صوتك .. والذي كان مخزون الطمأنينة " اليومي" لنفسي وقلبى وعقلي ..
أمي.. رحيلك عن الدنيا ليس بأيدينا ولكن عزائي أنك بإذن الله في مكان أفضل بكثير .. في جنة عرضها السماوات والأرض ..
" وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ "
اللهم يا الله أنت المحيي، وأنت المميت نسألك أن تجعل قبرها روضة من رياض الجنة .
أمي ..فراقك أصعب من أن يتحمله قلبي ولكن رضينا بقضاء رب رحيم غفور ..
اللهم إنا لا نعترض على قضائك ونسألك أن تجعله نورا وضياء لأمي وفي ميزان حسناتها يوم العرض عليك .
أمي ..الحنين إليك مؤلم والذكريات معك لا تفارقني ولكن أمل اللقاء معك بالفردوس الأعلى من الجنة هو الصبر الجميل ..