"Cairo ICT " ..وتعزيز الاستثمارات الرقمية

  • §       بقلم : خالد حسن

    بصرف النظر عن كونك عارض أو مشارك أو زائر لفعاليات الدورة الحالية لمعرض كايرو أى سى تى 2023"  فإنه بات يشكل  "عرس " حقيقيا لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذي يسعى من خلال القطاع إلى التجمل أمام باقي القطاع الاقتصادية والخدمية لتقديم ما لديه من حلول وتقنيات ابتكارية قادرة على حل الكثير من المشاكل والتحديات التي تواجهها عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

    سبعة وعشرون عاما مرت علي معرض ومؤتمر " 2023Cairo ICT  " من تحد إلى آخر ومن نجاح إلى آخر حتى وصل المعرض إلى كونه النافذة الرئيسية للتعبير عن واقع وطموحات قطاع التكنولوجيا والاتصالات وبات جسرا للتفاعل والاحتكاك بين مجتمع المعلومات المحلى ونظيره الإقليمي بل والعالمي .

    وتأتى الدورة الحالية ، السابعة والعشرون  ، للمعرض في توقيت غاية في الأهمية ، بعد عامين من انتشار فيروس كوفيد _19 خاصة مع تزايد وعي كل الجهات ومؤسسات الأعمال " الحكومية والخاصة  بأهمية تبني حلول التكنولوجيا وأنها بمثابة نوع من الاستثمار من أجل تطوير وتنمية القدرات التنافسية لها وليس نوعا من الإنفاق  إلا أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد العالمي ، بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية ، ربما سيكون لها تاثيرات اقتصادية غير متوقعة وتحتاج الى حلول ابتكارية من جانب الشركات المنتجة للتكنولوجيا لمساعدة مؤسسات الأعمال في الحفاظ على نهج تبني الرقمنة .

    فمع تزامن توقيت معرض " Cairo ICT " مع نهاية العام وهو الوقت الذي يستعدّ فيه قادة تقنية المعلومات بالمؤسسات متوسطة الحجم لدخول موسم إعداد ميزانيات العام 2023، فإنهم يجدون أنفسهم في مواجهة قائمة تحديات تتضمن التأثيرات المعاكسة الناجمة عن التضخّم والركود الاقتصادي المُحتمل ونظراً لحجم ونطاق عملياتها، فإن المؤسسات متوسطة الحجم هي أول من يشعر عادة بتأثيرات التضخّم والأكثر عرضة للآثار السلبية طويلة الأجل  ومن الضروري خلال الظروف الاقتصادية الغامضة أن تتوافق الاستثمارات الرقمية مع الأولويات التجارية للمؤسسة وأن تدعم الاستراتيجيات المالية لإدارة السيولة النقدية  ومن ثمة فإذا كان بإمكان المؤسسات متوسطة الحجم أن تجتاز عقبات التضخّم بفعالية من خلال ترشيد محافظ مقتنياتها التقنية، مع الاستثمار في حلول ابتكارية يمكن أن تحقق مزيداً من الفوائد المالية أو الإنتاجية لتقنية المعلومات، والموظفين، والعملاء وهذا ما نتوقع ان تقوم به شركات التكنولوجيا التى ستشارك فى المعرض .

    ومع توقع 86% من الرؤساء التنفيذيين لدى المؤسسات المتوسطة أن الأسواق كانت تنتظر موجة من الارتفاع الكبير في معدّلات التضخم، في ظل الظروف والأزمات الاقتصادية العالمية ، ومن الممكن ان تستمر هذه الموجة من الغلاء حتى 2024  فإن هذه التحديات تتطلب تعزيز جهود مؤسسات الأعمال في مجال التحول الرقمي وتحسين كفاءة الانتاجية .

    وكشف استبيان أجرته شركة مؤسسة "جارتنر" للأبحاث، شمل 400 من الرؤساء التنفيذيين وكبار المسئولين ، حول أولويات مؤسسات الأعمال أنه ربما يتردّد الرؤساء التنفيذيون عند تحديد أولويات الشركات، لكن لا يعني ذلك أنهم لا يتخذون أي قرار فأكثر من نصف هؤلاء التنفيذيين إذ يعتقدون أن أي ركود اقتصادي أو انكماش مُحتمل في عام 2024 سيكون عابرا وقصيرا، كما أظهر الاستطلاع ارتفاعا محدودا في المخاوف من توافر السيولة النقدية، ورؤوس الأموال، وإيجاد التمويل" وعلى الرغم من هذه تأثيرات هذه الظروف الاقتصادية المعاكسة ، فإن قرابة نصف الرؤساء التنفيذيين أشاروا إلى النمو بكونه من أبرز الأولويات الاستراتيجية للأعمال على مر العامين القادمين كما حافظت التقنية على كونها محور التركيز الأساسي للرؤساء التنفيذيين، يليها مباشرة قضايا تتعلق بالقوى العاملة 

    وتضمنت نتائج الاستبيان أن أولويات الرؤساء بدأت بالثبات بعد ثلاث سنوات من التقّلب إذ يبحث القادة التنفيذيون فيما هو أبعد من تداعيات فترة الأزمة الشاملة والنظر إلى أوقات سوف تمثّل وفرة الكفاءات، والاستدامة، والتحوّل الرقمي المرحلة القادمة من الأداء التنافسي" وفي الواقع، فقد ارتفعت الإشارة إلى الاستدامة البيئية بمعدّل 25% مقارنة باستطلاعات السنوات الماضية، وهي المرة الأولى  التي تحجز فيها أهداف الاستدامة مرتبة بين الأولويات العشرة الأولى لدى الرؤساء التنفيذيين. وتتوقّع "جارتنر" أنه وبحلول العام 2026 فإن الاستدامة البيئية سوف تمثّل أولوية أكثر أهمية لدى الرؤساء التنفيذيين للشركات مقارنة بالفئات المتعلّقة بالتقنية.

    ومن المثير للقلق أن الرؤساء التنفيذيون لا يُبدون تركيزا على الإنتاجية بقدر ما ينبغي خلال فترات التضخّم. ولربما يعود السبب في ذلك إلى أنهم يمنون أنفسهم بأن معدّلات التضخّم هذه لن تكون سمة دائمة في المشهد الاقتصادي. ويجب على الرؤساء التنفيذيين تبني الأتمتة لإعادة تصميم الأساليب، والعمليات، والمنتجات بهدف تعزيز الكفاءة، بدلا من الاكتفاء بتمرير الزيادة في التكاليف إلى العملاء".

    نتطلع مع نجاح قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في مصر في تحقيق معدلات نمو تتجاوز 16 % سنويا ، كأعلي معدل نمو مقارنة بكل القطاعات الاقتصادية ، كما أنه نجح في جذب نحو مئات الملايين من الدولارات ، ان تنجح الدورة الحالية لمعرض " Cairo ICT  2023 " فى التاكيد والترويج لكل المقومات التي يمتلكها القطاع ومدى قدرته في تحقيق المزيد من الإنجازات للتطوير الذاتي لشركات القطاع والكوادر من العاملين به ، نحو 350 الف فرصة عمل  ، وكذلك قدرة قطاع التكنولوجيا والاتصالات على مساعدة كل القطاعات الأخرى ، الانتاجية والخدمية ، على مواكبة التطور التكنولوجي وتسريع عملية التحول الرقمي .

    في ظل نجاح المعرض في التغلب على كل المصاعب التى واجهها, على مدار تاريخه ، إلا انه كان يستطيع أن يرتقى سلم النجاح فمع كل النجاحات التي تحققت في السنوات السابقة للمعرض إذ أصبح هذا صبغة ومصداقية ،ليكون بالفعل لسان حال صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر تعبر من خلاله عن تحديات هذه الصناعة وقضاياها وتتطلع إلى طموحات بل أصبح المنبر الرئيسى لإطلاق العديد من المبادرات الوطنية التى تهدف إلى نشر الوعى المعلومات وتنمية الصناعة وتحقق الروابط بين قطاع تكنولوجيا المعلومات وبين قطاعات الأعمال والخدمات الأخرى .

    ولعل من أهم انجازات المعرض أنه أصبح الأن على أجندة الكثير من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات – المحلية والإقليمية والعالمية – اذ تحرص هذا الشركات على المشاركة الدائم بالمعرض للتواصل مع عملاءه وتقديم كل ما هو جديد فى مجال التقنيات الحديثة والحلول والتطبيقات الالكترونية بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات الالكترونية ، لاسيما في ظل التقسيمة الجديدة للمعرض الى نحو عدد من المعارض المتخصصة بمشاركة اهم اللاعبين فى هذا المجال ، ومعرض للمجتمعات الذكية ، بمشاركة مطورى العقارات ، ومعرض للدفاع والامن  ، بمشاركة شركات وخبراء أمن المعلومات ، ومعرض الأمن و الدفاع D&S Tecالأمن و الدفاع D&S Tecللدفع الالكترونى  ، بمشاركة البنوك والمؤسسات المالية ، وأخيرا معرص للحلول التكنولوجية والاتصالات بمشاركة جميع مشغلى شبكات الاتصالات والانترنت ومقدمى الخدمات التكنولوجية

    فى تصورى من المهم ان نؤكد أنه حان الوقت لنلتف جميعا حول " 2023 Cairo ICT " كمعرض مصر الدولى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فى ظل الدعم السياسى القوى من جانب وزارة الاتصالات وتكنولوحيا المعلومات ، لاسيما بعد اللقاء الذى جمع الدكتور عمر طلعت ـ وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واسامة كمال ـ رئيس مجلس إدارة "تريد فيرز إنترناشيونال" الشركة المنظمة لمعرض ، علاوة على الدعم من القيادة السياسية ممثلة فى رئيس الجمهورية والتى يقام المعرض تحت رعايته على مدار السنوات الماضية ، والعمل على الترويج له بهذه الصفة الوطنية فى جميع دول العالم فنحن لسن أقل من دول كثير سبقتنا ،ومنها امارة دبي ، فى هذا المجال وأصبحت تمتلك بالإصرار والعمل الجماعى الجاد أكبر معرض عالمى متخصص للتكنولوجيا ، جيتكس جلوبال ، ينتظره العالم اجمع ويحرص الجميع على زيارتها  .

    نتطلع ونامل مع الدورة الجديدة لمعرض " Cairo ICT 2023 "  أن يفتح نوافذ السوق المصري لكي يري العالم ويراه العالم وأن يكون همزة الوصل المفقودة بين الشركات العالمية صاحبة الخبرات والإمكانيات وشركاتنا المحلية التى تحتاج إلى نموذج نجاح يحتذى وجذب المزيد من الاستثمارات التكنولوجية والالكترونية لتوطين هذه الصناعة وأن يكون منصة لإطلاق مزيد من المبادرات والشراكة التى تستهدف دعم مسيرة التنمية التكنولوجية وأن يكون منبرا وساحة للتحاور وللوقف على التحديات التى توجههنا فى بناء صناعة قوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع التركيز على توطين ثقافة الابداع لدى شركات التكنولوجيا وطلابنا بالجامعات وكوادرنا البشرية . 

    &

     

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن