الموظفين .. وفرص التحول لريادة الأعمال

  • نبضات

     

    بقلم : خالد حسن

    كل إنسان لديه قدرات إبداعية ولكن القليل من الأشخاص هم الذين يسعون لتوظيف هذه القدرات ويسعون لتطوير أنفسهم ونشر إبداعهم ، فالإبداع لا يقتصر على أشخاص دون غيرهم فهذه نظرة خاطئة للأمور الا انه فى نفس الوقت فان التفكير الابداعى لا ياتى من فراغ وانما ياتى نتيجة الادراك الجيد للمشكلة والرغبة فى حلها لذا فأن غالبية الأفكار البناءة والمبتكرة تأتي من العلماء المحترفين ، العاملين فى مؤسسات بحثية متخصصة ، الا أن طبيعة قطاع تكنولوجيا المعلومات تعطى لحماس الشباب وأفكارهم المبتكرة فرصة كبيرة للنجاح ،وذلك رغم الظروف الصعبة و الأجواء الغير مواتيه ، ولكن لا يجب ان نغفل عن حاجة هؤلاء الشباب للاحتكاك بالتجارب الدولية وإعطاءهم الفرصة لمواصلة نشاظهم وحماسهم وأن ندفع بالأفكار الجديدة ونترك جانباً ما يجذبنا للخلف.

    وأفاد نحو 46% من المهنيين والموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنهم يفضلون ريادة الأعمال وبدء نشاطهم التجاري والعمل لحسابهم الخاص أو امتلاك شركة، خصوصاً في مصر بنسبة 54%، والجزائر بنسبة 57%، في لبنان بنسبة 46%، في حين أفادت مجموعة أكبر تمثل نحو 49% من المهنيين بأنها تفضل الالتحاق بالعمل لدى الشركات والمؤسسات وذلك وفقا لاستبيان أجراه «بيت.كوم» حول «ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024»، بالتعاون مع «يوجوف»، المتخصصة في مجال أبحاث السوق .

    كما تزايد الاهتمام بين المهنيين والموظفين بريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشارك في الاستبيان 1090 شخصاً، منهم 517 يعملون حالياً في وظائف، حيث أفادت مجموعة أكبر تمثل نحو 49% من المشاركين بأنها تفضل الالتحاق بالعمل لدى الشركات والمؤسسات، حيث يعتبر القطاع الخاص الجهة الأكثر جاذبية بالنسبة لنحو 60% من الأفراد المشاركين في الاستبيان. وأشاروا إلى أن دوافعهم وراء ذلك كانت الرغبة في الحصول على الدخل المنتظم بنسبة 50%، بينما أفاد بعضهم برغبتهم في الحصول على فرصة لتعلم مهارات جديدة ومثلوا نسبة 38%، كما ذهب بعضهم إلى محفزات رئيسية مثل استقرار الوظيفة والحصول على مزايا مثل الضمان الاجتماعي والتأمين الطبي وبلغت نسبتهم نحو 34%.

    أوضح الاستبيان ان التجارب الملهمة في مجال ريادة الأعمال تعيد تعريف مستقبل العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». وذكرت أن نحو نصف رواد الأعمال في المنطقة قد خاضوا تجاربهم في مجال الأعمال خلال السنوات الخمس الماضية فقط، وأن ما يبلغ 60% منهم يسعون لتوسيع أعمالهم، أضاف أن «الوقت الراهن يشهد سعياً ملحوظاً لتحقيق الرضا الشخصي عند اختيار الوظيفة، والإسهام في الحياة الاجتماعية إلى جانب تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة» كما ان هذه الموجة من التفاؤل بريادة الأعمال، في إطار السعي نحو مزيد من الاستقلالية والتأثير الإيجابي، تثبت الرغبة في إعادة تشكيل الاقتصادات والحياة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

    وكشفت نتائج الاستبيان عن أن 45% من رواد الأعمال الحاليين بدأوا مشاريعهم التجارية الخاصة خلال السنوات الخمس الماضية، ما يدل على ازدهار نشاط ريادة الأعمال، رغم التحديات التي تواجههم. وأفاد رواد أعمال مشاركون في الاستبيان بأن التحديات التي واجهتهم كانت متباينة:

    أفاد 30% أن التحدي الرئيسي كان ضعف أداء الأعمال، أو العقبات التي مرت بمرحلة إنشاء المشروع كما أفاد 31% من رواد الأعمال بأن السعي لتحقيق دخل أعلى كان السبب وراء بدء أنشطتهم الريادية، وأشار 28% إلى أسباب تتعلق بالرغبة في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الخاصة. وبحسب الاستبيان فإن الطموحات الريادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لافتة وقوية، حيث تخطط 63% من الشركات في المنطقة لتعيين موظفين جدد في العام المقبل، ما يدل على مستوى التفاؤل بنمو الأعمال. كما تسعى نسبة كبيرة من تلك الشركات إلى التوسع في أعمالها، حيث أفاد نحو ثلث العينة من المشاركين إلى السعي نحو التوسع محلياً، فيما أبدت 24% الرغبة نحو التوسع دولياً. وعلى الرغم من إقرار 55% من المشاركين بصعوبة مرحلة بدء الأعمال التجارية بسبب بعض اللوائح والقوانين التقييدية في بعض البلدان، رأى 48% من المشاركين، أن الحكومة يمكن أن تدعم رواد الأعمال الناشئين من خلال تبسيط الإجراءات والقوانين.

    أوضح الاستبيان أن التحديات المالية تشكل أكبر عائق أمام بدء الأعمال التجارية حيث رأى 57% من المشاركين فيه أن التحديات المالية تمثل التحدي الرئيسي إلى جانب المخاوف بشأن تأمين التمويل الأولي، و أشار 35% من المشاركين أن السبب ربما يكون عدم اليقين من تحقيق الربح، وأفاد 33% بالحاجة إلى بناء علاقات العمل الصحيحة.

    وعلى الرغم من تلك التحديات، فإن هناك نظرة إيجابية إلى فكرة روح المبادرة، حيث يرى أغلبية رواد الأعمال وبنسبة لا تقل عن 84% من المشاركين أن توافر الفرص يحفزهم، بينما بلغت نسبة تصل إلى 83% كأصحاب أعمال يمكنهم توفير الوظائف. ويتفق رواد الأعمال الطموحين على أهمية تحمل المخاطر، إذ يشدد 44% منهم على أهمية عدم الخوف من الفشل.

    وحدد الاستبيان القطاعات الأكثر جاذبية لريادة الأعمال، منها قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقطاع العقاري والتجارة، ويُعتقد أن النجاح في مجال ريادة الأعمال يعتمد على توظيف الأشخاص المناسبين بحسب 30% من المشاركين، بينما يرى 26% السبب هو تعزيز الابتكار، فيما يؤكد 18% من المشاركين أنها الحفاظ على علاقات وثيقة مع العملاء.

    وبالطبع يؤكد هذا الاستبيان أهمية دعم وتشجيع ريادة الأعمال كوسيلة يمكنها تعزيز نمو الوظائف ودفع التنمية الاقتصادية كما نتفق جميعا على ضرورة التركيز على توطين ثقافة الابتكار والإبداع لدى الشباب بما يسمح بإيجاد حلول جديدة ومبتكرة للمشاكل الحالية كونهم يمثلون وقود أى أمة تبحث عن التقدم والتطور والمصدر الرئيسى للافكار المبتكرة ، خارج الصندوق ، لطرح حلول جديدة للتحديات التى تواجه عملية التنمية علاوة على كونهم الأقدر على الحركة  والمرونة وفقا للمشاكل التى نبحث لها عن حلول .

    فى تصورى أن الحديث عن " ريادة الاعمال وتنمية الإبداع " يجب أن يكون للشباب ، كأفراد أو مؤسسات صغيرة ، دور كبير فى تفعيل هذه المبادرة من خلال وضع آليات محددة وخطوط واضحة لمخاطبتهم والتحاور معهم بصورة مباشرة والاستفادة من قدرات الشباب وتوجيهم نحو الابداع والذى باتت نمط من التفكير يمكن لأي شخص أن يتعلمه ويتدرب عليه، فالمبتكر هو الذي يطور شيئًا لم يكن موجودًا من قبل وهذا الشيء لا بد من أن يكون له قيمة فممارسة الابتكار تعتبر حافزًا قويًا لأنها تجعل الأفراد أكثر اهتمامًا بما يقومون به، وتعطي الأمل في الوصول إلى أفكار قيمة كما أنها تجعل الحياة أكثر متعة وإثارة للاهتمام خاصة إذا كان الابتكار مرتبط بوجود عائد مادى .

    نعلم مدى اهتمام ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودعمها للتفوق وكل من يتميز فى مجالات الإبداع والابتكار لوضع الشباب المصرى على طريق طويل للتنافسية ودعم الابتكار والإبداع إلا إننا نؤكد أن أمامنا فرصة ذهبية خلال الخمس إلى العشر سنوات القادمة فى مجال المنافسة بقوة فيما أصبح يعرف باقتصاد المعرفة ولاغتنام هذه الفرصة هناك حاجة إلى جهد مختلف ومتكامل وعمل دءوب لتأهيل الشباب وثقل مهاراته فى مجال الإبداع التكنولوجى فالتنافسية تقوم فى الفترة القادمة على البحث والتطوير والإبداع وكل ما هو خلاق بالنسبة للشباب لكل تحصل بلادنا على مكانتها اللائقة فى هذا المجال ، والتى تجاوز حجم استثماراته العالمية نحو 700 مليار دولار ، ووضع بصمة تكنولوجية حقيقية على طريق الإبداع العالمى للمعلوماتى .

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن