بقلم / خالد حسن
بعد أقل من أسبوعين يعود نحو 20 مليون طالب إلى مدارسهم وجامعاتهم لبداية عام دراسى جديد نأمل أن يكون مختلف من حيث المضمون للمناهج الدراسية المقررة أو آليات تقديم خدمة التعليم بما يؤدى فى النهاية إلى تغليب مبدأ التفاعل والإبداع لدى الطلبة أكثر من مفهوم التلقين والحفظ .
فمع اعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى عن بدء تطبيق منظومة جديدة للتعليم تعتمد على استخدام ادوات التكنولوجيا " جهاز التابلت " مع تغير المناهج التعليمية لتغير فلسفة عملية تعليم ابنائنا من التلقين والحفظ الى التفاعل القائمة على التفكير و الابتكار وغرس ثقافة البحث لدى طلابنا منذ الصغر وبالتالى تشكل هذه الخطوة استجابة لمطلبا طال انتظاره لسنوات بضرورة اعادة هيكلة منظومة التعليم لتاهيل اولادنا بصورة تتناسب مع احتياجات العالم الرقمى الذى نحياه حاليا والذى يفرض مجموعة من المهاارت الاساسية التى يجب ان يمتلك اى طالب او خريج يبحث بجدية عن فرصة عمل .
ومنذ سنوات طويلة يكثر الحديث على المستوى المحلى عن مفاهيم " التعليم عن بعد " و" التعليم الالكترونى " كأحد أهم ثمار ثورة التكنولوجيا والاتصالات والتى يمكن أن يكون لها أثارها الايجابية على تحسبن وتطوير العملية التعليمية فى مدارسنا وجامعاتنا والتحول من الأسلوب التقليدى المعتمد على التلقين والحفظ إلى التركيز على التفاعل والتفهم بين الطالب والمدرس والمناهج التعليمية .
فالتعليم الالكترونى يمكن أن يساهم أيضا في حل مشكلة ازدحام الفصول وقاعات المحاضرات ومواجهة العجز في هيئات التدريس, وينشر ثقافة التعليم والتدريب, ويوفر بيئة تعليمية تسمح للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور وإدارة المدرسة بالتواصل عير تنفيذ نظام الحصص التخيلية والذى يمكن بثه من خلال المركز التكنولوجي التابع لوزارة التربية والتعليم
وفى الحقيقة يجب أن نفرق بين كل من مفهوم " التعليم عن بعد " والتعليم الالكترونى " فإذا كان الأول يتيح للطالب فى أى مكان إمكانية الحصول على المناهج التعليمية ومتابعة دراسته التعليمية دون أن يضطر إلى الذهاب إلى مقر ها " المدرسة أو الجامعة " بما يعنى توفير فى التكلفة المالية للطالب فأن مفهوم " التعليم الالكترونى " يطلق على منظومة متكاملة لتطوير التعليم تشارك فيها المدرسة من خلال استخدام أدوات تكنولوجيا متطورة فى عملية التدريس بدلا من الأدوات التقليدية وأن تتاح للأسرة فرصة أكبر لمتابعة عملية التحصيل والتقيم لابناءها من خلال الموقع الالكترونى للمدرسة .
وفى اطار حديثنا عن اهمية الاعتماد على الحلول التكنولوجية فى تطوير منظومة التعليم بصورة جذرية الادوات من المهم التوقع عن تجرية بعذ المدارس الابتدائية في دولة نيوزيلندا والتى قررت ان يتم الاعتماد للمرة الاولى فى العالم على "المعلم الرقمى " ونعظيم الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى
حيث تعاونت شركة "فيكتور"للطاقة في أوكلاند مع شركة " سول ماشينز" للذكاء الاصطناعي في ابتكار هذا المعلم الرقمي، الذي سمي " ويل" ويمثل نظام الذكاء الاصطناعي الجديد جزءًا من برنامج استدامة الطاقة الذي تقدمه شركة فيكتور مجانًا للمدارس التي تزودها بالكهرباء
ويسعى الرويوت " ويل" إلى تعليم الأطفال كيفية استخدام الطاقة. ولويل وجه على شاشة يتفاعل الطلاب معه من خلال حواسيبهم المكتبية أو هواتفهم المحمولة أو حواسيبهم اللوحية. ويعلمهم عن أنواع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح. وبعد ذلك يطرح الأسئلة عليهم كي يضمن استيعابهم للدرس.
ووفقا للتجرية فأن الطلاب كانوا مبهورين ب"ويل" بجانب تفاعلهم الكبير معه فهم ينظرون إلى العالم بطريقة مختلفة وأكثر ابتكارًا، وحاز "ويل " على اهتمامهم واكد القائمين على التجربة ان استخدام إنسان رقمي " روبوت " بعد وسيلةً مقنعة جدًا لتوصيل المعلومات الجديدة إلى الناس، ولدينا أمل كبير في هذه التقنية كوسيلة تقدم تجربة تعليمة رائعة وفعالة ورخيصة مستقبلًا .
فى اعتقادى فأن الروبوتات، سواء في صورة برامج ذكاء اصطناعي مثل ويل أو آلات شبيهة بالبشر- ستلعب قريبًا دورًا كبيرًا في التعليم كما بتوقع الخبراء ، ومنهم العالم المستقبلي توماس فراي ، أن يصبح استخدام الروبوتات في التعليم أمرًا شائعًا بحلول العام 2031 بل ويرى البعض أن الروبوتات ستحل محل المعلمين بحلول العام 2027 وحتى إن حافظ المعلمون على وظائفهم، فإن التعاون مع الروبوتات سيحل مشكلات عديدة تواجه النظام التعليمي العالمي حاليًا.
ولا تملك دول عديدة، خاصةً ، عددًا كافيًا من المعلمين. وتساعد الروبوتات، مثل ويل، في سد هذا العجز. ومقارنةً مع البشر، تمتاز هذه الأنظمة بتكلفتها المنخفضة وإمكانية تعديلها وفقًا للأسلوب التعليمي الخاص بكل طالب كي تساعده في تحقيق أقصى استفادة.
الا انه فى تضورى انه على الرغم من أن المعلمين الرقميين يقدمون فوائد عديدة، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من التطوير. إذ دُرِبَ" ويل" على موضوع واحد فحسب، وهو الطاقة المتجددة، لكن المعلمين الجيدون يلمون بموضوعات عديدة. والتفاعل الاجتماعي بين المعلمين والطلاب أمرٌ حيويٌ أيضًا لضمان تعليم جيد، ويتفوق البشر على المعلمين الرقميين في هذا الجانب.
فى النهاية نؤكد اننا اذ كنا نتحدث عن تطبيق منظومة تعلمية جديدة ، وفقا لرؤية مصر 2030، وبما يتواكب مع احدث أنظمة التعليم فاننا لا يجب ان نتجاهل الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعى والرويوتات كاجد اهم مكونات تطوير العملية التعليمية فى ضوء التحول الرقمى الحالى .