بقلم خالد حسن
صدق الله العظيم
فى نفس هذالوقت من طل عام يحتفل الملايين من المسلمين باداء مناسك فريضة الحج ، ربنا يتقيل من الجميع واتمنى ان يكتبها الله العام القادم لكل من اشتاق الى زيارة بيته الحرام وأنا معهم ، اذ يمثل يمثل الحج أحد أركان الإسلام الخمسة وهو فرض على كل مسلم تتوفر لديه القدرة البدنية والمادية على أدائه مرة واحدة في العمر ويعد "الحج" عبادة من أجل العبادات وأفضلها عند رب العالمين بعد الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله, وذلك لما رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل: أي الأعمال أفضل؟ قال:" إيمان بالله ورسوله, قيل: ثم ماذا؟ قال : ثم جهاد في سبيل الله, قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرور "
ومن واقع التجارب حرصت المملكة العربية السعودية هذ العام على وضع خطة تشغيلية تهدف إلى تسهيل إجراءات الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم وفقًا لعدد من البرامج والتجهيزات المخطط لها لاستقبال رحلات الحجاج وفق معايير خدمية عالية وتطبيق شامل لجميع الأنظمة التقنية والبرامج الإلكترونية لتسهيل الإجراءات .
كما حرصت بعثت الحج المصرية الرسمية ، والتى تشرف على 44 الف حاج ، على تعظيم الاستفادة من الحلول التكنولوجية وتطبث نظام الترقيم " الباركود " لكل حاج ، والذى تم استحداثه للمرة الاولى هذا العام ، حيث يحمل كل حاج من حجاج بعثة القرعة رقم "باركود" مسجل عليه جميع بياناته وموجود فى بطاقة التعريف الخاصة ومعرفة بيانات الحاج كاملة من خلال أجهزة قارئة البيانات الموجودة مع ضباط بعثة الحج الامر الذى يسهل عملية تسكين الحجاج بفنادق مكة المكرمة بعد قدومهم من المدينة المنورةوبدون أى تكدس والزحام فى الفنادق وخلال عمليات التفويج واستقلال الحافلات.
ومن ثمة فان هذه التسهيلات ، عبر الاعتماد على الحلول التكنولوجية ، تسمح للحجاج بيت الله الحرام بالتفرغ التام لاداء مناسك اجمل رحلة روحانيه فى حياتهم والاستمتاع بفوائد التواجد فى الاراضى المقدسة وبجوار نبينا الحبيب والمصطفى صلى الله عليه وسلم .
ولعل من اهم فوائد "فريضة الحج " انه تعلم الانسان الامتثال الكامل لاومرا خالقه ، بدون اعمال العقل ، بداية من الطواف حول الكعبة المشرفة وتقبيل الحجر الاسود ، اذا تمكن من ذلك ، مرورا بالسعى بين جبلين " الصفا والمروة " وصولا ليوم عرفه ، والجلوس بجوار جبل الرحمة ، ثم رجم الشيطان الرجيم بالحجرة فى منى والملاحظ ان كل هذه الاعمال هو تقليد لما اقامة به اسرة سيدنا ابراهيم وزوجته هاجر "المصرية " وابنه اسماعيل ومن ثمة فأن ترويض النفس ، المتمردة دائما ، على تنفيذ اوامر رب العرش هو راى هو جوهر العبادة لفريضة الحج .
كما ان من فوائد شعيرة " الحج" ، بالإضافة لكونه طاعة للأمر الإلهي ، تعريض كل مسلم" بالغ ، عاقل ، حر ومستطيع ذكراً كان أو أنثى " ولو لمرة واحدة في العمر لبركة أشرف بقاع الأرض " الحرم المكي الشريف " في بركة أشرف أيام السنة "الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة " الامر الذى يتطلب معه ان تؤدى الطاعة على أساس من الطمأنينة العقلية والقلبية الكاملة وإتقان أفضل وأن يكون سلوكه في أدائها أنبل وأجمل خاصة أن من مآسي عصرنا الجلية ظاهرة المفاضلة بين العبادة والسلوك، مما يُفقد العبادة دورها في ترقيق القلب، وتهذيب النفس ، وضبط السلوك وزيادة الإحساس بمعية الله وهذا اشد ما يحتاج اليه المسلمون كثير فى الوقت الحالى ويظهر ذلك أكثر ما يظهر في أثناء أداء "فريضة الحج " وذلك لشدة الزحام ولمحدودية كلٍ من الوقت والمكان ولكثرة التكاليف الشرعية في هذه الفترة المحدودة ولجهل القطاع الغالب من الناس بحقيقة هذه العبادة والحكمة من أدائها, ولكن إذا فُهمت الحكمة من أداء هذه الفريضة العظيمة أدَّاها العبد أحسن الأداء وأكمله وأعان غيره من إخوانه على حسن أدائها وذلك بحسن الفهم, والالتزام بالنظم, والإيثار على النفس، تقرباً إلى الله ـ تعالى ـ وتضرعاً, وحباً في عون عباد الله والمبادرة إلى نجدتهم, واعتبار ذلك من تمام أداء هذه العبادة.
كذلك من اهم المزايا التى تدركها اثنا "فريضة الحج" انه يمكن خلال هذا المؤتمر السنوى الاسلامى ، والاكبر فى تاريخ البشرية ، وعن طريق كلمة واحدة السيطرة على أكثر من 3 مليون مسلم بل وتنظيمهم فى صفوف ، وهو ما يستحيل حدوثه فى اى مكان اخر ، وذلك خلال اداء الصلوات والتعبد فى المسجد الحرام مما يؤكد ان هناك الكثير من العناصر القوية الراسخة التى تجمع بين اكثر من 1.5 مليار مسلم حول العالم ويمكن البناء على العتاصر لتحقيق تعاون وتكامل ونهضة للشعوب الاسلامية اذا اردنا ذلك اذ تتلاشى في نور الإسلام العظيم كل فوارق العرق، واللون ، واللغة والوطن, ويتجسد معنى الأخوة الإسلامية في الله ولله وهو من أعظم عناصر القوة في زمن التكتلات الذي نعيشه .
من المهم ايضا الاشارة الى الجهود التنظيمية الجبارة التى تقوم بها السلطات السعودية للاستقبال هذه الاعداد الغفيرة من حجاج بيت الله الحرام وقيامها باستكمال التوسعات فى المسجد الحرم المكى واعلانها عن التوسعات فى المسجد النبوى بالمدينة الا ان هذا لا يمنعى من حدوث بعض السلبيات مثل ظاهرة " افتراش " الحجيج الغير رسميين للطرقات ، ،وخاصة فى "منى والمزدلفة وحول المسجد الحرام " مما يؤدى لصعوبات فى حركة الحجاج ويؤثر سلبيا على مستوى الخدمات المقدمة لجميع حجاج البيت الحرام وهناك نطالب السلطات السعودية بمزيد من الرقابة على الحجاج الغير حاصلين على تصريح باداء فريضة الحج من خلال منح الحجاج شريحة الكترونية لا يسمح بدونها الدخول الى عرفة او منى والمزدلفة .
فى اعتقادى ان التجارة من اهم المنافع والفوائد التى تتضمنها فريضة الحج ولكن ما يجب ان نتوقف عنده ان المتابع لمراكز ومحلات التسوق من خلال العاملين فى هذه الاماكن يؤكدون ان الحاج المصرى هو الاكثر انفاقا من جميع الجنسيات الاخرى خلال موسم الحج وقدر البعض ان متوسط انفاق الحاج المصرى ، بين اكل وشرب وهدايا ومقتنيات ، بنحو 10 الاف جنيه اى ما يعادل 5 مليار جنيه وهو مبلغ لا يستهان به خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها الاقتصاد المصرى وكان الاولى ان يتم ضخ محليا لتشغيل الالاف من ابنائنا او من خلال عمل قرية للبضائع فى ارض المطار تتيح للحاج شراء كل احتياجاتها بنفس مستوى اسعارها فى مكة المكرمة والمدينة المشرفة ، وربما اسعار اقل لكونها معظمها سلع صينية الصنع ، ونامل ان يتحقق ذلك خلال الموسم القادم .
فى تصورى الانضباط المطلق فى اداء موظقى شركة " مصر للطيران " وانطلاق الرحلات فى مواعدها المحددة خلال موسم الحج السياحى هو انجاز وطنى يستحق الاشادة والتشجيع على استمراره بنفس الحماس والقوة لتقديم الخدمات لحجاج القرعة وكذلك كافة رحلات "مصر للطيران " فى المستقبل حتى نمحو من ذهن المسافر استهتار " مصر للطيران " بمواعيد اطلاق رحلاتها الجوية لنحو ساعة على الاقل فى اى رحلة .
وبالتأكيد فان المنافع من وراء فريضة الحج يصعب حصرها لو احسن المسلمون الاستفادة من هذه العبادة السنوية وأدعو اللهم ما لا تحرمنا من زيارة بيتك الحرام فى المستقبل وأختم بقولة ربنا فى كتابه العزيز
" وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئاًوَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاًوَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ . ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ . ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ"
صدق الله العظيم