الحلول الابتكارية لرسولنا ..وحياة اولادنا

  • بقلم : خالد حسن 

     وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ... صدق الله العظيم

    كل عام وانتم بخير ..

     

    فمع احتفالنا مؤخرا بمولد خير بنى البشر سيدنا محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وفى ظل عصر العولمة والانترنت الذين نعيشه جميعا ، وخاصة أبنائنا ، أضحت الكثير من القيم الدينية والاخلاقية في مهب الريح ولم يعد الابناء يعلمون الكثير من دينهم أو رسولهم وتاريخيهم حتى وصل الامر الى عدم معرفتهم بالنشيد الوطنى لبلادهم ! وبالطبع فأننا إذا كنا نتحدث عن أهمية عصر المعلومات وما أتاحه لنا من جعل كافو كنوز المعرفة بين أيدينا وفى أى وقت وأى مكان ، عبر شبكة الانترنت ، إلا أنه لأسباب ، نعلم بعضها ونجهل الكثير منها ، فان استفادتنا الحقيقية نحن العرب من الثورة المعلوماتية يبدو أنها مازالت محدودة بدرجة كبيرة وتنحصر فقط فى الكثير من أمور الترفيه والتسلية وتضيع الوقت .

    نؤكد ان الحلول الابتكارية التى قدمها رسولنا الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، كانت هى اهم دليل على تفعيل العقل البشرى فعندما عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن كفار مكة يوم الفتح الاكبر كان هذا حل ابتكارى لم يكن معهود فى ذلك  الوقت وعندما قام رسولنا بوصع الحجر الاسود على رداه الشريف وطلب من سادة قريش ان يمسكوا بطرف الثوب ويكون لهم شرف وضع الحجر الاسود فى مكانه بالكعبة المشرفه كان هذا حل ابداعى، لم  .يكن معروفا ، بدلا من اقتتال القوم 

    كذلك عندما امر رسول الرحمة المراة " الزانية"بان تتنتظر حتى تلد مولودها وان ترضعه ايضا لمدة عاميتدن وتطمئن عليه كان ذلك حل ابتكارى للحفاظ على حياة الوليد وناتج عن اعمال رسولنا الكريم للعقل واختيار الارحم للانسانية جميعها 

    ومع تسليمنا بان المجتمعات المتدينة والمحافظة ، على غرار غالبية دول منطقة الشرق الأوسط ، تتميز بحساسية مفرطة لديها تجاه كل ما يمكن أن يمس قيمها وأعرافها وتقاليدها، أو بتعبير آخر تجاه "مكونها الثقافي والدينى " الا أن التاريخ يؤكد أننا كثيرا ما كنا نستوعب كل جديد ، والذى كان يأتى مع الغزاة أو الطامعين فى كنوز المنطقة ، ونعيد تشكيله وإنتاجه حسب ما يتوافق مع مساراتنا الحياتية بحيث ينسجم فيما بعد مع القيد والأعراف والعادات الاجتماعية السائدة . ومع بدايات القرن العشرين برز لأول مرة في تاريخ العالم الإسلامى ما يمكن أن يطلق عليه بحق " إشكالية الغزو الثقافي" وحدوث الفجوة التقدمية مع الدول الغربية والتى اشتدت وتيرتها في ظل ما يسمى بثورة المعلومات التي شهدتها الفترة الأخيرة من القرن الميلادى وهنا بدأت تتزايد الضغوط على المواطن العربى ، لاسيما من مستخدمى التكنولوجيا الحديثة والانترنت من الشباب والاطفال، لتغيب الهوية الفكرية والدينية ولم يعد أبنائنا يعرفون الكثير عن المبادىء الحنيفة للدين وكيفية الاقتداء برسولنا " صلى الله عليه وسلم " فى كافة نواحى حياتنا . وفى ظل حديثا عم الاحتفال بمولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم نجد أنه من الطبيعى ، بل من الواجب علينا أن نغرس في أبناءنا منذ الطفولة حب الله سبحانه ونقرنه بحب النبي صلى الله عليه وسلم ليشب الطفل على سيرته العطره وسنته الحسنة لتكون حصنه الحصين وسراجه المنير مع الحرص على بيان شخصية صلى الله عليه وسلم مصدقا لقوله تعالى " إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " وأنه القدوة والنموذج والمثال لكل من أراد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة . كذلك لابد من أن نجيب لأبنائنا على سؤال لماذا يجب علينا أن نحب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ونصل إلى عقولهم بإقناعهم بأن كل عاقل حكيم صالح مؤمن ذكي يجب أن يحب النبي لأنه رسول البشرية الذي تسبب في هداية العالمين إلى الهدى والحق والنور والإيمان بالله سبحانه وتعالى مع التأكيد على فضائله صلى الله عليه وسلم ومكانته عند ربه سبحانه ومكانته بين الأنبياء وفضله يوم القيامة ومكانة شفاعته ومقامه في الجنة. من المهم أيضا التأكيد على بيان معنى الإتباع لسنته بأسلوب مبسط وهذه بعض وسائل ترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أبنائنا "حكاية معجزاته صلى الله عليه وسلم ، حكاية أخلاقه العظيمة ونصرته للمظلومين وعطفه على الفقراء ،ووصيته باليتيم " حكاية أخبار رقته ورحمته وبكائه وأنه هو النبى الوحيد الذي ادخر دعوته المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته كما أنه من المهم فعل الوالدين العملي وطريقتهم التطبيقية في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في سلوكهم ، وتصرفاتهم ، وأفكارهم والحرص على سنته فهي مؤثر من أكبر مؤثرات تربية الأبناء على ذلك . اللهم صلى وسلم وبارك على اشرف خلق نبيك الكريم محمد كما تحب انت الصلاة عليه . وصدق أمير الشعراء أحمد شوقى حين قال .... وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ ..... وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ ...... لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي ..... وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا ...... بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ ...... وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ ...... في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ ...... أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً ..... مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي ...... إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ   

    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن