كورونا يهدد الآمن الغذائي العالمي

  • تضررت سلسلة التوريد من جائحة كوفيد-19، إذ أدى نقص اليد العاملة، بسبب المرض والقيود المفروضة على حركة نصف سكان العالم، إلى عرقلة الأعمال التجارية في كل مكان. وفي مجال الغذاء والزراعة، أثر ذلك على المزارع ومرافق المعالجة والشاحنات ومنافذ البيع بالتجزئة. وحالت الجائحة دون وصول مليون عامل في أنحاء العالم إلى الأراضي الزراعية للزراعة والحصاد. وبالإضافة إلى نقص العمال، تعيق القيود المفروضة على الحركة وتباطؤ طرق النقل العالمية وصول المنتجات إلى الأسواق. وبدأت آثار اختناقات سلسلة التوريد تظهر، مقترنة بزيادة الطلب الناجمة عن هلع الشراء والتخزين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ومنها القمح والحبوب، إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أعوام.

     

    وستتضرر الصناعات التي تعتمد على سلسلة توريد الأغذية الطازجة كالأسماك والفواكه والخضروات أكثر من غيرها. وتشير تقديرات جمعية الإنتاج المتحدة الأمريكية إلى أن هذه الصناعات ستتكبد خسارة قدرها 5 مليارات دولار في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى الرغم من ارتفاع الطلب على بعض المنتجات، لا يستطيع المزارعون إيصال كل منتجاتهم إلى السوق، ما يجبرهم على التخلص منها، مثلما حدث في سوق الألبان الأمريكية. وستزداد الضغوط على سلاسل الإمدادات الغذائية العالمية أكثر، نتيجة انتشار الفيروس على نطاق أكبر وزيادة القيود المفروضة في مختلف الدول، ولن تقتصر التحديات المقبلة على الحفاظ على سلسلة التوريد، إذ ستظهر تحديات مرتبطة بضبط الأسعار.

     

     

    لطالما كان الأمن الغذائي مصدر قلق في دولة الإمارات العربية المتحدة، بسبب البيئة القاحلة وشح المياه، وأظهرت الحكومة الإماراتية في العام 2019 التزامها بتطوير التقانة الزراعية، بإعلانها عن تمويل بقيمة 272 مليون دولار لدعم هذه الصناعة. وستركز الحكومة على تطوير الزراعة الداخلية والزراعة الدقيقة والوقود الحيوي المعتمد على الطحالب والروبوتات.

     

    وتسعى دولة الإمارات إلى تقليل اعتمادها على الواردات الغذائية، إذ تحصل الإمارات العربية المتحدة على 80% من إمداداتها الغذائية من مصادر خارجية. وأدى ذلك إلى الاتجاه في طريق الزراعة الرأسية والمستدامة لإنتاج الغذاء بأقل الموارد. وستساعد الأتمتة في دعم إنتاج الغذاء، وستساعد آليات الزراعة الذكية في حل القضايا المتعلقة بسلسلة التوريد. وستسهم زيادة الإنتاج المحلي في تقليل المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي، وجعل عملية الإنتاج أكثر استدامة.

     

     ستبقى المخاطر التي تواجه سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية، ومن أهمها تغير المناخ، والذي يهدد العرض والخدمات اللوجستية. وأظهر كوفيد-19 نقاط الضعف في المنظومة الحالية، وستمنحنا التقنية فعالية وكفاءة أكبر، وستتيح للمزارعين تلبية النقص الحاد في اليد العاملة. وعندما تنخفض أسعار هذه التقنيات، سينتشر التحول الرقمي وممارسات الزراعة الذكية على نطاق أوسع، وهي مسألة وقت لا أكثر.

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن