كتب : نيللي علي – محمد شوقي
نتيجة لأزمة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) الحالية، اتخذ كل من الاتحاد الدولي للاتصالات ووزارة المعلومات والاتصالات في فيتنام، قراراً صعباً لتأجيل حدث العالم الرقمي للاتحاد 2020، الحدث التكنولوجي العالمي للحكومات والصناعات والشركات الصغيرة والمتوسطة. وسيقام الحدث باعتباره حدث العالم الرقمي للاتحاد 2021 في نفس المكان في هانوي، فيتنام، في سبتمبر 2021. ونحن نرى أن هذا هو الإجراء الأفضل والأكثر أماناً الذي يمكن اتباعه لضمان سلامة ورفاه جميع المشاركين في الحدث وضمان نجاح الحدث.
يواجه العالم في الوقت الراهن تهديداً غير مسبوق من جراء فيروس كورونا المستجد (COVID-19) وأصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) حليفاً رئيسياً في التصدي لهذا التهديد والمساعدة في الوقاية من المرض والكشف عنه وتشخيصه. فقد اكتست أهمية جديدة في إتاحة تواصلنا لأغراض الصحة والعمل والتعليم والترفيه والأخبار والإعلانات الموجهة للجمهور وتواصلنا مع أصدقائنا وعائلاتنا. ولأول مرة تُستخدم الحلول والمنصات الرقمية على نطاق شاسع للمساعدة على مواجهة وباء عالمي والتصدي له.
ومع ذلك، فقد سلطت أزمة فيروس كورونا المستجد الضوء أيضاً على الفجوة الرقمية الخاصة بها، حيث لا يتمكن العديد من الأسر والعاملين وأوساط الأعمال والسكان من النفاذ إلى التكنولوجيا الرقمية أو تحمل تكاليف الاستفادة منها. وتدعو الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان النفاذ العادل إلى تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كي يستفيد الجميع من منافعها. والآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب على الحكومات ودوائر الصناعة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والهيئات الأكاديمية وسائر أصحاب المصلحة العمل معاً لإيجاد حلول تعود بالنفع على الجميع. ويجب أن نضع أهدافاً تتميز بالطموح وقابلة للقياس لضمان الانتقال المنصف إلى العصر الرقمي. وتوفر أهداف التنمية المستدامة (SDG) إطاراً مثالياً لهذا الغرض، وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات هي نفسها أدوات أساسية لتحقيق هذه الأهداف.
ويدعو كل من حكومة فيتنام والاتحاد الدولي للاتصالات قادة العالم والحكومات وصناعة التكنولوجيات إلى ضمان حضورهم ومشاركتهم الكاملة من أجل مواجهة التحدي وتعزيز الاستجابة الرقمية الجماعية المتعددة الأطراف لهذه الأزمة. فقد أصبحت الأحداث الدولية مثل حدث العالم الرقمي للاتحاد 2021 أكثر أهمية مما كان في أي وقت مضى باعتبارها منصة تجمع معاً المجتمع العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التعلم وتبادل المعارف والتحاور والتواصل.
يجب أن نعمل معاً لتسليط الضوء على الأهمية البالغة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أعقاب أزمة فيروس كورونا المستجد، ومعالجة أوجه عدم المساواة الصارخة في مجال النفاذ، واعتماد تدابير ملموسة وعاجلة لتسريع التحول الرقمي في جميع القطاعات وتوصيل جميع مواطني العالم بالخدمات الرقمية. فقط من خلال التعاون الدولي والعمل التعاوني سنتمكن من مكافحة هذه الأنواع من التهديدات وسد الفجوة الرقمية وبناء أسس -قوية لتحقيق رفاه الجميع في المستقبل.