طور باحثون في جامعة سنترال فلوريدا نظامًا جديدًا متقدمًا للدفع الصاروخي، كان يظن أنه مستحيل سابقًا.
يسمى النظام الجديد المحرك الصاروخي الانفجاري الدوار، ويساعد في تقليل وزن الصواريخ ويزيد مداها ويجعلها أكثر صداقة للبيئة. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية كومباشن آند فليم. وقال كريم أحمد، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الميكانيكية والفضائية في جامعة سنترال فلوريدا وقائد البحث «قدمت الدراسة لأول مرة دليلًا تجريبيًا على فعالية وأمان انفجار وقود الهيدروجين والأكسجين في المحرك الصاروخي الانفجاري الدوار.»
وتستمر هذه الانفجارات الدوارة بفضل التغذية المنتظمة بالوقود المكون من الهيدروجين والأكسجين. ويعزز هذا النظام فعالية المحرك الصاروخي، المصنوع من النحاس، فينتج قوة دفع أكبر باستخدام كميات أقل من الوقود بالمقارنة مع المحركات الصاروخية التقليدية ما يساعد في تقليل وزن الصاروخ وتكاليفه والانبعاثات الناتجة عنه.
وتنتج هذه الانفجارات كميةً ضخمة من الطاقة تدفع الصاروخ بسرعةٍ كبيرة تتراوح من 7242-9012 كيلومتر في الساعة، أي أكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت. وبدأت دراسة هذه التقنية منذ ستينيات القرن الماضي لكنها لم تنجح بسبب فشل المواد الكيميائية المستخدمة كوقود أو طريقة مزجها معًا.
وساهم التوازن الدقيق الذي أنتجه الباحثون بين مادتي الوقود، الأكسجين والهيدروجين، ومعدل تدفقهما في المحرك في نجاح التجربة. وقال أحمد «علينا ضبط أحجام الفتحات التي يمر عبرها الوقود كي يختلط الهيدروجين والأكسجين بصورةٍ صحيحة ما يساعد في استمرار الانفجارات الدوارة.» وأكد الباحثون نتائجهم من خلال رصد الموجات الانفجارية باستخدام كاميرا عالية السرعة.
وقال ويليام هارجوس، المؤلف المساعد في الدراسة ومدير مختبر الأبحاث في القوات الجوية الأمريكية «ستؤثر نتائج البحث بصورةٍ كبيرة على المجتمع البحثي العالمي، إذ تختبر مشاريع عديدة حاليًا انفجار الوقود الهيدروجيني داخل المحركات الصاروخية الانفجارية الدوارة بعد إعلان نتائجنا، ولذا أنا فخور لمشاركتي في هذا البحث.»