عبد الدايم : تستعرض تجربة مصر فى تعظيم الاستفادة من الانترنت واطلاق المبادرات الالكترونية
أبو الغيط : وسائل التكنولوجيا والثورة الرقمية لعب دوراً كبيراً في نشر الثقافة والمعرفة وبناء جسور التواصل
ريناتو اوتون المدير العام المساعد للثقافة باليونسكو: حجب الخدمة الثقافية عن المجتمع يؤثر سلبا على الوعى الثقافى مشيرا
كتب : نيللي علي – نهله مقلد – عادل فريج
وجهت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم دعوة الدول العربية إلى الإسراع في استكمال التحوّل الرّقمي وتوظيف الذّكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة لإنتاج المحتوى الثقافي ورقمنته ودعم الصناعات الثقافية والإبداعية كما دعت المنظّمة إلى تنظيم حملة لتجاوز حالة الرّكود التي لحقت بالفنّانين والمؤسّسات الثقافيّة نتيجة العزلة التي فرضتها أزمة كورونا بالتنسيق مع الدول العربية والمنظمات الدولية والإقليميّة ذات العلاقة.
جاء ذلك خلال ترأس الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بجمهورية مصر العربية ورئيس الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الاجتماع الاستثنائي عن بعد للوزراء المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربية والذي دعت لعقده المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" لمناقشة تأثيرات أزمة فيروس كورونا المستجد على القطاع الثقافي في البلدان العربية/ لمتابعة تنفيذ قرارات الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربية والتى عقدت في القاهرة في اكتوبر 2018 وذلك بحضور السفير احمد أبو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية، ارنستو ريناتو اوتون المدير العام المساعد للثقافة باليونسكو، الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الدكتورة حياة القرمازى مدير ادارة الثقافة بالمنظمة، إرنستو ريناتو أتوان راميريز المدير العام المساعد للثقافة في منظمة اليونيسكو، الخبير الدكتور محمد صالح القادري، ووزراء وممثلين عن الثقافة في عشرين دولة عربية منهم مصر.
الحراك الابداعي
وخلال الاجتماع أكدت عبد الدايم أن مصر تعد من أوائل الدول التى اتخذت جميع الإجراءات الإحترازية للوقاية من فيروس كورونا حفاظا علي صحه المواطنيين وهو ما جعلنا نفكر في كيفية مساندة المجتمع ودعم حسه الفني والرقي بمستوى المنتج الثقافي الذي نقدمه لجميع الاعمار والفئات وتناولت تجربة الثقافة المصرية لاستمرار الحراك الإبداعى من خلال شبكة الانترنت اثناء الازمة حيث استعرضت المبادرة الإلكترونية" خليك في البيت .. الثقافة بين ايديك "والهادفة المساهمة فى حث ابناء الوطن على الالتزام بالاجراءات الوقائية حفاظاً على الصحة العامة الى جانب استمرار رسالة الثقافة فى نشر الوان الفنون الجادة وتنمية الوعى بين ابناء المجتمع خاصة الشباب والاجيال الجديدة وجذب محبي الإبداع بمختلف صوره وذلك من خلال تقديم فعاليات ثقافية وفنية مختلفة على قناة وزارة الثقافة باليوتيوب وموقعها الاليكترونى منها الحفلات الموسيقية العربية والكلاسيكية، افلام تسجيلية، حفلات فرق الباليه، مسرحيات للكبار والاطفال، مناقشات للكتب، تابلوهات استعراضية لفرق الفنون الشعبية، زيارات افتراضية للمتاحف الوطنية إلى جانب مجموعة ضخمة من أعمال اكثر من 50 فناناً تشكيلياً بالاضافة إلى اتاحة نخبة من الكتب من إصدارات الوزارة بصيغة PDF للتصفح والتحميل.
منصة رقمية
واوضحت ان المبادرة تشمل ايضا تقديم سلسلة محاضرات ثقافية وتوعوية يقدمها نخبة من أعضاء المجلس الأعلى للثقافة والضيوف المتخصصين في شتى المجالات الثقافية اون لاين تترجم إلى لغة الإشارة لتمكين ذوى القدرات الخاصة من ضعاف السمع من متابعتها، وحرصاً على استمرار اكتشاف المواهب ودعمهم تم اطلاق المنصة الرقمية للورشة الدائمة لإعداد وتدريب الممثل ابدأ حلمك أون لاين حيث يتم بث مجموعة من المحاضرات المصورة مدتها 15 دقيقة، كما تم اطلاق العديد من المسابقات والمبادرات الابداعية في شتي المجالات الثقافية والفكريه والمعرفية والادبية والتي تفاعل معها ملايين الزائرين من خلال المحتوي الشامل للمواد الابداعية المقدمة مؤكدة انه بتحليل الارقام وجد ان الفئة الاكثر اقبالا من الشباب وبلغت 59% مما يعكس تأثير الثقافة فى نشر الوعى بالمجتمع وفي ختام كلمتها وجهت عبد الدايم الشكر لرؤساء الوفود ورئيس ومقرر واعضاء اللجنة الدائمة للثقافة العربية على المشاركة في هذا الإجتماع الاستثنائي للمساهمة في وضع حلول للخروج من الازمة بثقافتنا العربية قوية شامخة وراسخة بجذورها في اعماق التاريخ الانسانى.
التواصل الاجتماعى
من جهه قال اشار السفير أحمد أبو الغيط امين عام جامعة الدول العربية إلى تأثر الحياة الثقافية بشكل كبير في ظل الإجراءات الاحترازية الوقائية التي اتخذتها الدول من أجل منع تفشي كورونا فمع هذه الإجراءات توقفت الحياة الثقافية بشكل كامل نظراً لتعليق كافة الأنشطة والفعاليات الثقافية في كافة الدول، واشاد بكافة التدابير والمبادرات التي اتخذتها وزارات الثقافة بالدول العربية لاتاحة المنتج الثقافي والتراثي عبر الانترنت ووصوله لكافة فئات المجتمع المختلفة فقد لعبت وسائل التكنولوجيا والثورة الرقمية دوراً كبيراً في نشر الثقافة والمعرفة، وخلق جسور تواصل مع الجمهور، للتغلب على العزل الصحي الذي فرضته الأزمة.
اضاف الإنسانية تمر بمرحلة عصيبة تتطلب مزيد من التنسيق والتعاون بين كافة القطاعات من أجل دعم العمل العربي المشترك وخاصة المجال الثقافي ووضع الآليات اللازمة للتغلب على الآثار السلبية التي ستخلفها الأزمة على قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، والخروج برؤية مشتركة وخطط استراتيجية استشرافية للمستقبل لإدارة الشأن الثقافي فى الفترة المقبلة.
التواصل عن بعد
من ناحيته قال ارنستو ريناتو اوتون المدير العام المساعد للثقافة باليونسكو إن ازمة كورونا اثرت بشكل مباشر على التراث الثقافى العربى واوقفت مساعى الحفاظ عليه خاصة قائمة الصون العاجل فى فلسطين واليمن والعراق وغيرهم، واضاف أن الازمة ايضاً افرزت عثرة اقتصادية للمواقع الثقافية التى تعتمد على التمويل الذاتى وقال إن حجب الخدمة الثقافية عن المجتمع يؤثر سلباً على الوعى الثقافى مشيراً الى تداعيات الأزمة على مختلف مجالات الحياة.
من ناحية اخري أشار الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة إلى أهمية عقد هذا الاجتماع في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، والذي جعل اللجنة تعقد اجتماعها عن بعد بواسطة منصة إلكترونية أتاحتها المنظمة لهذا الغرض، وأكد ضرورة استثمار الأوضاع الجديدة التي فرضتها هذه الأزمة بتطوير آليات العمل والتواصل عن بعد للتعلم وتعميم الفائدة واستشراف المستقبل واکتشاف سبل إدارة الشأن الثقافي أثناء الأزمات والتحسب لها قبل حدوثها ودعا إلى الشروع في تقييم مدى تأثير الأزمة الصحية الحالية على التنوع الثقافي والتداعيات التي ستترتب عن مختلف الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول للحد من تفشي العدوى، كتأجيل الفعاليات الثقافية الكبرى وغلق المؤسسات الثقافية والمتاحف والمواقع كما دعا الدول العربية إلى المشاركة في تأسيس المنصة الإلكترونية التفاعلية التي ستطلقها المنظمة على موقعها على شبكة الإنترنت من خلال تزويدها بالبيانات والروابط الإلكترونية للفعاليات والتظاهرات والأنشطة.
التحول الرقمي
يشار أن الإجتماع الذي حضرته الدكتورة حياة القرمازي مدير ادارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والدكتوره هبه يوسف رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجيه ورئيس لجنه الثقافة بالمنظمة قد شهد استعراضاً للوضع الثقافى فى البلدان العربية خلال الحجر الصحى والتحديات التي يواجهها العمل الثقافي في البلدان العربية واستشراف الفترة المقبلة وأولويات العمل الثقافى وإنتهى بإعلان عدة توصيات أولها أهمّ الإجراءات الحينيّة التي اتّخذتها الدُّول العربيّة لمُواجهة التّأثيرات المُباشرة لأزمة تفشّي فيروس – كوفيد 19على القطاع الثقافي وخططها المستقبليّة لفترة ما بعد كورونا وتمثلت في دعوة الدول العربية إلى الإسراع في استكمال التحوّل الرّقمي وتوظيف الذّكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة لإنتاج المحتوى الثقافي ورقمنته ودعم الصناعات الثقافية والإبداعية مع دعوة المنظّمة إلى تنظيم حملة لتجاوز حالة الرّكود التي لحقت بالفنّانين والمؤسّسات الثقافيّة نتيجة العزلة التي فرضتها أزمة كورونا بالتنسيق مع الدول العربية والمنظمات الدولية والإقليميّة ذات العلاقة.
مراجعة القوانين والتشريعات العربية الخاصّة بالملكية الفكرية وحقوق المؤلف في ضوء تطورات التقنيات الرقمية الحديثة وتنوع استخداماتها ولمواجهة المخاطر والتحديات المترتبة على ترويج الصناعات الثقافية وعلى المبادرات التجارية للمنتجات الثقافية.
استراتيجية عربية مُوحدة
اشارت ان التوصية الثانية هى ضرورة وضع آليات وضع استراتيجية عربية مُوحدة لمجابهة صُعوبات مرحلة ما بعد كورونا لتكون الثقافة جزءاً رئيسياً من الحل وتمثلت في دعوة المنظمة إلى فتح منبر افتراضي لتمكين المُفكرين العرب من الإدلاء بآرائهم واقتراحاتهم ومُلاحظاتهم بشأن تشخيص احتياجات القطاع الثقافي وسبل النهوض به في مرحلة ما بعد كورونا.
دعوة الدول العربية إلى تمويل إنجاز دراسة تقييمية لمستوى الإنتاج الثقافي الرقمي بإشراف المنظمة وتقديم تصور برنامج تنفيذي متكامل يمتد على سنوات 2020-2023 من أجل تطوير مشاريع رقمنة المحتوى الثقافي في البلدان العربية وعرض التصور على الدورة القادمة للمؤتمر (2021).
تفعيل خطة العمل للنهوض بالتصنيع الثقافي في الوطن العربي وإنشاء سوق ثقافية عربية مشتركة التي أقرها المؤتمر الاخير للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بالرياض وتشجيع تحويل الأنشطة الثقافية ومستلزماتها إلى محتويات رقميّة.