لم يمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) شركة سبيس إكس ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا من تحقيق هدفهما المشترك على الرغم من تأجيل الإطلاق الأول بسبب الحالة الجوية. وقال جيم بريدنشتاين مدير ناسا «تنفسنا الصعداء بعد نجاح الإطلاق، لكننا لن نحتفل حتى يعود رواد الفضاء إلى منازلهم بأمان.»
يفتتح نجاح الإطلاق مرحلة جديدة لشركة سبيس إكس في تاريخ الرحلات الفضائية، فهي أول شركة ربحية تطلق رحلات فضائية تجارية مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى أنها أول رحلة مأهولة تنطلق من الأراضي الأمريكية بعد نهاية برنامج مكوك الفضاء التابع لناسا في العام 2011.
انطلقت مركبة كرو دراجون على متن صاروخ فالكون 9 وبداخلها بوب بنكن ودوغلاس هيرلي من قاعدة إي 39 في مركز كينيدي للفضاء في كيب كانافيرال في فلوريدا، وهبط الجزء المخروطي الأمامي لصاروخ فالكون 9 والقابل لإعادة الاستخدام بأمان على متن قاعدة «أوف كوروس أي ستيل لاف يو» العائمة في المحيط الأطلسي.
قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس في مقابلة مع شبكة سي بي إس يوم الثلاثاء الماضي 26 مايو/أيار «سيكون نجاح هذه المهمة أقصى أحلامنا، وإن سألتني عندما أسست الشركة عن احتمال الوصول لهذا اليوم لقلت لك أن فرص نجاحنا لا تتجاوز 0.1%»
أنشأت ناسا قاعدة إي 39 لإطلاق مهمات أبولو التابعة لناسا إلى القمر، لكنها عُدلت لاحقًا لإطلاق برنامج مكوك الفضاء التابع للوكالة، واستخدمتها شركة سبيس إكس لإطلاق مهماتها، ومن المقرر أن تصل إلى محطة الفضاء الدولية اليوم الأحد 31 مايو/أيار.
طغى انتشار فيروس كورونا المستجد والذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 350 ألف شخص حول العالم على إطلاق اليوم، ويمكن رؤية آثاره في كل مكان، وهذا يشمل عمليات وكالة ناسا، إذ طبق الموظفون قواعد التباعد الاجتماعي واضطر رواد الفضاء إلى وداع عائليتيهما دون عناقهم حرصًا على عدم وصول الفيروس إلى الفضاء.
تعد هذه العملية جزء من برنامج «كوميرشال كرو بروجرام» والذي بدأ منذ العام 2010، وتنافست شركتا بوينج وشركة سبيس إكس للتعاقد مع وكالة ناسا لتطوير مركبة فضائية تهدف إلى حمل رواد فضاء أمريكيين ودوليين من محطة الفضاء الدولية وإليها.