تصل كثافة غلاف المريخ إلى 1% فقط من كثافة غلاف كوكبنا الجوي ولا تتجاوز جاذبيته ثلث جاذبية كوكبنا، ما يعني أن الطيران في سماء المريخ سيكون تحديًا كبيرًا للبشر.
وستضطر وكالة الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) العام المقبل، إلى التعامل مع كلا التحديين، في محاولتها مسح جغرافيا الكوكب الأحمر باستخدام المركبات المتجولة وإطلاق طائرات مروحية صغيرة؛ تدعى إنجينيويتي، للحصول على صور جوية غير مسبوقة للمريخ.
وستبدأ ناسا في 20 يوليو/تموز 2020 بإطلاق طائرات مروحية بحجم كرة التنس مجهزة بمجموعتين من المراوح، في رحلة طويلة برفقة مركبتها المتجولة الخامسة بريزيرفنس نحو الكوكب الأحمر. ونقلت صحيفة نيويورك الأمريكية، عن ميمي يانج، مديرة برنامج المروحية المريخية، أن «الأمر مشابه للحظة طيران الأخوين رايت، لكن على كوكب آخر.»
واختبرت ناسا المروحيات بالاستعانة بتقنيات حديثة عملت فيها على خفض ثقل الإلكترونيات، والتقدم في مجال البطاريات، والمواد الجديدة، واختبرت المروحية في غرفة تجريبية ذات ضغط منخفض، لمحاكاة الغلاف الجوي المريخي الرقيق.
وواجهت ناسا صعوبات في التحكم بالنماذج الأولية؛ فالمراوح كانت تتمايل صعودًا وهبوطًا، بسبب انعدام ضغط الهواء، وفي المراحل المتقدمة، تغلب الباحثون على تلك العقبة من خلال استعمال مواد أقسى في المراوح.
وإن نجح الإطلاق في فبراير/شباط 2021 وبعده رحلة الوصول إلى المريخ، تخطط ناسا للهبوط بالمروحية على أرض مستوية، لتحاول بعدها مروحية إنجينيويتي التحليق بها 5 مرات خلال 30 يومًا، أما الخطة الأكثر طموحًا فهي رحلة مكوكية لمسافة 150 مترًا خلال 90 ثانية.