بقلم : د. ياسر بهاء
عندما تستسلم لرغبات الناس فيما يريدونك أن تقوم به، عندما ترضخ للحياة التي يرغبون هم أن تعيشها، إذاً فهم من يتحكمون بحياتك. هم من يملون عليك أفعالك، وهم من يأخذون القرارات نيابةً عنك. هم الذين يعيشون حياتك، بينما أنت تجلس في المقعد الخلفي، تحدق في الطريق ولا تحرك ساكناً.
قد تكون هناك مجموعة من الأشخاص يقومون بإدارة حياتك، ربما تحب بعضهم والبعض الآخرلا تحبهم. قد يكون هؤلاء الذين يديرون حياتك هم عائلتك، أصدقاؤك، ربما الأشخاص المتواجدون على شبكات التواصل الاجتماعي، أو معايير المجتمع أو الثقافة التي تنتمي إليها. أي شخص يمكنه أن يكون هو الذي يحرك عجلة القيادة، إذا كان هذا شخص ليس أنت، إذاً فأنت لا تتحكم فيما أنت ذاهب إليه.
يمكنك الشكوى من الاتجاه الذي تسير فيه حياتك كما تريد، لكن حتى تقوم بالجلوس في مقعد السائق وتبدأ في القيادة بنفسك، فلن تصل أبداً إلى الجهة التي ترغب في الذهاب إليها.
أنت بحاجة لأن تسيطر على حياتك. أن تعلم ما هو الشيء الذي تعيش من أجله، وأن تقوم بالقيام به على الفور. لا تخضع لما يطلبة الناس منك، ولا تسمح لهم أن يقرروا شكل الحياة التي تعيشها. حتى لو افترضنا أنهم يضعون مصلحتك نصب أعينهم، فهم ليسوا أنت، ولا يعلمون ما الذي سيجعلك سعيداً. ربما أنت لا تعلم ما الذي يجعلك سعيداً، على الأقل حتى الآن.
سأوضح في هذه السلسلة كيفية إزاحة كل تلك التأثيرات المختلفة، وكيفية الإنصات إلى قلبك. سنتعلم كيف نصل إلى ما الذي تريد فعلاً أن تكون عليه، وما هو الشيء الذي خُلقت لتفعله.
اقرأ هذه الجملة:
"إذا لم تسيطرعلى حياتك، فسيمضي عمرك وشخص أخر يتولى زمام أمورك"
الأن اقرأ مرة أخرى بتمعن:
"إذا لم تسيطر على حياتك، فسيمضي عمرك وشخص أخر يتولى زمام أمورك"
دع تلك الكلمات تتغلغل بداخلك. اسمح لهذه العبارات أن تختلط بخلايا جسمك.
ماذا؟ هل أنت دُمية مَارِيُونِت؟ هل هناك من يحرك خيوطك؟ إذا كان ذلك صحيحاً؟ قم الأن واقطع تلك الخيوط، فقد حان الوقت للقيام بمغامرة. قد ولى الزمن الذي كنت فيه دُمية مَارِيُونِت وجاء الزمن الذي ستكون فيه الشخص الذي يجب أن تكون عليه.
تأكد من أنك تملك القوة لتصبح الشخص الذي طالما أردت وحلمت أن تكون عليه. أنت فقط لا تعلم كيف تُسَخِّر تلك القوة لصالحك. فلقد ضعت فيما قاله الناس وتوقعوه منك. لقد تم الكذب عليك بشأن إمكانياتك الحقيقية، وتم قمعك لأن هناك أشخاصا آخرين كانوا خائفين من الشخص العظيم الذي يمكنك أن تكونه.
لماذا؟ لأن نجاحك سيكشف فشلهم. هذا هو السبب وراء رغبة الناس في أن تتبع نفس الطريق الذي قاموا بإتخاذه. فإما أنهم لا يمتلكون أحلاما كبيرة بدرجة كافية، أو كانوا خائفين جداً من تحقيق أحلامهم. والآن يريدونك أن تقتنع أنك لن تستطيع أنت أيضاً من تحقيق أهدافك.
ولكن هل تعلم المفاجأة؟ أنت لست واحداً منهم.
أنت تمثل نفسك، ولديك القدرة على أن تخلق الحياة التي لطالما أردتها. فهو أمر كان دائماً بأعماقك، كل ما هنالك أن تسمح له فقط بالخروج للحياة، فقد حان الوقت لذلك.
ربما أنت تفكر الآن، "حسناً ياسر، أعلم أنه غير صحيح أن أتبع ما يقوله لي الأخرون بشكل أعمى. ماذا عليَّ الآن أن أفعله؟"
حسنًا، أنت الآن أصبحت على دراية بالشيء الذي يسبب لك كماً كبيراً من التعاسة في حياتك .. حان الوقت إذاً للتخلص منه. لقد حان الوقت الذي عليك إحكام قبضتك على زمام حياتك، وأن تعِيش وفقاً لقيمك وأهدافك.
وهذا ما سنناقشه في المقال القادم بعنوان "قلب النجاح"
"يتبع"