تُوج الفيلم المصري القصير "ستاشر.. أخشى أن أنسى وجهك"، بالسعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي.
ونافس فيلم "ستاشر" للمخرج المصري سامح علاء 11 فيلما قصيرا في دورة مصغرة من مهرجان كان، عُقدت في الفترة من 27 حتى 29 أكتوبر الماضي، كما اُختير في الدورة الـ 73 للمهرجان الفيلم الروائي الطويل "سعاد" للمخرجة آيتن أمين.
هذا التتويج الهادئ للسينما المستقلة، عززه فوز المخرج المصري أنطونيوس باسيلي بجائزة أحسن فيلم قصير، عن فيلم (كان مرة في ولد)، في مهرجان Rising Sun الدولي للأفلام باليابان، الذي انعقد في الفترة 6 إلى ٨ نوفمبر الجاري.
ويفتح هذا النجاح الباب واسعًا أمام سؤال كبير، ما السر وراء هذا النجاح الذي تحققه السينما المستقلة بينما يغيب عنها الدعم المادي والاحتفاء الجماهيري اللذين تحظى بهما السينما التجارية المتأخرة بطبيعة الحال عن المنافسة العالمية
واعتبر الناقد الراحل سمير فريد بعض أفلام التسعينيات "موجة جديدة" يمكن اعتبارها من الأفلام المستقلة خاصة أنها لا تنضوي تحت لواء السينما السائدة، مثل أفلام يوسف شاهين الثلاثة: (المهاجر، المصير، الآخر)، كذلك أفلام: "البحث عن السيد مرزوق" لداود عبدالسيد، و "المواطن مصري" لصلاح أبو سيف، و"المدينة" ليسري نصر الله، وغيرهم.
لكن الدكتورة تماضر نجيب ترى أن البداية الحقيقية لهذا الفن السينمائي في مصر، بشكله المعروف حاليًا، تعود إلى ظهور تقنية التصوير الديجيتال، وهو الأمر الذي ساعد في تقليل كُلفة الإنتاج بشكل غير مسبوق، وساعد الشباب على إنتاج أعمالهم الخاصة.
وعلى وقع وجود تقنية الديجيتال، خرجت للنور أول الأعمال من هذا النوع عام 2008 مثل أفلام: بصرة للمخرج أحمد رشوان، و"عين الشمس" لإبراهيم بطوط، ثم تتابعت الأعمال التي تأثرت في أسلوب الإخراج والتصوير والمونتاج بالسينما الأوروبية.
وتُرجع "نجيب" سبب انتشار ونجاح هذه السينما المستقلة في مواجهة الأنماط السائدة، إلى غياب الرقابة نظرًا لعدم حاجتها إلى دور العرض التقليدية، خاصة مع تواجد أكثر من نافذة للعرض الرقمي، في ظل عالم التواصل الاجتماعي.