تعود الأغنية للواجهة، بعد 20 عاما من تصوير الفيديو كليب في صحراء موهاني بالولايات المتحدة الأميركية، عندما احتلت الأغنية حينها المرتبة الـ17 في تصنيف الأغاني العالمية الأكثر شعبية، ومنحت الثنائي ستينغ وماميالعديد من الجوائز منها جائزة "غرامي".
ويرى متابعون أن خطوة ستينغ تصب في صالح مامي، الذي يبدو أكثر الفنانين في قائمة الألبوم بحاجة إلى هذه الفرصة، بعد أن عانت شعبيته بعد خروجه من السجن عام 2011.
وقد تحول الشاب مامي في السنوات الأخيرة من نجم عالمي إلى رجل يسير في شوارع فرنسا وحيدا، وأحيانا محل سخرية وغضب من الصحافة الفرنسية، التي لم تغفر له جريمته التي ارتكبها في حق عشيقته التي أرغمها على الإجهاض.
وبسبب تلك الجريمة تحول مامي في أعين الفنانين إلى حقل ألغام، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، فحتى رفيق دربه في أغنية الراي، الشاب خالد، لم يمنحه فرصة العودة إلى الغناء، وهربت منه شركات الإنتاج وقاعات الحفلات، بعد أن وضعته وسائل الإعلام الفرنسية في القائمة السوداء.
مامي (53 عاما) من مواليد 11 يوليو 1966، عاش مؤخرا كل تناقضات الحياة، وقد عاد إلى نقطة الصفر وهو يسعى اليوم بكل جهده لطي صفحة الماضي والانطلاق من جديد، في زمن مختلف ظهرت فيه أصوات جزائرية جديدة.
وحسب مدير المعهد العالي للموسيقى بالجزائر، عبد القادر بوعزارة، فإن هذه الفرصة المهمة التي منحها له ستينغ، تأتي بعد أن باءت معظم محاولاته في العودة بالفشل، مما اضطره للاختفاء عن الأنظار لسنوات طويلة.
وقال بوعزارة لموقع "سكاي نيوز عربية": "مامي اليوم ليس مامي الأمس عندما كانت أغانيه أكثر ما يؤنس وحشة الجزائريين في الغربة، منذ أن صدر له ألبوم "لات مي رأي" عام 1990، قبل أن تسرق القوانين والعدالة أحلامه، ليدفع الثمن غاليا بسبب غلطة لم يحسب لها حساب".
وبدأت أزمة مامي عام 2009 عندما وقف أمام القاضي منهكا بلا أمل، وقال: "سيدي القاضي مسيرتي توقفت في فرنسا والجزائر، لم أعد أقوم بحفلات موسيقية، عندي مشكلة مع الكحول، وقد عولجت من الاكتئاب بعد انهيار زواجي الأول".
لكنه خرج خاسرا أمام القضاء الفرنسي والجمهور، وصدر الحكم في حقه بخمس سنوات سجنا نافذا بتهمة محاولة الإجهاض القسري التي ارتكبها في صيف 2005، راحت ضحيتها عشيقته السابقة ذات الجنسية الفرنسية إيزابيل سيمون.