بقلم : د . ياسر بهاء
في المقال السابق والذي سردنا فيه قصة مروه نجد أنها واجهت العديد من المخاوف المختلفة. فكلما تجاوزت أحد المخاوف ظهر أخر على السطح. ولكنها ظلت قوية. فقد أحاطت نفسها بالشجاعة لمواجهة كل هاجس منفرداً وجهاً لوجه. وكل مرة واجهت أحد مخاوفها كانت شخصيتها تتطور للشخصية التي لطالما أرادت أن تصبح عليها.
يمكن للمخاوف أن تشير لك على الجهة التي تحتاج لأن تطور نفسك فيها. ابحث عما يخيفك وقم بمواجهته. فعندها لن تتمكن من تجاوز مخاوفك فحسب، بل ستكتشف أن التغلب على المخاوف يمنحك المزيد من الثقة، ويثبت لك أنك أقوى من أي خوف قد يواجهك.
كن شجاعاً وواجه مخاوفك، وتحلى بالعزيمة. امض قدماً مهما بدا الأمر صعباً، عندها سترى تطوراً سريعاً فلا شيء عليك أن تخاف منه إلا الخوف نفسه.
فلا شيء مخيف أكثر مما تقوم باختلاقه في رأسك. فعندما تقوم بمواجهة مخاوفك ستجد أنها كانت أصغر مما كنت تتخيل. بمرور الوقت ستصبح أكثر صموداً وستكون أكثر شجاعة. فأنت أصبحت تنظر للمخاوف كتحديات عليك التغلب عليها، وصرت تفتخر بعزيمتك، وبقدرتك على المضي قدماً حتى في الحالات التي تبدو الأمور فيها مستحيلة.
تذكر ماذا تعني كلمة خوف كما تحدثنا عنها في المقال الأول من هذه السلسلة فهو "أمراً وهمياً يبدو كما لو كان حقيقياً" فدائماً مخاوفك مبنية على حكم مسبق لا أساس له من الصحة. هو فقط يبدو كما لو كان حقيقياً. أما في الواقع هي مجرد عوائق عليك أن تتخطاها، وفرص لتطوير شخصيتك، عليك الاستفادة منها.
وهنا عليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة التي تساعدك في اختيار استراتيجية التعامل مع ما تراه خوف فإما أن تختار الجمود أو الهروب أو أن تختار القتال لتنتقل من السهول إلى أعالي الجبال. وتأكد أن ما تسعى إليه من أهداف يقف على الجانب الآخر من جدار مخاوفك، فتخطاه.
وفي الختام، لا بأس من أن تشعر بالخوف. لكن عليك ألا تهرب من مخاوفك. واجه مخاوفك وجها لوجه وأريهم كيف أنك أقوى منها. فأنت قوي وستتغلب عليها كعدو وستشكرها كصديقك على توجيهك للطريق الصحيح الذي جعل منك أقوى مما كنت عليه في الماضي وهنا نتأكد بأن هناك من يتعامل مع الخوف كعدو فيهرب منه أو يقهره وهناك من يتعامل معه كصديق يرشده لما فيه القوة والشجاعة وتحقيق الأهداف وفي النهاية أنت من تملك الاختيار واتخاذ القرار.