بقلم : د . ياسر بهاء
أريدك أن تفكر لبرهة في شخص أنت معجب به بشدة. أي شخص مهما كان سواء كان نجم رياضة، أو ممثل، أو رجل أعمال، أو أي شخص قام بتحقيق أهداف عظيمة وتنظر إليه دائماً بإعجاب.
استحضر صورة هذا الشخص في ذهنك. فكر في عمل رائع قام به في حياته، مثل ذلك العمل الذي تعرفت عليه من خلاله. على سبيل المثال خطاب حماسي قام بإلقائه، أومونولوج رائع أو أجمل أغنية سمعتها في حياتك. ضع هذا العمل المدهش في عقلك لبرهة.
تخيل الآن جميع الأشخاص الذين كانوا خلف كواليس هذه الصورة، الأشخاص الذين جعلوا هذه اللحظة الخالدة في ذهنك ممكنة. قد يكونون أي أفراد بدءاً من المدير للماكيير، قد يكون المندوب أوالمدرب أوحتى الأم. كل هؤلاء قد ساهموا في تلك اللحظة وتأكد أن أي شخص أنت مولع به لم يكن ليحقق ما حققه من دون هذا الفريق.
غالبية الناس لا يكترثون بالفريق الذي يقف وراء أي شخص مشهور، والذين يبذلون كل نفيس لديهم من أجل نجاح هذا الشخص.
هل تعلم لماذا لا ترى عادة هؤلاء الأشخاص؟ ذلك لأنهم لا يريدون التقدير. لا ينتظرون المديح. فهم إما يقومون بوظائفهم أو يساعدون شخصاً يهتمون لأمره أو الاثنين معاً ومساعدة هذا الشخص يُعد كافياً بالنسبة لهم. وهل تعلم أيضا أن الشخص الذي أنت مولع به يعلم تماماً أهمية فريقه؟ فهم يعلمون جيداً أنه لولا فريقهم ما كانوا ليحققوا أي شيء، ولهذا السبب فهم يعتنون بفرقهم جيدًا.
انظر الأن لأشخاص كانوا رائعين يوماً ما ثم لم يعودوا كذلك. فكر في ممثل كبير، نجم من نجوم الغناء أو رجل أعمال. فكر في كل من قاموا بتحقيقه واسأل نفسك الآن ماذا حدث؟ أين ذهب هذا الشخص؟
في غالب الأحيان ستجد أن هؤلاء الأشخاص حدثت لهم بعض المشاكل مع أعضاء فريقهم. فإما أنهم أهملوهم واعتبروا ما يبذلوه كحق مكتسب لهم، أو أنهم تعاونوا مع أشخاص آخرين اعتبروا أن نجاح هذا الشخص أمر مُسَلَّم به.
بالإضافة إلى أنه في الكثير من الأحيان يصاب المرء بالغرور ويسيطرعليه الطمع والأنا. وذلك بدوره يؤدي إلى أن يقوم الأشخاص الموهوبون بعزل أنفسهم أو أن يقوم الأشخاص المفترض بهم أن يقدموا يد المساعدة باستغلال هذا الشخص بدلاً من مساعدته.
فالأشخاص الذين تقوم بإحاطة نفسك بهم والفريق الذي تقوم ببنائه هو الذي سيحدد نجاحك أو فشلك. فمهما كنت موهوبا ومهما كانت عزيمتك قوية فإذا لم يكن الأشخاص المناسبون متواجدين في صالحك ففرصك في النجاح تكاد تقترب إلى الصفر.. بالطبع في بعض الأحيان يتحتم عليك أن تعتمد فيها على نفسك، ولكن حتى إذا كنت تعمل على مشروع ما بمفردك فما زلت بحاجة لفريق من حولك يقدم لك الدعم المعنوي والمادي والعاطفي والروحي.
هل قمت في يوم من الأيام بالتفكير في شيء أردت فعله وأقنعت نفسك بألا تفعل؟ هذا هو السبب في ضرورة أن تحيط نفسك بالعمل مع أشخاص خبراء لهم تأثير إيجابي على قراراتك وتستطيع اللجوء إليهم عند الحاجة للنصح والإرشاء والتوجيه. هيا احضر ورقة وقلما وقم بتدوين ما يلي. عندما تبدأ في التفكير بأهدافك وأحلامك فمن المهم جداً أن تنظر للأشخاص ممن حولك وتسأل نفسك هذا السؤال"ما الذي تفعله تلك العلاقة بي؟"
الكثير من المتحدثين التحفيزيين يؤكدون على أنك إذا كنت ضمن مجموعة مكونة مع 9 أشخاص سيئين فتأكد أنك ستكون العاشر والعكس إذا ما كنت ضمن مجموعة مكونة من 9 أشاخص جيدين ومتميزين فغالباً ما ستكون العاشر في هذا التميز". وأيضاً قال دكتور دينيس كيمبيل: "إذا كنت أذكى شخص في فريقك، فعليك الحصول على فريق جديد." حيث يمكن للأشخاص أن يضيفوا قيما إليك بطرق مختلفة وهذا ما سنوضحه في هذه السلسلة من المقالات.
فهناك بعض الأشخاص الذين يُعتبرون من ضمن فريقك لكنك ربما لا تضعهم في الحسبان. فأشخاص مثل أصدقائك، أو والديك، أوالمعجبين بما تريد أن تقوم بتحقيقه يمكنهم أن يعطوك الثقة والتحفيز الذي تحتاجه من أجل الاستمرار. أريد منك أن تضع هذا في عين الإعتبار عندما تقوم بتكوين فريقك. فقد لا يبدو فريقك بالضبط كما كنت تظن، ولكنك إذا كنت تنتبه للعلامات فسيتم الأمر كما يجب أن يكون.
فالله سبحانه وتعالى يريد أن يضع في حياتك الأشخاص المناسبين من أجل مساعدتك في تحقيق أهدافك وأحلامك. فهو يعلم من سيبقيك على الطريق الصحيح. فإذا كنت منتبهاً بالدرجة الكافية ستكتشف سريعاً الأشخاص الذين ظهروا في حياتك ليكونوا من ضمن أعضاء فريقك الحقيقين.
سنقوم بمناقشة الأشخاص الذين تمضي وقتك معهم الآن والقيمة التي يقومون بإضافتها إلى حياتك. كما سنتكلم أيضاً عن إحداث تغييرات في تكوين الفريق أوحتى تكوين فريق جديد كلياً. وأخيراً سنتعلم كيف تضيف أنت القيم إلى فريقك كمهمة أساسية من مهامك المختلفة.
إذا قمت بتطبيق ما سنناقشه في هذه السلسلة المكونة من ست مقالات، فسيكون لديك فريق مثالي لتحقيق أحلامك. أما إذا قمت بتجاهل هذه الإرشادات وحاولت أن تقوم بالأمر بنفسك، أو قمت بإحاطة نفسك بالأشخاص الخطأ فربما لا يتحقق النجاح أبداً أو عندما تنجح فإنه قد لا يكون كما كنت ترغب من البداية.
سنبدأ في المقال القادم بالأشخاص الذي يقومون في الوقت الحالي بإضفاء قيمة لحياتك، فاستعد.