بقلم : د . ياسر بهاء
تحدثنا في المقال السابق عن أهمية وجودك ضمن فريق يدعمك ولكن دعنا نبدأ بالأشخاص الذين يقومون في الوقت الحالي بإضفاء قيمة لحياتك. وبعد هذا سننتقل للجانب الآخر في مقالات قادمة والذي يتكون من الأشخاص الذين يقومون بعرقلتك. فما أن تعرف الأشخاص الموجودين في حياتك وسبب وجودهم، سيمكنك حينها القيام بالتغييرات التي تحتاجها لتنجح.
ابدأ بسؤال نفسك هذا السؤال، "من هم الذين يضيفون قيمة لحياتي؟"
فهناك بعض الأشخاص في حياتك يضيفون قيمة مباشرة. فلربما لديك مدربون، أو زملاء عمل أو شركاء ممن يقومون بتحويل حلمك إلى حقيقة. ولربما أيضاً لديك أشخاص يضيفون قيمة لحياتك بطريقة لا يمكنك قياسها ومنهم أسرتك أو أصدقاؤك أو أي شخص أخر يقوم بتشجيعك على سبيل المثال. فحتى لو لم يقم هؤلاء الأشخاص بالمساهمة بطريقة مباشرة في نجاحك، فهم يساعدونك في تحقيق أهدافك بطريقتهم الخاصة.
فعن طريق تحديد كل فئة من مانحي القيم ستتمكن من القيام بجرد للأشخاص الذين يقومون بمعاونتك بالفعل. فالهدف من رؤية هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بمعاونتك لترتقي بحياتك هو العمل على استثمار وقت وجهد أكبر في بناء وتعزيز علاقاتك معهم وأن تعبر عن إمتنانك لهم بشتى الطرق وفي المواقف المختلفة.
وتذكر أنه لا أحد يجبر هؤلاء الأشخاص على مساعدتك. بل هم من اختاروا مساعدتك طوال حياتك لتنجح. لا تهمل هؤلاء الأشخاص أو حتى تفترض أنهم سيكونون موجودين دائماً لأجلك. لأنه من الممكن أن تفقدهم إذا اعتقدت ذلك.
وللتوضيح أكثر، إليك الفئات المختلفة من الأشخاص الذين يضيفون قيمة لحياتك.
1) المشجع
فالمشجع هو من يقوم بمنحك الدعم المعنوي ويعطيك الدفعة اللازمة عندما تحتاجها. تأمل المشجعين في لعبة كرة القدم. فهم العنصر الأساسي الذي يحمس الجماهير واللاعبين على حدٍ سواء. فهم يلهمون الثقة ويساعدون في الحفاظ على إبقاء روح الفريق المعنوية مرتفعة.
فأنت على الأرجح لديك بعضاً من هؤلاء المشجعين في حياتك: قد يكون زوجا/زوجة، أووالديك، أوأخوانك، أوأصدقائك، أوأي شخص يؤمن بك وبما تفعله. ربما لديك أيضاً معجبون، وهم يريدونك أن تنجح لأنهم يعتقدون أن ما تقوم به رائعاً يستحق الدعم.
ومن المهم أيضاً أن تنتبه لهؤلاء الأشخاص وتمنحهم الاحترام الذي يستحقونه. فصحيح أنهم لا يمنحونك فرصاً محددة ولكن دورهم يتمثل في أن يقوموا بمعاونتك على أن تظل عيناك على الجائزة وأن يبقى تفكيرك في اللعبة. فهم يقومون غالباً بمنحك دعما إضافيا عندما يكون الوضع متأزماً. وهم أيضاً من يقومون بشد أزرك عندما تشعر بأنك في حالة ضياع.
لا أتذكر كم مرة أخبرني أحد الأشخاص الذين يهتمون لأمري، عندما كنت أشعر بأنه علي الاستسلام بأنني أفضل من ذلك. ما كنت لأصل لما عليه أنا الأن لولا هؤلاء الاشخاص.
فتش عن المشجعين في حياتك ولا تنس أن تقم بتشجيعهم أنت أيضاً. امنحهم الدعم الذي يحتاجونه أياً كان هذا الذي يريدون تحقيقه. فيمكنكم مساعدة بعضكم على الارتقاء، والمحافظة على روحكم المعنوية مرتفعة.
2) الشريك
هذا هو الشخص صاحب المصلحة الأكبر في أن تنجح. قد يكون شريكك في علاقة عاطفية، أو شريكك في الأعمال، أو أي شيء أخر يتطلب جهدا. فشريكك من الممكن ان يكون خليطا من جميع فئات أعضاء الفريق الذين تحدثنا عنهم، المشجع والصدر الحنون والمخطط الاستراتيجي وأكثر من ذلك.
غالباً، فإن شريكك هوأكثر شخص يريدك أن تنجح لأن ذلك يعني نجاحه هو أيضاً وهذا لا يُعَد أنانية فإذا كنت متزوجاً وزوجتك ناجحة وسعيدة، احزر ماذا؟ غالباً ما ستكون أنت أيضاً ناجحاً وسعيداً أيضاً.
فالشراكة تعني الالتزام. فهي تعني أن تجتمعا وتعملان سوياً شيئاً ما بالفكر والجهد ما كان لكما أن تقوما بتحقيقه بمفردكما. فيمكن للشراكة أن تكون أمراً جميلاً ما لم يقم أحدكم بإعاقة الآخر. فعليك السماح لشريكك بأن يقوم بأفضل ما لديه وقم أنت أيضاً بفعل أفضل ما لديك. فإن فعلتما ذلك فسيربح كلاكما من دون شك.
سنتحدث في المقال القادم عن النوع الثالث والرابع من مانحي القيم، فاستعد.