كتب : باكينام خالد
اليوم أصبحت المرأة متعلمة وصاحبة طموح مهني عالي، حيث باتت النساء يضعن
أهدافهن المهنية على رأس قوائم أولوياتهن، وبالتالي أصبحن يعملن على
تحقيق هذه التطلعات. ونتيجة لذلك ظهرت عدة عوامل قد تؤخر من حملهن مثل:
الالتزامات المهنية، والسفر، وتسوية القضايا، والمخاوف الطبية مثل علاجات
السرطان.
وفي الوقت ذاته أصبحت مسألة تأخير الأمومة وتأجيل الحمل سببًا رئيسيًا
للقلق في المستقبل عندما تقرر النساء إنجاب طفل مع التقدم في العمر.
وبالنسبة لمعظم النساء يصبح الحمل الطبيعي صعبًا بسبب تزايد العوائق
البيولوجية، أو حتى القضايا الوراثية، التي لا يتم اكتشافها إلا عندما
تسعى المرأة للأمومة. وبالنسبة للسبب الأول فإن السبب الرئيسي في ذلك هو
انخفاض جودة البويضات مع تقدم المرأة في العمر.
ولقد مهدت التطورات الحديثة في مجال الطب الإنجابي الطريق لنجاح الحمل
والولادة حتى مع تقدم المرأة في العمر. وقد أصبح هناك خيارات للنساء
للتخطيط لعائلاتهن، دون الحاجة إلى القلق بشأن مواجهة القضايا البيولوجية
في المستقبل، حيث تمكن تلك التقنيات النساء من تقرير موعد الحمل المناسب
لهن.
وكأحد الوسائل الناجحة في المحافظة على الخصوبة لدى النساء فلقد أصبح
بإمكانهن استخدام تقنية تجميد البويضات، حيث تتيح تقنية تجميد البويضات
تأجيل الحمل للنساء، كذلك توفر الفرصة للنساء المصابات بالسرطان أو
المناعة الذاتية واللاتي سوف يخضعن للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي
أو زرع النخاع العظمي الفرصة في تأخير الحمل حتى يستعدن صحتهن البدنية
تمامًا ويصبحن مستعدات للحمل.
وكما يمكن للنساء اللاتي يتعرضن لخطر الحاجة إلى إجراء عملية جراحية
متكررة في المبيضين بما في ذلك النساء اللاتي يعانين من التهاب بطانة
الرحم، وكذلك أولئك الذين يعانون من قيود من أي نوع أو تحديات العمل،
اختيار استخدام تقنية تجميد البويضات، بالإضافة لذلك فقد يساعد تجميد
البويضات في تقليل عدد دورات الإخصاب وأطفال الأنابيب غير الناجحة داخل
المختبر.
تحت الإجراء الطبي لتجميد البويضات يتم استخراج عدد من البويضات المكتملة
الناضجة، ومن ثم تجميدها عند درجة حرارة -196 درجة مئوية لضمان بقاء
البويضات في أفضل الظروف، حيث يتم تخزينها بعناية فائقة. كما يمكن بعد
ذلك فك تجميد هذه البويضات وتخصيبها مع الحيوانات المنوية للزوج، ونقلها
مرة أخرى إلى الرحم كأجنة من خلال التلقيح الاصطناعي، عندما يكون الزوجان
جاهزين للحمل.
وتشتمل هذه العملية ضرورة الخضوع لحقن التحفيز والتي يتم حقنها تحت الجلد
لتحفيز البصيلات وإنتاج البويضات الناضجة، والتي سيتم جمعها بعد ذلك من
مبيض المرأة تحت التخدير. وهذه المرحلة تسمى تحفيز المبيض تليها مرحلة
سحب البويضات والتقاطها، حيث تتم هذه العملية وسحب البويضات بواسطة
الموجات فوق الصوتية. وكلما تم الحصول على عدد أكبر من البويضات ساهم ذلك
في زيادة فرص الحمل الناجح مستقبلا. وفي حالة عدم إنتاج المرأة لعدد كاف
من البويضات الناضجة، يوصي الطبيب بإجراء جولة ثانية من عملية تحفيز وسحب
البويضات للحصول على عدد مناسب منها.
ويمكن لخبراء الخصوبة تحديد عدد البويضات الصحية والناضجة بعد يوم من
عملية الاستخراج، حيث لا يمكن للأطباء استخدام البويضات التي لم تنضج
والذي يعد بروتوكولا طبياً متعارفاً عليه.
ثم تأتي المرحلة التالية بمعالجة البويضات بمواد واقية من البرودة
لحمايتها من أضرار التجمد. ثم يتم تزجيج البيض المستخرج عن طريق غمرها في
النيتروجين السائل وتخزينها في بيئة آمنة. والجدير بالذكر أنه بإمكان
البويضات البقاء مجمدة لفترة طويلة، ولكن عادة ما يتم تحديد المدة بواسطة
المرأة وطبيب الخصوبة. وتعد هذه التقنية ذات معدلات نجاح مرتفعة حيث تتيح
بقاء البويضات في حالة جيدة مما يوفر للعديد من النساء مساحة أكبر لتأخير
الحمل مع ضمان معقول للنجاح.
وقد تستغرق عملية تجميد البيض بالكامل 13 يومًا في المتوسط بدءا من اليوم
الأول لتحفيز المبيض إلى مرحلة سحب واستخراج البويضات. وقبل أن تبدأ
العملية يتم تقييم المريضة بدقة أولا لمعرفة مدى نجاح الأمر، حيث يشمل
التقييم اختبارات الدم المنتظمة وعمل الموجات فوق الصوتية (السونار).
وقالت الدكتورة أوبما شانكير، أخصائية التلقيح الاصطناعي في عيادة اي في
اي للخصوبة في مسقط: "إن اختيار استخدام تقنية حفظ البويضات بالتبريد
قرار شخصي. فكلما كانت المرأة أصغر سناً ارتفعت فرص الحصول على بويضات
عالية الجودة ذات معدل بقاء أعلى وأفضل، حيث تخضع النساء للتغيرات
الجينية والبيولوجية بعد سن 35 مما يقلل من كمية ونوعية البويضات
وجودتها".
وفي عيادات اي في اي للخصوبة أبدى 11٪ من النساء تقريباً اهتماماً بتجميد
بويضاتهن كل شهر، خاصة مع زيادة الأعداد بشكل كبير والذي يأتي مع ارتفاع
الوعي بالخصوبة في المنطقة.