أعلنت شركتا "NextEra" و"جوجل" توسيع تعاونهما الاستراتيجي في خطوة لافتة تهدف إلى تطوير مجمعات ضخمة لمراكز بيانات تعمل بطاقة نووية وبقدرات تصل إلى مستوى الغيغاواط داخل الولايات المتحدة، في محاولة لمواكبة الطلب المتسارع على الطاقة الذي تفرضه تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا التوسع استكمالاً لشراكة قائمة بين الطرفين تشمل بالفعل نحو 3.5 غيغاواط من قدرات الطاقة، إما قيد التشغيل حالياً أو بموجب عقود طويلة الأجل.
مراكز بيانات على نطاق غير مسبوق
الصفقة الجديدة تعكس تصاعد احتياجات شركات التكنولوجيا من الكهرباء، خاصة مع التوسع الهائل في الحوسبة السحابية ونماذج الذكاء الاصطناعي.
وكانت الشركتان قد أعلنتا مؤخراً اتفاقيات لإضافة 600 ميغاواط من الطاقة النظيفة إلى شبكة الكهرباء في ولاية أوكلاهوما، لدعم البنية التحتية التقنية لشركة غوغل، بحسب تقرير نشره موقع "interestingengineering" واطلعت عليه "العربية Business".
وبحسب البيان، دخلت الشركتان بالفعل مرحلة التطوير الفعلي لأول ثلاثة مجمعات لمراكز البيانات ضمن الاتفاق الجديد، مع استهداف طرح أول منتج تجاري مرتبط بهذه الشراكة عبر Google Cloud Marketplace بحلول منتصف عام 2026.
تسريع نشر مراكز البيانات
تركز الشراكة على تسريع إنشاء مراكز البيانات من خلال معالجة التحديات البنيوية الكبرى، مثل توفير الأراضي، وربط الأحمال الكهربائية بالشبكة، وتطوير مصادر التوليد اللازمة في الوقت نفسه لتغذية عمليات الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق.
وفي هذا الإطار، تمثل الطاقة النووية عنصراً محورياً في الاستراتيجية الجديدة، باعتبارها مصدراً مستقراً وقادراً على تلبية الطلب المستمر على الكهرباء.
وأشارت الشركتان إلى أنهما تعملان على إعادة تشغيل محطة Duane Arnold النووية في ولاية آيوا، إلى جانب توقيع اتفاقيتين طويلتي الأجل لإضافة 600 ميغاواط من الطاقة النظيفة إلى شبكة أوكلاهوما.
ولتحقيق ذلك، تقدمت "NextEra" بطلب رسمي إلى هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية الأميركية لاستعادة حقوق ربط المحطة النووية بالشبكة، بعد أن كانت هذه الحقوق قد نُقلت سابقاً لمشروع طاقة شمسية في الموقع نفسه.
وتزامن هذا التحرك مع طلب تعديل ترخيص قُدم إلى هيئة التنظيم النووي الأميركية في يناير الماضي، في مؤشر واضح على العودة إلى الطاقة النووية بدلاً من الاعتماد الحصري على الطاقة الشمسية لتأمين الحمل الأساسي.
الذكاء الاصطناعي لإدارة الشبكات
ولا يقتصر التعاون بين الشركتين على البنية التحتية المادية، إذ يشمل أيضاً تحولاً رقمياً شاملاً في عمليات "NextEra" باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من Google Cloud.
وسيتم دمج نموذج TimesFM 2.5 للتنبؤ الزمني مفتوح المصدر، إلى جانب نظام WeatherNext 2 للتنبؤ بالطقس، مع بيانات "NextEra" الخاصة بالأصول، بهدف تحسين موثوقية الشبكة ورفع قدرتها على الصمود أمام الضغوط المتزايدة.
وأكد البيان أن هذا الدمج سيساعد شركات المرافق على تحسين التخطيط وإدارة الشبكات، وخفض التكاليف، وتعزيز استقرار الخدمة الكهربائية، في وقت تواجه فيه الشبكات تحديات ناتجة عن تقادم البنية التحتية والنمو غير المسبوق في الأحمال.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة NextEra، جون كيتشوم، إن هذه الشراكة تعكس مرحلة جديدة يتقاطع فيها قطاعا الطاقة والتكنولوجيا بشكل غير مسبوق، مشيراً إلى أن الهدف لا يقتصر على بناء بنية تحتية ضخمة، بل يشمل أيضاً تغيير طريقة عمل شركات الطاقة نفسها.
من جانبه، شدد الرئيس التنفيذي لشركة غوغل كلاود، توماس كوريان، على أن الجمع بين خبرة "NextEra" في الطاقة وبنية "غوغل" التحتية للذكاء الاصطناعي بات ضرورة لدعم مستقبل رقمي يعتمد بشكل متزايد على مراكز بيانات عملاقة وقدرات حوسبة هائلة.








