كتب : باكينام خالد
اكد الكاتب الصحفي خالد حسن رئيس تحرير جريدة " عالم رقمي " ان مصر تمتلك كافة مقومات توطين صناعة تقديم خدمات المعلومات للغير ، التعهيد " outsourcing " ، وان تضع نفسها بقوة على الخريطة العالمية لهذه الصناعة التى تتجاوز قيمتها نحو 780 مليار دولار فى عام 2020 وستصل الى 837 مليار دولار فى عام 2021 ويتوقع ان تصل الى 971 مليار دولار فى عام 2023 وذلك وفقا لتوقعت دراسة صادرة عن مؤسسة الأبحاث التسويقية " ديلويت " بنسبة نمو مركب تصل إلى %7.4 سنويا .
جاء ذلك خلال لقائه مع برنامج " هذا الصباح " على قناة " النيل للأخبار "، الذى تقدمه الإعلامية ماجدة القاضي وبرئاسة تحرير محمد رزق واعداد صلاح صابر ومؤمن مصطفي ، للتعليق على تقرير مؤسسة " اى تى كيرنى " والذى شمل 60 دولة ، واكد احتلال مصر المركز الأول إقليمياً وقارياً والـ 15 عالمياً في مؤشر كيرني لـ "مواقع الخدمات العالمية" لصناعة" التعهيد " وقال ان تبنى الدولة المصرية لعملية التحول الرقمي ودعم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تطبيق استراتيجية " بناة مصر الرقمية " إلى تحسن كبير لوضع مصر على هذا المؤشر الذي يستند الى 4 محاور أساسية اولها الجاذبية المالية ثانيا توافر العمالة الماهرة ام المحور الثالث فيتمثل فى البنية التكنولوجية و بيئة الأعمال واخيرا محور قابلية الدولة للتحول الرقمي .
وردا على سؤال عن ما هى صناعة" التعهيد " قال هى صناعة تقديم خدمات المعلومات تعنى لوجود طرف الى طرف اخر لتقديم الخدمات مقابل الحصول على المال وفقا للاتفاق بينهم موضحا ان تكلفة هذه الصناعة فى الأسواق الأوروبية والأمريكية مرتفعه جدا، لارتفاع تكلفة الموارد البشرية مقارنة مما هو موجود فى مصر وهو ما يشكل فرصة كبيرة بالنسبة لنا .
وعن مدى استفادة مصر من هذه الصناعة اكد رئيس تحرير "عالم رقمي " ان مصر من أوائل الدول التى انتبهت لأهمية هذه الصناعة من نحو عقدين من الزمن ، ولكن احداث يناير 2011 أدت الى تراجع مكانة مصر بيدسبب ظروف عدم الاستقرار السياسى والاقتصادية، ولكن منذ عام 2015 بدأت الامور تعود شيئا فشيئا وبلغ حجم صادراتنا من هذه الصناعة نحو 1.5مليار دولار ولكنها تجاوزت فى عام 2020 نحو 4.1 مليار دولار ومن المتوقع ان تصل الى 10 مليار دولار فى عام 2025 .
حجم الصادرات المصرية .
وبالنسبة لامتلاك مصر لمقومات هذه الصناعة اكد خالد حسن ان الكوادر البشرية المدربة والمشكله تكنولوجيا والتى تجيد التحدث باحد اللغات الأجنبية هو احد اهم مقومات توطين صناعة" التعهيد " لذلك اطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ايتيدا ، مبادرة " مستقبلنا رقمي " فى منتصف عالم 2020 والتى تستهدف تدريب وتأهيل 100 الف شاب مصر " مجانا " ، ممن تتراوح اعمارهم بين 18 - 35 " عاما ويتم تدريبهم " اون لاين " على 3 تخصصات أساسية اولها خدمات نقل البيانات ثانيا الويب وتطبيقات والمجال الثالث هو التسويق الالكترونى .
اضاف نجحت المبادرة فى تدريب نحو 40 الف شاب وهم نواة أساسية لصناعة تقديم خدمات المعلومات للغير و كذلك اقتحام الشباب لمجال العمل الحر " Freelance " حيث هناك 4 مستويات لكل تخصص " اساسي ، محترف ، متميز ، متقدم " وتتراوح مدة الدراسة بين 3 أسابيع الى 3 شهور وفقا لما مستوى حيث يحصل الخريج على شهادة موثقة من احدي الشركات العالمية ومن منصة التدريب الإلكترونية العالمية " يوداسيتى " وذلك بدون ان يتحمل المتدرب لاى أعباء مالية .
وعن حجم الفرص التى تمتلكها مصر فى صناعة التعهيد قال رئيس تحرير " عالم رقمي " أن هناك نحو 240 ألف شاب يعملون بالفعل فى مصر بمجال خدمات التعهيد وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات العابرة للحدود، بينما هناك 100 دولة تقدم مصر لها خدمات التعهيد ومراكز الاتصال بـ 20 لغة مختلفة، هذا وتصل نسبة استحواذ مصر الحالية على صناعة خدمات التعهيد عالمياً 17%، طبقاً لمؤسسة IDC ، ناهيك عن ان الموقع الجغرافي المتميز لمصر وكونها تتوسط التوقيت الزمنى بين شرق وغرب العالم بجانب انخفاض تكلفة العمالة مما يتيح لها فرص اكبر لجذب الشركات العالمية لفتح فروع لها فى مصر لخدمة عملائها على مستوي العالم .
وفيما يتعلق بترتيب بعض الدول وفقا لمؤشر " كيرنى " العالمي اشار الكاتب الصحفي خالد حسن ان التقرير هذا العام استعرض خريطة الترتيب الـ 60 دولة حيث احتلت الهند المركز الأول، يليها الصين بالمركز الثاني، ثم ماليزيا بالمركز الثالث ، ثم البرازيل بالمركز الخامس، والولايات المتحدة الأمريكية بالمركز السابع، ثم المملكة المتحدة بالمركز الثامن عل حين احتلت ألمانيا المركز 16 بالمؤشر، وروسيا المركز 21، واليابان المركز الـ 22، والإمارات المركز 25، تلتها تركيا في المركز 26، وأسبانبا في المركز 28، وفرنسا في المركز 29، في حين جاءت المغرب في المركز 40، ثم كوريا الجنوبية في المركز 41، وغانا في المركز الـ 43، والأرجنتين المركز 45، وكندا المركز 46، وأرجواي 48، وجنوب أفريقيا 57.
وعن نوعية الشركات التى تعمل فى صناعة التعهيد بالسوق المصري قال رئيس تحرير " عالم رقمي " ان هناك شركات أجنبية عالمية وكذلك شركات مصرية تعمل فى السوق المصري وهذا مؤشر جيد على مدى امتلاكنا لفرصةحقيقة للنمو المتزايد سنويا حيث ان متوسط راتب الموظف فى هذه الصناعة يصل الى 4 الاف جنيه شهريا ومرور الوقت يكتسب الخبرات والمهارات التى تؤهله للتقدم فى هذه الصناعة وتنمية قدراته التكنولوجية والشخصية لاسيما وان هذه الصناعة تستوعب الخريجين من كافة التخصصات الجامعية وتشترط فقط الالمام الاساسى بكيفية استخدام الكمبيوتر بجانب امتلاك وايجادة الحديث اى لغة اجنبية .