60 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من انتاجية الشركات الرقمية بحلول عام 2022
-تعزيز ثقافة الشركات الناشئة أمر أساسي لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة
-بيئة الابتكار التكنولوجي تشهد تحركاً مستداماً نحو الاستثمار تماشياً مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة
كتب : محمد الخولى – باسل خالد
تنمية ثقافة حاضنة للشركات التكنولوجية الناشئة أمر أساسي لدفع عجلة التقدم الاقتصادي وتعزيز الأطر البيئية والاجتماعية والحوكمة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
ووفقاً لمؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار (ITIF)، وهي مؤسسة أبحاث للسياسات العامة، تُعدّ المشاريع التكنولوجية الناشئة في الولايات المتحدة أكثر استقطاباً للمهنيين إذ يبلغ متوسط الرواتب التي تقدمها لهم 102 ألف دولار،بما يعادل ضعف المتوسط الحالي في الولايات المتحدة البالغ48 ألف دولار.
من جهته قال توشار سينغفي نائب الرئيس التنفيذي ورئيس الاستثمارات في شركة" الهلال للمشاريع " يمكننا أن نشهد هذا التوجه هنا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن توافرت لدينا منظومة متكاملة داعمة للشركات الناشئة، وسنرى بالنتيجة مشاريع إقليمية تكنولوجية تسدد لموظفيها رواتب تتجاوز ضعف متوسط رواتبهم الحالية".
الموجة الثانية من الاستثمارات
أضاف يتزايد الاستثمار المتماشي مع الحيثيات البيئية والاجتماعية والحوكمة منذ أزمة الائتمان في عام 2008، وأدت الجائحة الحالية إلى تسريع الموجة الثانية من الاستثمارات في هذا المجال، وتحظى شركات التكنولوجيا بنصيب كبير من هذه الاستثمارات".
أوضح سينغفي تتجه بيئة الابتكار التكنولوجي العالمية بزخم نحو الاستثمار بالتوافق مع الحيثيات البيئية والاجتماعية والحوكمة، وتتزايد شريحة المستثمرين الذين يسعون إلى الاستثمار بوعي ومسؤولية ليس فقط لتحقيق الأرباح، وبل لخدمة المجتمعات والتأثير إيجاباً بالبيئة.
و أفاد مسح أجرته شركة التأمين والمعاشات التقاعدية "أفيفا" (Aviva)، أن 55 % من المستثمرين أصبحوا في أعقاب جائحة "كوفيد-19" يعيرون اهتماماً أكبر للعوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية.
موجة الرقمنة
لقد سرّعت جائحة "كوفيد-19" موجة الرقمنة، فدفعنا ذلك إلى تغيير منظورنا واتخاذ القرارات التي تسمح بتبني التقنيات بما فيه خدمة للمجتمعات وللكوكب. ويمكن للشركات، كبيرة كانت أم صغيرة، الاستفادة من قيمة التكنولوجيا للمساهمة في مستقبل أكثر ازدهاراً واخضراراً للمنطقة.
ووفقاً لتوقعات المنتدى الاقتصادي العالمي، ستحقق الشركات الرقمية 60 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2022. وعلّق سينغفي: "تتميز بيئة الأعمال التكنولوجية بديناميكية مذهلة قد تمكن بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تحقيق أهداف الاستدامة الاجتماعية والبيئية الطموحة. وسيكون نجاح المنطقة بالثورة الصناعية الرابعة عبر القطاعات الرئيسية في السنوات الخمس المقبلة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بقدرتها على رعاية رواد الأعمال المحليين، واستقطاب شركات التكنولوجيا العالمية الناشئة".
الشركات الناشئة
أضاف ازدادت في أعقاب الجائحة الحاجة إلى منح الشركات الناشئة في المنطقة بيئة تمكنها من النجاح، إذ سيساهم ذلك في إيجاد حلول مبتكرة للتغلّب على التحديات الاجتماعية وتوفير حياة أفضل للجميع".
وقالت مانجو جورج، رئيسة الاستراتيجية في منصة الاقتصاد الرقمي التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي: "مع تكثيف الشركات جهودها لتحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية والحوكمة السليمة، ستكون التقنيات الرقمية ونماذج الأعمال الجديدة عوامل رئيسية بالنسبة لها لتحقيق النجاح، وتستطيع الشركات التكنولوجية الناشئة كالتي تدعمها الهلال للمشاريع، أن تقدم للشركات والبلدان حلولاً مبتكرة يمكنها تبنيها وتوسيع نطاقها. يُقدّم مجتمع التحول الرقمي التابع للمنتدى الدعم للشركات، لمساعدتها في تنمية أعمالها على المدى البعيد لمنفعة لأفراد والكوكب،وذلك بتوثيق الروابط مع منظومة الابتكار التكنولوجي.
مستقبل الاقتصاد
تعد الهلال للمشاريع شريكاً للمنتدى الاقتصادي العالمي وعضواً في العديد من منصات المنتدى، بما في ذلك منصة "مستقبل الاقتصاد الرقمي وتحقيق القيمة الجديدة"، ومنصة "مستقبل التنقل". كما تنشط الشركة في منصة عمل كوفيد-19 التابعة للمنتدى، حيث تتعاون مع أصحاب المصلحة الآخرين، بما فيهم مؤسسات القطاع العام والشركات العالمية، للمساعدة في الحد من الاضطرابات المؤثرة في حياة الأفراد والمجتمعات والاقتصادات حول العالم.
وقال سينغفي، خلال مشاركته في ندوة "إندافر" (Endeavour) الإمارات لرواد الأعمال والمؤسسين: "تقدّم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرصاً ممتازة للشركات التكنولوجية الناشئة ،التي تعتبر مسؤولية رعايتها وجذبها ودعمها مسؤوليةً مشتركةً لا تقتصر على الحكومات فقط ومع النطاق الهائل والإمكانيات المذهلة التي تتسم بها اقتصادات المنطقة سريعة النمو، نؤمن بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن تصبح إحدى أكثر المناطق الداعمة لإطلاق الأعمال والمشاريع الرقمية والتوسع بها".
رواد الأعمال
من ناحيته قال نور شوّا ـ العضو المنتدب لـ "إندافر" (Endeavour) الإمارات: "تلتزم "إندافر" بصفتها مجتمعاً رائداً عالمياً لرواد الأعمال المؤثرين، بمساعدة رواد الأعمال في توسيع نطاق أعمالهم. وأحد أهم مجالات الدعم لدينا هي عملية جمع التمويل حيث نربط رواد الأعمال بأبرز المستثمرين والشركاء مثل الهلال للمشاريع الناشئة. ويسعدنا الاستمرار في تقديم منصة نقاش تمكن شبكة الرواد والمؤسسين من الوصول إلى رأس مال المستثمرين والاستفادة من خبراتهم".