بقلم : فاتن الخولي
أولادنا... ليسوا لنا
حينما يكبر الابناء .. عليك ان تكون مستعدا لمرحله جديده من حياتك فذلك الطفل الذي كان يتعلق بك اينما تذهب اصبح يفضل ان يكون حرا طليقا و بعد ان كنت انت كل عالمه اصبح له عالم اخر له فيه الكلمه العليا … و عليك ان تتقبل ذلك برضا و تسليم و تاخذ مقعدك بهدوء لتراقبه من بعيد و قلبك يحوم حوله و يسعد بسعادته وعليك ان تتقبل بشروط عالمه الجديد بما فيه من احباء اخرين
شعور يراودنا جميعنا و اعتقد انه اكبر تطور قد يحدث في حياتك فحينما يولد الابناء يتحول عالمنا باكمله الي الدوران حولهم يكون شغلك الشاغل هو تحقيق كل ما يتمنون على قدر استطاعتك فترسم الخطط المستقبليه و تضع الترتيبات و هم في صدر المشهد
لا يمكن لك ان تتمنى شيئا او تسعى لتحقيق حلم الا و هم ابطاله و اهم منعطف فيه
ثم يكبرون أكثر لتبدأ في أحلالهم محلك في كثير من أحلامك فما لا تستطيع تحقيقه تتمنى ان يقوموا به و لم لا و هم امتداد طبيعي و منطقي لك يجعلك تأبى ان يسبقك احد او يكون أفضل منك الا هم ، ذلك الحب الكبير و الغالي يجب أن تتعلم ان تحافظ عليه ما حييت
كيف نحافظ على حب ابنائنا
اولا يجب أن ندرك انهم ليسوا ملكا خالصا لنا بل هم منحه من الإله لكي نسعد بهم و يسعدون بنا فلا تجعلوا حبكم لأولادكم ان يتحول إلى طوق يلتف حول اعناقهم فيكون قيدا يتذمرون منه ثم يكرهونه عندما يكبرون
مما يتطلب منا ان نعترف اولا بحقهم الخالص في تشكيل حياتهم كيفما يريدون حتى لو تعارضت مع ما نصبو اليه و نتمناه لهم
و ندرك ان دورنا في حياتهم يجب أن يتغير كلما يكبرون حسب ما يحتاجونه منا
على أن نكون دائما على استعداد لتلبيه النداء وقتما يحتاجون إلينا... دور صعب و بقدر صعوبته جعل الله لنا جزاؤه أكبر الجزاء
و يحضرني ان اتذكر بعض كلمات لجبران خليل جبران في هذا السياق
"أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم, ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم.
وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكم لأجسادكم.
ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم.
فهي تقطن في مسكن الغد, الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم.
وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم.
ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم.
لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء, ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس.
أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم.
فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية, فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى.
لذلك, فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة"